Skip to main content

نجــــاح و فشــــل - محمديون أم قرآنيون

الصفحة 4 من 5: محمديون أم قرآنيون

محمديون أم قرآنيون

يتأرجح المسلمون اليوم بين نسبتين نسبتهم إلى القس والنبي وقل نسبتهم إلى محمد ونسبتهم إلى عثمان الذي جمع سور القرآن على غير قاعدة

ولنقل أيضا نسبتهم إلى قرآن القس والنبي ونسبتهم إلى مصحف عثمان وبكل بساطة نقول أيضا نسبتهم إلى القرآن كما وصل إلينا وكما هو بين أيدينا ونسبتهم إلى محمد في مواقفه الصريحة من أهل الكتاب

فالمسلمون اليوم إذن هم أما قرآنيون وأما محمديون وهم إلى النسبة الأولى أقرب والسبب هو المدينة وبسبب المدينة اختلطت الأوراق وفشل محمد ولم يكن فشله هذا

بسبب ذنب اقترفه أو بسبب سوء تدبير أتاه بل سببه فتوحات سياسية جرفت كل شئ وقضت على كل شئ وصراعات طبقية عنصرية أملتها عصبية عمياء سيطرت على القرآن يوم جمعه

وهذه العصبية العمياء حطمت الدعوة في مهدها وفرقت بين المسيحيين منذ اللحظة الأولى وبددت كل أمل في الوحدة بين الأحزاب والقبائل

منذ البدء انشق المسلمون فكان منهم الشيعة وأهل سنه وكان فيهم أنصار ومهاجرون قرشيون وهاشميون أهل بيت وأهل ايمان

وسبب ذلك مذدوج فمحمد لم يوفق في تعيين خليفة له كما وفق القس ورقة ومكة لم تستطع أن تسيطر على غلبة المدينة التي استغلها الفاتحون

والمسلمون اليوم يميلون في نسبتهم إلى المدينة فخر عزتهم ونصرتهم على قوافل قريش وبدء انطلاقتهم في سبيل المغانم والمغازي ونشوة انتصارهم على اليهود والمشركين والأعراب المنافقين

وعز عزهم في افتتاح مكة ودعوتهم إليها واقتحام أعزتها وتهديم أصنامها الخمسة والستين بعد الثلاث مائة ومن المدينة كان المنطلق وفي المدينة ابتدأ النصر وإلى المدينة يرجع فضل الدعوة إلى الجهاد ...

أما مكة المسكينة فكانت مسالمة آمنة تدعو إلى الايمان والاحسان والتقرب من أهل المودة مكة دعت وما تزال تدعو إلى دين الحق دين ابراهيم الحنيف الذي لم يكن يهوديا ولا نصرانيا مسيحيا ولا مشركا ولا منافقا ولا كافرا

في مكة خاف الناس هول الساعة وارتعبوا من يوم الحساب الرهيب وخشوا الله وانتظروا يوم الدينونة حيث القضاء العام والقيامة للأبرار والموت للأشرار

في مكة تعلم الناس الاهتمام بالمساكين واطعام الجياع وسد عوز المحتاجين واقراء الضيوف وتحرير العبيد والمأسورين والشفقة على الفقراء والمحرومين والرحمة باليتامى والأرامل والعطف على ابناء السبيل

بين مكة والمدينة بون شاسع لا يملي فراغه إلا العودة إلى قرأن القس والنبي ولا تكون همة العودة إليهما إلا بتخطي مغانم المدينة الفاحشة والعدول عن الجهاد واستبداله بالمحبة والتسامح

المدينة لم تعرف التسامح ولن تعرفه بل هي عرفت الغدر والمكر وكان الله فيها خير الماكرين .. المدينة غدرت بمحمد وبتعاليمه فيما المسلمون يعزون اليوم إليها انتصارهم ومجدهم الأثيل

على المدينة اعتمد الفاتحون وعلى بعض من مكة جرى السماح وسعى المسلمون اليوم إليهما معا ولهذا يسعون إلى الوحدة كما إلى التفرقة في آن معا وما نزال نشهد حتى يومنا هذا الصراع الدائم بين موجات وحدوية لا حصر لها وموجات تفرقة لا تتوقف

فمن دعوة إلى الوحدة باسم العروبة إلى أخرى باسم الإسلام إلى ثالثة باسم محاربة الاستعمار إلى رابعة باسم الاشتراكية التقدمية إلى خامسة بعثية عربية واحدة

إلى سادسة خمينية وسابعة ناصرية وثامنة قذافية وتاسعة باسم محاربة العدو الصهيوني المشترك وعاشرة باسم القضية العربية الفلسطينية

وأحدثها جميعا مجموعة اخوان المبارك انترناشيونال لتفريخ الارهاب ورعايته... كلها تكون أو لا تكون وتبقى التفرقة لأن بين مكة والمدينة لا صلح ولا عودة إلى كليهما

وقد كرس مصحف عثمان فصلهما إلى الأبد فالتاريخ لا يعود إلى الوراء حتى ولو جر بقرونه ولا يصلح التاريخ ما أفسده عثمان وما هم عليه ال عثمانيون اليوم

وأرض المهاجر العثمانية بنيت على التفرقة عندما شيدت قبابها على مصحف المدينة ورماح الخلفاء ومع هذا بسبب حنينها إلى مكة تحركها عواطف وحدوية

تتجاذبها عواصف هوجاء لا محط لهبوبها ولا مرقد عواصف حب وغرام وعواصف بغض واقتتال ... كلها في أمة واحدة وفي حزب واحد وفي قلب واحد ولأجل مصلحة وسيادة فكر الغزو والمغانم والمسالب

وسبب النوبات هذه تزوير جسيم حدث في التاريخ منذ بدء الدعوة و طالما التزوير قد حصل وهو باق حتى يومنا هذا فلسوف تستمر نوبات الوحدة هذه إلى ما شاء الله

اثنان لا غير دعوا إلى الوحدة ونجحا ولما رحــــــــلا رحلت كل وحدة عن أرض المهاجر العثمانية ولم يتبق لنا من الوحدة المنشودة أبدا سوى الشوق الدائم إليها

إسألوا أهل الذكر
الصفحة
  • عدد الزيارات: 12889