اختلاف قراءات القرآن - الصفحة الثالثة
(1) فترى من هنا أنه لا تكاد تخلو لفظة من القرآن من قراءة، إما بتغيير حركة أو حرف أو كلمة أو جملة كما تقدم. ولا يخفى ما يترتب على هذه القراءات من الأحكام المختلفة المتباينة.
(2) اقتصرنا في إيراد 45 قراءة مختلفة في نحو 55 آية فقط، وهي سُدس سورة البقرة.
(3) ظهر مما تقدم أن الفاتحة أول كتابهم فيها الزيادة، فإن أجلاء أئمة المسلمين ذهبوا إلى أن البسملة ليست من القرآن بل هي زائدة، فتبلغ الزيادة الناشئة عن هذه العبارة وحدها نحو 113 آية (كما قال ابن عباس الذي هو ترجمان القرآن). وكذلك أجمع العلماء على أن لفظة آمين زائدة. وغير ذلك مما ورد في الفاتحة من التغيير والتبديل وهو معدود من القراءات عند المسلمين.
(4) لو أتينا بالمدرج في القرآن لكان شيئاً جسيماً، فإن المسلمين زادوا في القرآن شيئاً على كتابهم على وجه التفسير، كقراءة سعد بن أبي وقاص وله أخ وأخت من أم . والأصل وله أخ أو أخت (النساء 4: 12). ومن ذلك أيضاً قراءة ابن عباس ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج أخرجها البخاري. ولا يخفى أن الأصل هو بدون كلمة في مواسم الحج فهي زائدة (البقرة 2: 198). ومن ذلك أيضاً قراءة ابن الزبير ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم وهي في (آل عمران 3: 104) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأولئك هم المفلحون . فزادوا قوله ويستعينون بالله على ما أصابهم . قال عمرو: فما أدري أكانت قراءة، أم فسَّر . وأخرج الحسن انه كان يقرأ وإن منكم إلا واردها (مريم 19: 71). الورود الدخول. قال الانباري: قوله الورود الدخول تفسير من الحسن لمعنى الورود. وغلط فيه بعض الرواة فأدخلوه في القرآن . قال ابن الجزري في آخر كلامه: وربما كانوا يدخلون التفسير في القراءات إيضاحاً وبياناً . وذهب بعضهم إلى أن بعض الصحابة كان يجيز القراءة بالمعنى، وأفرد السيوطي للمدرج تأليفاً، وقس على ذلك أحاديثهم.
(5) لعل أصل هذه الاختلافات ناتج عن طريقة الكتابة نفسها، فقد كانت المصاحف تُكتب دون تنقيط أو تشكيل، فكلمة أشاء يمكن نطقها أساء . أو تبينوا تثبتوا . ولعل الاختلاف أحياناً يغيّر الكلمة إلى العكس، مثل غُلبت يمكن نطقها غَلبت . ولا يخفى أن مثل هذه الاختلافات تقع في أكثر من نصف القرآن، مما يؤدي إلى عدم التأكد من مدلولات الكلمة، لاحتمال وقوع الخطأ فيها.
(6) جمع الحجاج بن يوسف كل مصحف وأسقط منه أشياء كثيرة ذكروا منها في كتاب المصاحف للساجستاني، و الموسوعة القرآنية لإبراهيم الإبياري الجزء الأول:
أ - لم يتسن وانظر البقرة 2: 259 جعلها لم يتسنه بالهاء.
ب - شريعة ومنهاجاً المائدة 5: 48 جعلها شرعة ومنهاجاً .
ج - هو الذي ينُشركم يونس 10: 22 جعلها يسيركم .
د - أنا آتيكم بتأويله يوسف 12: 45 جعلها أنا أنبئكم بتأويله .
ه - سيقولون لله المؤمنون 23: 85 ، 87 ، 89 جعلها سيقولون الله الله .
و - من المخرجين الشعراء 26: 116 جعلها من المرجومين .
ز - من المرجومين الشعراء 26: 167 جعلها من المخْرجين .
ح - نحن قسمنا بينهم معايشهم الزخرف 43: 32 جعلها معيشتهم .
ط - من ماء غير ياسن محمد 47: 15 جعلها غير آسن .
ي - فالذين آمنوا منكم واتقوا الحديد 57: 7 جعلها وانفقوا .
ك - وما هو على الغيب بظنين التكوير 81: 24 جعلها بضنين . ( المصاحف للساجستاني).
والحجاج كان يتقرب إلى بني أمية، ولا يجوز ائتمانه على هذا العمل، فزاد وأنقص حسب هواه!
- عدد الزيارات: 15004