Skip to main content

أحاديث الصلاة

الصلاة صلة شخصية بين الإنسان والله، تقوم على حب الإنسان لله، وليس على خوفٍ أو رعبٍ منه.

ولن نتكلم في هذا الفصل عن تناقضات مواقيت الصلاة كما جاءت في الحديث، ولا عن الاختلاف في طرق أدائها، فسوف نسلِّم لعلماء المسلمين بقولهم: إن في الاختلاف رحمةً بالمسلمين أو كما نُسب إلى محمد نفسه قوله: إن في اختلاف أمتي رحمة. ولكن سنورد بعض الأحاديث عن علاقة الإنسان بربِّه، ذلك الإله المحب، الودود، الغفور، الرحيم الذي يرحم الجميع ويريد أن يخلِّصهم.

قال محمد : مُرُوا الصبيَّ بالصلاة إذا بلغ سبع سنين. وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها, وقال أبو هريرة إن محمداً قال: أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوِّل الله رأسه رأس حمار؟,

كتب شاب مسلم اهتدى للمسيح يقول: كنت وأنا صبي أجري للصلاة حالما أسمع الأذان خوفاً من الضرب. وذات يوم سمعت الإمام يذكر حديثاً في النهي عن رفع الرأس قبل الإمام، فزاد خوفي من أن يتحول رأسي إلى رأس حمار. فكنت أتطلع إلى وجهي في المرآة بعد كل صلاة لأرى إن كان رأسي قد تحول أو لم يتحول بعد إلى رأس حمار! كنت مرتعباً من الضرب إن لم أصلِّ، ومرتعباً من أن يصبح رأسي رأس حمار لو أسأت التصرف في الصلاة.

علاقة الصلاة بين المسلم والله علاقة خوف وعبودية، فالله كما يراه المسلم لا يبالي بمن يدخل الجنة أو يدخل النار، فإنه ما خلق الإنس والجن إلا ليكونوا له عبيداً كما جاء في القرآن وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (سورة الذاريات 51: 56). ورغم هذا التشدُّد في الإسلام فإنك تجد التساهل، أو ما يسميه المسلمون الترهيب والترغيب. عن أبي هريرة ، قال محمد : الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفّراتٌ لما بينهن، إذا اجتنب الكبائر, وعن ابن مسعود، قال إن رجلاً أصاب مِن امرأة قُبلةً فأتى النبي فأخبره، فأنزل الله وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ (سورة هود 11: 114). فقال الرجل: يا رسول الله، أإليَّ هذا؟ فأجابه: لجميع أمتي كلهم,

لقد جعل محمد الصلاة أحد طرق دخول الجنة، وقال إنه إذا أذنب شخصٌ فالصلاة تكفيه. فأين هذا من قول الله في كتابه العزيز: مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ. لِأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا (لوقا 17: 1 )


ما يقطع الصلاة:

وتجد في كتاب الصلاة تناقضاً صريحاً، يعتذر المسلمون عنه بأنه من الناسخ والمنسوخ أو يقوم أحد أصحاب محمد بتصحيحه له، مثل ما ورد عن أبي هريرة أبي هريرة ، قال: يقطع الصلاة: المرأة، والكلب، والحمار وفي رواية الكلب الأسود, وعندما سمعت عائشة هذا الحديث قالت: بئسما عدلتمونا بالحمار والكلب. لقد رأيتُ النبي يصلي صلاته من الليل وأنا معترضةٌ بين يديه. فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فضممْتُها إليَّ ثم يسجد, وعن الفضل بن عباس قال: أتانا النبي ونحن في بادية لنا ومعه عباس ، فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة، وحمارة لنا وكلبة تعبثان بين يديه، فما بالى بذلك. وقال أبو داود بعد هذه الأحاديث: إذا تنازع (اختلف) الخبران عن الرسول نُظر إلى ما عمل به أصحابه من بعده. فهذا هو الرد على التناقضات! وقد يزول العجب إذا عرفنا أن محمداً قال لأصحابه: ذَرُوني وما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا, ثم يقول في الحديث التالي: مَن أطاعني فقد أطاع الله، ومَن عصاني قد عصى الله, ويقول القرآن: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَا نْتَهُوا (سورة الحشر 59: 7) وقال أيضاً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (سورة المائدة 5: 1 1). فأحاديث محمد وقرآنه تأمر بطاعة محمد وبالنهي عن التفكير في ما قال، وتأمر بعدم السؤال عما لم يقُل، حتى وصل الأمر ببعض المسلمين إلى اعتبار البحث في ذات الله كفراً. فهل يحّوِل الإسلامُ تابعيه إلى كائنات مغيَّبة العقول، لا تفكر في ما تسمعه؟ لقد أمر المسيح تابعيه أن يفتِّشوا الكتب المقدسة ويدرسوها (يوحنا 5: 39) ورحَّب رُسله بأن يفحص المستمعون الكتب المقدسة ليروا لأنفسهم أن المسيح هو المخلِّص الذي تنبّأ أنبياء التوراة بقدومه (أعمال 17: 11) فقد علموا أن الكتب لم تتكلم إلا عن المسيح، ولم تأمر إلا بالإيمان به! أما محمد فقد نهى عن قراءة الكتب المقدسة السابقة له.

الصلاة في الإسلام هي الباب الواسع لدخول الجنة، مع أن الصلاة الإسلامية وأسلوبها كانت موجودة قبل محمد بنفس طريقة الركوع والسجود، وفي نفس الأوقات تقريباً عند الصابئة وعابدي الكواكب. فالإسلام لم يأت بجديد، بل أخذ ما كان قبله ووافق عليه، من مراسم الحج والعمرة والصوم والصلاة، فأخذه كما هو، أو أنقص منه أو زاد عليه,

  • عدد الزيارات: 10138