إلهٌ ابن إله - لقب
أما لقب "ابن البشر" فيُعدّ أقدم لقب أُطلق على المسيح في العهد الجديد، ويرجع إلى الفصل السابع من نبوّة دانيال: ورأيت في رؤى الليل فإذا بمثل ابن البشر آتياً على سحاب السماء، فبلغ إلى القديم الأيام، وقُرِّب إلى أمامه، وأوتي سلطاناً ومجداً وملكاً .
والناظر المدقق في آيات الإنجيل لا بد وأن يلاحظ أن لقب ابن البشر جاء دائماً في إطار الحديث عن آخر الأزمنة، وعن الدينونة الحق أقول لكم. إن كل من يعترف بي قدام الناس يعترف به ابن البشر قدام ملائكة الله (متى 10: 32).
بيد أن سلطة ابن البشر - ومن خلال تعليم الكتاب - لا تقتصر على يوم الدينونة في آخر الأزمنة، فإن ملكوت الله قد بدأ بمجيء المسيح "فابن البشر له على الأرض سلطان مغفرة الخطايا" (مرقس 2: 10). "ابن البشر قد جاء يطلب ما قد هلك ويخلّصه" (لوقا 19: 10) ابن البشر هو ربّ السبت (مرقس 2: 28) وبالرغم من ذلك فإن سلطة ابن البشر على هذه الأرض ليست سلطةً للسيادة بل للخدمة فالثعالب لها أوجرة ولطيور السماء أوكار أما ابن البشر فليس له موضعٌ يسند إليه رأسه (لوقا 9: 58).
أما لقب "الرب" فقد أطلقه العهد الجديد على يسوع في مواضع كثيرة، وهو ترجمة للفظة اليونانية "كيريوس" التي تعني "السيد" و"الرب" . وقد استخدم العهد الجديد لفظ سيد في مواضع ولفظ "كيريوس " في مواضع أخرى. ولفهم هذا الاستعمال لابد من العودة إلى العهد القديم، وقت كان اليهود يمتنعون عن لفظ اسم الله يهوه احتراماً له. لذلك كانوا في قراءاتهم للتوراة كلما رأوا اسم يهوه يقرأونه أدوناي أي الرب . ومن ثمَّ أصبحت لفظة الرب مرادفة لاسم الجلالة يهوه . وعندما ترجم يهود الإسكندرية كتب العهد القديم من العبرية إلى اليونانية في الترجمة السبعينية ترجموا اسم "يهوه" بكلمة "كيريوس" التي تعني "الرب".
ومن هنا نستنتج أن الرسل باعترافهم أن يسوع هو الرب يعترفون له بلقب مختصٍّ بالله نفسه. لذلك ترد لفظتا الرب والإله جنباً إلى جنب كمترادفتين.
إن هذا اللقب مع ما يحمله من معنى الألوهية أطلقه الرسل على يسوع بعد أن انكشف لهم سرُّ شخصه، وأدركوا أن الصلب لم يكن بالنسبة إليه نهاية كل شيء، لأن الذي صُلب ومات قد قام وظهر لهم، وأوكل إليهم مهمة دعوة جميع الأمم بقوة السلطان الذي دُفع إليه.
- أنشأ بتاريخ .
- عدد الزيارات: 7196