Skip to main content

حاجتنا القصوى هي إلى مغفرة خطايانا - كل إنسان منا بحاجة إلى الغفران

الصفحة 2 من 2: كل إنسان منا بحاجة إلى الغفران

كل إنسان منا بحاجة إلى الغفران، لأننا جميعنا قد أخطأنا إلى الله بارتكابنا ما كان يجب أن لا نرتكبه من أعمال، وبإهمالنا ما كان ينبغي أن نقوم به. فالذين يعترفون فعلاً، بحاجتهم إلى الغفران، هم فقط المُخْلِصون مع أنفسهم والمتواضعون بما فيه الكفاية للإقرار بفشلهم. أما أولئك الذين يتمتعون بالبر الذاتي، فعندهم الرضى الشخصي الذي لا مبرر له، ومن الصعب عليهم رؤية حالتهم المزرية أمام الله وحاجتهم إليه. فعندما يحس الإنسان فعلاً بمذنوبيته، ويؤمن بإخلاص بأنه خاطئ تجاه الله، حينئذ يكون على استعداد أن يدرك حقيقة غفران الله.

إن أردنا أن نعرف الله، وأن يكون لنا شركة معه، الآن وفي الأبدية، يجب أن ننال عفوه.. على الصعيد البشري، المسامحة ضرورية عندما نسيء إلى أحدهم، لأنه لا مجال أن يكون هناك قبول وشركة حقيقيتان بينما العلاقة مقطوعة بسبب الإساءة – والخطية هي ضد الله. والمعنى الأعمق للخطية، ليس أننا تعدينا على ناموس الله، بل أننا قد أسأنا إليه برفضنا لمحبته وسلطانه.

وبما أن الله هو كلي القداسة والبر، فلا يقدر أن يتغاضى عن الخطية. يجب أن يدينها ويقتص من فاعلها، لإنها العقبة التي يجب أن تزول قبل أن يدخل الإنسان في علاقة شخصية مع الله. وإن كان الغفران غير الممكن للخاطئ حتى يوم الدين، إذاً، ليس في وسع أي إنسان أن تكون له علاقة مع الله في الوقت الحاضر، وبذلك لا يسمع الله صلواته في هذه الحياة.

وسيفرِّط الله ببرِّه إن قَبِل الخاطئ على حالته التي لا تتمتّع بالغفران. علاوة على ذلك، وبما أن الله لا يقدر أن يقبل مجهودات الإنسان وأعماله للحصول على الغفران، إذن، فليس هناك من أساس، لتوقُّعنا أن الغفران يمكن نيله في يوم الدين. وإن كان اللجوء إلى الأعمال الصالحة على أنها جديرة بالمكافأة والتقدير، فإن هذا إظهار للكبرياء البشرية في هذه الحياة، والأمر لا يختلف عن ذلك بشيء أمام عرش الله يوم الدينونة.

وبينما هو صحيح أن الله كلي القدرة، فهو صحيح أيضاً أن الله كلي البر. وسيكون من الخطأ التعريض ببر الله بقدر ما سيكون من الخطأ التعريض بقدرته. لأنه عندما يسامح الله الخطية من غير أن يثبت برّه، فإنه يصبح مشاركاً للخاطئ في خطيته. وسيكون الله قاضياً غير عادل إذا ما برر الخاطئ دون أن يقتصّ من خطاياه. فمن المستحيل على إله كلي البر أن يعتبر الخاطئ باراً ما لم يُدفع أولاً ثمن القصاص، ويؤمَّن الأساس للحصول على البر.

فكيف إذن يؤمَّن الأساس للحصول على الغفران،

من غير التعريض ببر الله؟

الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 7439