Skip to main content

اكتشفت اليقينية الحقيقية - رحت أفتش في العهد الجديد عن تلك الإستشهادات

الصفحة 2 من 4: رحت أفتش في العهد الجديد عن تلك الإستشهادات

±±±

وإذ رحت أفتش في العهد الجديد عن تلك الإستشهادات التي استخدمها عمي كمرجع في كتابه، صُعقت لحقيقة أنها تعني شيئاً مختلفاً كل الاختلاف عما علموني إياه في صغري، وأصبحت شديد الاهتمام به بحيث تابعت قراءة العهد الجديد برمته.. ووجدت في هذا الأمر اكتشافاً مروعاً؛ فروح العهد الجديد بكاملها تختلف اختلافاً جوهرياً عن روح القرآن. فالتعليم بأن الله محبة، وبأنه قد بيّن محبته لنا في موت المسيح الكفاري وقيامته المنتصرة، والموعظة على الجبل، وإظهار أن الخلاص بالنعمة فقط، كل هذه معلومات لم يكن ليخطر على بال مسلم التفكير بها.

±±±

لم يمضِ على ذلك وقت طويل ، حتى التقيت أحد رفاق الكلية القدامى وهو مسيحي، واعتبرتها مناسبة جيدة للاستفسار عن بعض تساؤلاتي. كنت في حيرة، على الأخص، حول تعليم الثالوث الأقدس، ومعنى 'الفداء بالمسيح'. لم يقدر هذا الصديق على الإجابة عن تساؤلاتي، إلا أنه أرشدني إلى أستاذ مسيحي يستطيع أن يساعدني في هذه المسائل.

أخذتني الفرحة عندما قصدت ذاك الأستاذ، الذي أخذ يجيب على أسئلتي بطول أناة. وللمرة الأولى شعرت أنني بدأت أفهم معنى الإيمان المسيحي. كنت فيما مضى، قد كوّنت فكرة مشوشة عنه وأعتبرته دين الأوربيين الغريب، وخاصة، دين البريطانيين الذين احتلوا أرضنا. ولكن لم يسبق لي أن رأيت الإيمان المسيحي محقّقاً فعلاً وظاهراً في طريقة حياتهم. وبالرغم من تحيّزاتي وسوء فهمي، فإني بدأت ألمح شيئاً من طبيعة المسيحية الحقيقية.

وذات يوم انتبه إلىّ أحد أصدقاء والدي، وأنا في طريقي لرؤية الأستاذ المسيحي، فمضى وأطلع أهلي على الأمر. وإذ عدت إلى البيت، قصدت تواً إلى فراشي لأني كنت تعباً للغاية. وفجأة، قفزت من نومي على الألم اللاذع نتيجة الضربة التي وقعت على ظهري من عصا والدي. كان الغيظ يتأكل والدي، وقد استشاط غضباً لمجرد كوني أتكلم مع مسيحي. وراح ينهال عليّ ضرباً بقسوة شديدة حتى تشبع جسدي كله بآثار الضرب. بحسب رأيه، لم يكن هناك من مبرّر لما أقدمت عليه. وليس هناك أي عذر - في رأيه - لاغتفار فعلتي هذه، فقد رفض البحث معي بشأنها.

وعندما نهضت من نومي في صباح اليوم التالي، طفقت عمتي تضمد جراحي ورضوضي. ولم يُبدِ والدي أية ملاينة، فلم أعرف ماذا أفعل، وخيِّل إليّ أن ليس لي من خيار إلا ترك المنزل. وعندما غادرت المنزل لم أكن أملك سوى القميص والبنطال الذي أرتديه. قصدت إلى مؤمن مسيحي كنت قد سمعت عنه، وأطلعته على واقع حالي، وقلت له إني الآن أصبحت مستقلاً. لم يكتفِ باستقبالي وحسب، بل حمَّلني أيضاً رسالة إلى شخص في بلدة أخرى يستطيع أن يمدّ لي يد العون.

إن محبة هؤلاء المسيحيين الحقيقيين وعنايتهم بي قد أثّرتا فيّ جداً. ومع أني كنت أزداد ميلاً أكثر فأكثر نحو الإيمان المسيحي، إلا أنني لم أكن قد اعتنقته بعد، ولكن كنت أسير على طريق 'اليقينية'.. إذ بعد دراسة وتأمل طويلين أفضى بي الأمر إلى الإيمان بالمسيح رباً ومخلصاً لحياتي. ثم اعتمدت وأعلنت إيماني جهراً.

استخدم الله الصعوبات في حياتي ليقودني إلى التوبة
الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 9299