Skip to main content

اكتشفت اليقينية الحقيقية - بذل والدي قصارى جهده محاولاً إقناعي بالعودة إلى الإسلام

الصفحة 4 من 4: بذل والدي قصارى جهده محاولاً إقناعي بالعودة إلى الإسلام

±±±

عدت إلى البيت، بعد مضي عام على معاقبة والدي التي أدت إلى هروبي منه. وعندما رأى والدي أني صرت مؤمناً مسيحياً، بذل قصارى جهده محاولاً إقناعي بالعودة إلى الإسلام. كان اختباراً مؤلماً ذاك الذي جرى، وليس من السهل عليّ التحدث عنه حتى هذا اليوم. انهار والدي وأجهش في البكاء؛ لأنه كان من العار على ابنه أن يصبح مسيحياً، ولكن لم أشعر أن ذلك كان بدافع اهتمام فعلي من أجلي، بل بالحري لأنه بوصفه والداً للعائلة، قد أصيب بابن ارتدّ عن الإسلام. وشرعت أنا في البكاء بينما كان يتكلم إليّ، وكذلك أمي كانت جالسة معنا تنتحب ونحن نتحدث عن الموضوع. عندئذ لم أعد أدري كيف أتصرّف، فاكتفيت بأن أطبقت عينيّ، ولكن بعين عقلي رأيت الرب يسوع مسمّراً فوق صليبه، فسألت نفسي: 'من احتمل من الآلام أكثر، أنا أم المسيح؟' لم يكن يساورني أي شك على الإطلاق في هذا المجال. إن أسمى شيء بالنسبة لي هو محبة المسيح وآلامه التي لا توصف من أجلي. وقد أدركت في قلبي أن ليس لي من مناص سوى أن ألتصق به.

ما إن رأيت النور حتى صار من المستحيل عليّ التراجع. عندما يرى أحدهم مجد الله في وجه يسوع المسيح (2كورنثوس 6:4)، فإلى من تراه يذهب حينئذ؟ إنه وحده الأسمى والأفضل، وهو طيّب معي جداً بالرغم من تقصيري نحوه. والمسيح هو الأسمى والأفضل 'المذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم' (كولوسي 3:2). فالمسيح هو نقطة التمركز لكل ما يمكننا أن نعرفه عن الله. والأروع من كل شيء قوله إنه لن يهملني ولن يتركني مهما قصّرت في إرضائه. وهذا كله جزء من نعمته الغنية المجانية. وليس بغير نعمته يمكننا أن نصبح مقبولين عند الله. فالسماح للناس بالدخول إلى ملكوت الله يتم على أساس إيمانهم بالمسيح، بغضّ النظر عن جنسهم، وعمرهم، ولونهم، ومركزهم الاجتماعي.

إن الشعور بالوحدة هو أهم الصعوبات التي على المسلم مواجهتها عندما يجيء إلى المسيح إذ أنه يُرْفَض من شعبه وأحياناً لا يقبله المؤمنون المسيحيون قبولاً مطلقاً.

... وكثيراً ما يجب عليه أن يقف وحيداً، إلا من الرب يسوع المسيح الذي لا يتخلى عن خاصته أبداً. فمثل هذا الإنسان، عليه أن يهيّئ نفسه لمواجهة مصاعب ومشاكل كثيرة من أقربائه، وأهله، وعلاقته بأصدقائه، وزواجه، وأوضاعه المالية، وللمجتمع بشكل عام. فالمسيح يجب أن يعني الكثير.. الكثير، لذاك الذي يريد أن يعتبر كل شيء آخر نفاية؛ ولكن، مع أن هذا ليس بالطريق السهل في بعض الاعتبارات، إلا أنه الطريق إلى اليقينية الحقيقية.

بعد وقعت بين يديّ نسخة مشوهدة من الكتاب المقدس باللغة الإنكليزية، أمضيت الأيام الأولى في مطالعة بشارة متى. والذي أثر فيّ أكثر من أي شيء آخر في قراءتي لهذه البشارة، هو إتمام نبوات العهد القديم المتعلقة بالمسيح.. وصرفت وقتاً مثيراً جداً في هذا البحث في النبوات المتممة. وبصفتي مسلماً، علّموني أن أؤمن بأن جميع الكتب المقدسة التي سبقت ظهور محمد، كانت تشير إلى مجيئه كالحلقة الأخيرة في سلسلة الأنبياء، التي تبتدئ بآدم. غير أن دراستي في الكتاب المقدس برهنت لي، وبشكل حاسم، بأن المسيح هو آخر من يأتي مرسلاً من الله، وكونه 'ابن الله'، فلا يمكن أن يعقبه آخر ويحل مكانه.. أما سر نوعية الموت الذي ماته المسيح فساعدني على فهمه الآية الواردة في إشعياء 5:53 القائلة: 'وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا: تأديب سلامنا عليه. وبحبره شفينا..'

ج.ع. صبحان

الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 9584