Skip to main content

أهمية تعليم الثالوث الأقدس

الصفحة 1 من 6


أهمية تعليم الثالوث الأقدس في معرفة الله ونوال الخلاص

بعد كل ما ذكرناه في هذا الكتاب توضيحاً لتعليم الثالوث وإثباته، ربما يسأل القارئ الكريم "هل من الضروري معرفة هذه العقيدة الغامضة وقبولها؟ وهل ينشأ ضرر لو افتكرت في الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء بأي طريقة كانت ما دمت أسلم بوجوده وأعبده عبادة توافق العقل والإدراك؟"
أيها الأخ العزيز، هل تظن أنه سيان عندك أن تعبد الله بحسب ما هو معلن في كلامه المقدس أو أن تعبده بحسب تصورك وإدراكك؟ إن ذلك الإنسان الذي يتصور الله كما تصوره له أفكاره لابد وأن يكون عاجزاً عن معرفة الإله الحقيقي. وكل إنسان يصّور الله في مخيلته كما يمليه عليه عقله وأوهامه، ألا يعتبر كعابد الأوثان؟ ألا يكون ذلك الإنسان قد ضل عن عبادة الإله الحقيقي؟ يقول المثل السائر بين مسلمي مصر "كل ما خطر في بالك فهو حالك والله بخلاف ذلك." ومعنى ذلك أنه مستحيل على الإنسان أن يفتكر فكراً صحيحاً عن الله وأن الصورة التي يتصورها الإنسان في مخيلته عن الله ما هي إلا صورة من نفسه وليست بصورة الله أبداً ولو صدق هذا المثل (وهو الصواب لأن الوثنيين يعبدون آلهة شريرة كأنفسهم) يتضح أمامنا أن كل إنسان يعبد الله بغير الطريقة التي بينها الله في كتابه المقدس فهو عابد أوثان. فعلى كل من يرغب في معرفة الله الحي الحقيقي أن يعبده ويخدمه ويفتكر فيه حسب تعاليمه المختصة بذاته ومشيئته التي أعلنها لنا في كتابه وإلا فلا نعمة ولا بركة من هذه المعرفة ولا تكون هذه الخدمة غير مقبولة أمام الله ولكن رب سائل يقول "ما الفائدة التي تعود على الإنسان من هذا التعليم؟" ورداً على ذلك نقول أن الله أعلن في كتابه المقدس نفسه ووجوده بحسب هذا التعليم وفي هذا كفاية. لأن كل عاقل يفتش عن الحق يعرف تمام المعرفة أن الله الحكيم قد أحسن في كل ما عمل وعلم وقد أعلن لنا كل ما هو نافع ومفيد وأن كلامه وأعماله هي مظاهر الحكمة السامية العالية. نعم وإن كان الإنسان الواحد لا يقدر أن يدرك هذه الحكمة كلها ولا يمكن لأحد من الناس أن يدرك عمق سر الله ولكن من يدرس الكتاب المقدس درساً وافياً ويعرف تعاليمه معرفة تامة يتأكد بعد ذلك أن في هذا التعليم تعليم الثالوث في الوحدة معرفة الله ونوال الخلاص وإن كان الإيمان لا يكون بالمعرفة إلا أن معرفة ما أعلنه لنا الله ضروري لإرشادنا إلى هذا الإيمان الصحيح لكي نجعل كل اعتمادنا واتكالنا على المخلص الوحيد معترفين به أنه الطريق والحق والحياة وكل هذا مستحيل ما لم نقبل تعليم الثالوث في الوحدة ولزيادة إيضاح هذا السؤال نقول:

إن فائدة وأهمية معرفة تعليم الثالوث وقبوله ظاهرة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14145