أهمية تعليم الثالوث الأقدس - لا توجد إلا طريقة واحدة للخلاص من الخطية
والآن لا توجد إلا طريقة واحدة للخلاص من الخطية ولا يمكن للإنسان أن يكون وارثاً للخلاص الأبدي متمتعاً بالسعادة الكاملة الطاهرة إلا بطريقة واحدة وهذه الطريقة قد أعلنها الله في كتابه لتكون إرشاداً لهم للخلاص كما قال المسيح عن نفسه "أنا هو الطريق والحق والحياة" ولأن المسيح كان بلا خطية وكانت له الإنسانية الكاملة والألوهية الكاملة أيضاً بل هو أحسن من كل الخلائق وأسمى من السموات "حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر" (1بطرس 2: 24). وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا (أشعياء 53: 5). وهنا تظهر فظاعة خطايانا التي كانت سببا في صلب الرب يسوع المسيح، فمحبة الله ورحمته الغير محدودتين ظهرتا في تجسد المسيح في حياته وفي موته كما يقول يوحنا الرسول في رسالته ( 4: 9 و 10 ) " فبهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل انه هو احبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا" وقال المسيح " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا 3: 16) فلا يقدر أحد من الناس أن يخلّص نفسه من الخطية وجهنم ولكن بما أن عدل الله يقضي بالكفارة وسفك الدم لغفران الخطية فلهذا السبب عينه تجسد كلمة الله الذي هو واحد مع أبيه واتخذ طبيعتنا وتحمل الآلام لأجل خطايانا لكي نسامح ونتطهر منها ومن نتائجها المفزعة. أفلا يظهر لنا هنا مقدار محبة الله ورحمته وقداسته وكارهته للخطية وما من طريقة يعلن الله بها نفسه افضل من هذه أن أولئك الذين ذاقوا محبة الله ورحمته المعلنين في المسيح يسوع وقبلوا نعمة الله بخشوع وخضوع أولئك رغماً عما ارتكبوه من المعاصي عرفوا وتأكدوا انهم نالوا من إلههم الرحيم البار مغفرة الخطايا ونالوا قبولا منه تعالى من اجل المسيح الذي يتراءى ويشفع فيهم. أولئك عرفوا أن الله بمحبته ورحمته يعمل كل ما فيه الخلاص والسعادة الأبدية. إن المسيحي الحقيقي يعرف أن عين الله لا تغفل عنه فيطمئن باله ويلقي كل رجائه واعتماده على الله قائلا مع تلاميذ المسيح الحقيقيين " إن كان الله معنا فمن علينا الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء" ( روميه 8: 31 و 32)
- عدد الزيارات: 14675