أهمية تعليم الثالوث الأقدس - تعليم الثالوث في وحدة الذات الإلهية يقودنا إلى فهم تجسد المسيح
وحيث أن تعليم الثالوث في وحدة الذات الإلهية يقودنا إلى فهم تجسد المسيح وطريقة الخلاص بواسطة وتأثير الروح القدس في قلوب وحياة أولئك الذين يؤمنون به وحيث أن الله قد أعلن لنا بهذا التعليم في كتابه الكريم قداسته ورحمته ومحبته، فالواجب أن نؤمن بهذه الحقيقة الظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار ونعتقد أنها مطابقة لعظمة الله ومجده وبدونها لا يمكن للإنسان أن يحصل على خلاصه وعلى السعادة الحقيقية في العالم الآتي.
وفي الختام يجب أن نبين لقرائنا الكرام أن نكران تعليم الثالوث يقود الإنسان إلى عدم الإيمان بألوهية كلمة الله يسوع المسيح ربنا ولكن من ينكر هذه الحقيقة فهو لا يعرف الله حق المعرفة لأن المسيح نفسه قال "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً" (يوحنا 14: 6و7).
وكل من لا يؤمن بكلام المسيح في الإنجيل فهو لا يؤمن به مطلقاً وكل من لا يؤمن بألوهيته لا يمكن أبداً أن يصل على معرفة قداسة الله وعدله ورحمته ومحبته ولا يمكنه أن يجد المخلص المعصوم والوسيط الوحيد ليخلصه من خطاياه ويمنحه الخلاص الأبدي والحياة الأبدية كما يقول الكتاب "كل من ينكر الابن ليس له الآب أيضاً ومن يعترف بالابن فله الآب أيضاً" (1يوحنا 2: 23). وقال أيضاً "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنا 3: 36). والإنجيل يعلمنا أن الله أعلن نفسه لشعبه بواسطة كلمته يسوع المسيح الذي فيه ظهرت رحمته وعدله بطريقة عجيبة والله لا يريد أن يهلك أحد من بني البشر بل "يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تيموثاوس 2: 4). "لا يتباطأ الرب عن وعده… لكنه يأتي علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" (2بطرس 3: 9و10).
وصلواتنا من أجلكم أيها الأخوة الأحباء الذين مات المسيح من أجلكم وقام من الأموات أن يقودكم الله بواسطة روحه القدوس إلى نور إرشاداته وأن يقدركم على فهم ما دوناه من الآيات في هذا الكتاب وبواسطة هذه المعرفة الحقيقية الواضحة في الإنجيل والإيمان بالرب يسوع المسيح وحده تنالون الخلاص والسعادة الحقيقية والحياة الأبدية والله يهديكم إلى هذا الإيمان وينيلكم هذا الخلاص فهو محب رحيم. والغرض الذي تصبو إليه نفوسنا من تأليف هذا الكتاب هو أن نزيل الصعوبات والعوائق التي تحول دون قبول إخواننا المسلمين لكلام الله والإيمان بما أعلنه عن ذاته المقدسة وطريقة الخلاص بيسوع المسيح "لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال 4: 12). وليتمجد اسم الله له المجد والإكرام والحمد من الآن وإلى الأبد. آمين.
-انتهى-
- عدد الزيارات: 14677