Skip to main content

أهمية تعليم الثالوث الأقدس - إن فائدة وأهمية معرفة تعليم الثالوث وقبوله ظاهرة

الصفحة 2 من 6: إن فائدة وأهمية معرفة تعليم الثالوث وقبوله ظاهرة

أولاً- إن فائدة وأهمية معرفة تعليم الثالوث وقبوله ظاهرة مما قد بيناه لأنه بغير ذلك لا يمكن الحصول على معرفة ذات الله التي بواسطتها نجد السلام والخلاص وفي بشارة الإنجيل وأن نسير في طريق الخلاص المعلنة فيه ويتضح ذلك مما قاله المسيح "وليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له" (متى 11: 27). وقال أيضاً "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14: 6). وقال أيضاً "هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب والابن كل من ينكر الابن ليس له الآب أيضاً ومن يعترف بالابن فله الآب أيضاً" (1يوحنا 2: 22و23). وهذا قليل من كثير من آيات العهد الجديد التي لا يفهمها كل من يجهل تعليم الثالوث. وهنا نرى يوحنا الرسول بواسطة إعلان الله يبين أن إنكار الآب والابن أي بنوة المسيح الإلهية إنما هو بدعة الدجال وهذه الآية وحدها التي ذكرها الرسول بولس تظهر أهمية هذا التعليم وتحذر كل إنسان خائف الله من أن يرفض تعليم الثالوث لئلا يكون من ضمن فئة أولئك الدجالين الذين سيقع عليهم عقاب الرب يسوع المسيح عند مجيئه الثاني "هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وتنوح عليه جميع قبائل الأرض" (رؤيا 1: 7) "لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه" (1كورنثوس 15: 25).
ثانياً- إن معرفة قداسة الله وعدله ورحمته ومحبته تتفق مع الإيمان بتعليم الثالوث اتفاقً تاماً حتى أن كل من يرفض هذا التعليم يرفض كل الصفات التي لله. فإخواننا المسلمون وإن كانوا يقولون أن الله قدوس وعادل رحيم ومحب إلى غير ذلك من صفات الكمال ولكنهم لا يجدونها إلا مجرد ألفاظ يظهرون بها ما لله من القوة والعظمة والتأمل في هذه الصفات ينسدل وراء حجاب الفكر أن الله مطلق وغير محدود. قال القرآن "ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون" (سورة النحل آية 95) وقال أيضاً "إن الله على كل شيء قدير" (سورة البقرة آية 19). ولكن الإيمان بالله القدير فقط لا يعطي الإنسان خلاصاً أبدياً لأنك "أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون" (يعقوب 2: 19). نعم أن الإيمان بقوة الله يرعب قلب الإنسان ولكن لا يربطه بصلة المحبة مع الله ولكن هي محبة الله التي تلين قلب الإنسان الحجري فيختم بالروح القدس ويتجدد "حسب صورة خالقه" وفاديه القدوس (كورنثوس 3: 1). وهذا التغير نسميه نحن معشر المسيحيين بالولادة الثانية وقد تكلم عنها المسيح في الإنجيل قائلاً "الحق الحق أقول لكم إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3: 3). وهذه الولادة الجديدة هي الخلاص من محبة الخطية ومن قوتها، الخلاص من خدمة العالم والجسد والشيطان. إن إيمانك بحقيقة الثالوث فقط لا يمكن أن يغيرك كما قلنا. إن المعرفة الحقة ليست كل الإيمان ولكن من أهم الفوائد الناجمة عن الإيمان الصادق بما يعلمنا إياه الكتاب المقدس عن تعليم الثالوث هي أن يتأكد المؤمن بالمسيح من قداسة الله ومحبته ورحمته وأيضاً عدله وحكمته وقدرته ويكون بعدئذ قادراً ومستعداً أن يغير قلبه وطباعه كما بيَّنا. وما نوال الخلاص إلا بالإيمان بعقيدة الثالوث ولكي يخلص الإنسان من خطاياه يجب أن يتأكد أن الله طاهر وقدوس وقد كره وسيكره كل نجاسة وشر وأن غضبه ولعنته على الخطية سرية كانت أو علنية وما لم تنسكب نعمة الله على الخطاة وما لم يتغيروا أو يتطهروا بواسطة دم الحمل الذي ذبح منذ تأسيس العالم فسيهلكون هلاكاً أبدياً.

تعليم الثالوث يعلمنا أن محبة ورحمة الله لا حد لهما
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14671