اكتشفت اليقينية الحقيقية - استخدم الله الصعوبات في حياتي ليقودني إلى التوبة
±±±
لقد استخدم الله الصعوبات في حياتي ليقودني إلى التوبة والإيمان الحقيقيين. عندما غادرت البيت، كنت أعلم أني أُقدم على خطوة كبيرة. ولم أكن أدري إلى أين أتوجّه، فتابعت السير أميالاً عديدة من غير طعام، وكنت أحمل نسخة من الكتاب المقدس، صرت أقرأ فيها.
كانت تراودني أسئلة كثيرة، لكنني أمضيت الساعات الطوال في الدراسة والتحدث مع أحد المؤمنين المسيحيين الذي استطاع أن يساعدني. وقد أصبح المسيح حقيقة بالنسبة لي وأنا في وحدتي وشكوكي.
عدت والتحقت 'بكلية غوردن' لأتابع دراساتي وأصبح معلماً. فدرست الفلسفة وعلم النفس وحصلت على شهادة بكالوريوس في الآداب. وبعد ذلك بسنوات سافرت إلى الولايات المتحدة حيث نلت شهادة الماجستير تبعتها شهادة بكالوريوس في اللاهوت. خلال تلك السنوات كلها، كنت أنفق على نفسي دون أي مساعدة مادية من أهلي. قمت بتعليم الأوردية لفترة من الزمن، ولكن بالكاد كنت أملك المال الكافي لشراء القوت اليومي والكتب. ومع ذلك فإن الرب يسوع المسيح كان معي وكثيراً ما كان الله يستجيب صلواتي ويسدد احتياجاتي. علاوة على ذلك، فإنه ليس في وسعي أن أعدد المرات التي كان فيها المسيحيون المؤمنون لطفاء معي وقد مدوا لي يد المساعدة والعون في ضيقاتي الكثيرة.
لقد آمنت بالمسيح ووضعت ثقتي فيه منذ اثنتين وخمسين سنة، ولم يفشلني قطّ. وطوال هذه السنوات لم أندم مرة على تلك الخطوة التي اتخذتها. ويمكنني القول كذلك أنه لم يساورني أي شك مطلقاً من نحو المسيح. ومن الطبيعي أنه كانت هناك بعض الأمور التي أحببت أن تتوضح لي. ولكن بالنسبة لهذه الحقيقة الوحيدة - حقيقة أنّ المسيح قد أحبني وقدّم نفسه على الصليب من أجلي - لم يكن عندي أي شك. إني مكتفٍ بالمسيح كل اكتفاء. وأروع شيء بالنسبة لي هو أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه، لأن الله محبة. وفي رأيي لم يكن هناك ما هو أعظم من ذلك، بل لا يوجد شيء أعظم من ذلك. ولم يساورني أي شك بأن المسيح هو إعلان الله الكامل والتام، كما وإني لم أشك قط بأنه لا يوجد أحد أعظم من المسيح أدباً وخلقاً. وهذه الثقة جعلتني أصمد في وجه كل أنواع المقاومات التي تعرضت لها. ولو أن هذه الثقة تزعزعت في أي من تلك الأمور لكنت تراجعت عن إيماني منذ زمن طويل وطويل جداً.
كان المسيح ولا يزال محور القضية برمتها، ومركزها، وأساسها، ولا أدعي لنفسي أي فضل، بل الكل عمله هو وليس عملي. ولو أُتيح لي المجال أن اختار من جديد، فلنأُقدم إلا على الاختيار عينه، وحتى في أحلك اللحظات، لم أندم قطّ على اختياري هذا، وذلك من رحمته. وعندما يدّعي الناس أنني تخليت عن الكثير لأجله، أجيب: إني لم أتخلّ عن أي شيء، لكنني أخذت من المسيح أكثر مما يسعني ذكره.
لولا إعلان الرب يسوع المسيح الذي شملني، لما كنت قد تعرّفت على الله قط، أنه أبي السماوي. فاختباري بكامله نابع من امتلاك المسيح لي. المسيح وحده أمسك بي، وسيطر عليّ طوال هذه السنوات منذ أن قرأت العهد الجديد للمرة الأولى.
إن الشيء الوحيد، الذي يعنيني أكثر من حياتي، هو ابن الله الذي أحبني وبذل نفسه لأجلي. إنه الوحيد الذي ليس عنده دوافع مزدوجة، بينما الآخرون جميعاً عندهم مثل هذه الدوافع المزدوجة. وثمة فصل مظلم، في مكان ما، من حياة كل إنسان.. ثمة شيء في حياة كل إنسان يخجل به. الجميع يخفون أموراً حتى عن أقرب المقربين إليهم وأعز الأعزاء عليهم. هناك بعض الأشياء في حياة المرء لا يحب أن يشرك الآخرين بها، وعلى الأقل هناك غرفة واحدة في حياة كل إنسان مقفلة من الداخل بإحكام. والمسيح هو الوحيد الذي ليس في حياته مثل هذه الغرفة. إنه المسيح الناصع كالبلور النقي. إنه المثل الأعلى لكمال الطبيعة الإنسانية. إنه شفاف ولا زيف فيه، وليس فيه تلاعب من نوع التلاعب السياسي والدبلوماسي.
إن التجسّد، والصلب، والقيامة، جميعها تشكل لوحة واحدة. فتجسد ابن الله، الكلمة، يؤدّي إلى حياة كهذه. والصلب هو نتيجة مثل هذه الحياة، أما القيامة فهي التعاقب المنطقي لحياة كهذه. لم يكن في وسعي، بشكل خاص، مجرد الابتعاد عن مفهومي هذا لصورة المسيح، إذ بدون هذا المفهوم فأنا خالي الوفاض من أي شيء. إن عقيدتي اللاهوتية ترتكز في بدايتها ووسطها وخاتمتها على من هو المسيح وماذا عمل.
إننا نحن، معشر المؤمنين الحقيقيين في المسيح، جميعنا خطاة ولكن مخلصون بالنعمة. وليس من أحد فينا يمكنه أن يدّعي الأفضلية. والولاء للمسيح كما أظهرناه في مجيئنا إليه، هو الأمر الجوهري. وما يجب أن يحزننا هو مأساة الناس الذين يرتكبون الإثم بتعمد ويقفون ضد المسيح.
- أنشأ بتاريخ .
- عدد الزيارات: 9572