Skip to main content

اكتشفت أنّ الله يستجيب الصلاة - إن إيماني بالمسيح لم ينتج عن مجرّد شفائي

الصفحة 4 من 4: إن إيماني بالمسيح لم ينتج عن مجرّد شفائي

إن إيماني بالمسيح لم ينتج عن مجرّد شفائي في ليلة واحدة. طبعاً ذلك أذهلني، ولكن، لأني كنت أعلم أني مريض مرضاً شديداً بحيث أحتاج لمساعدة غير اعتيادية إذا كنت سأحصل على أي أمل بالشفاء. لقد اجتزت وادياً مظلماً تلك الليلة، وشككت بأنني سأظل حياً إلى الغد حتى أرى الطبيب. وبينما كانت السيدة المؤمنة تصلي أحسست بشيء أعظم من إخلاصها وجديتها. كنت أعلم أنها تؤمن بيسوع، ولكنني في تلك الليلة عرفت أيضاً شيئاً آخر. كانت هناك قوة أخرى.. حضور آخر.. إنسان آخر حيّ يقترب مني. لم يكن مفرّ من الاقتناع أنّ يسوع قد سمع الصلاة واستجابها. لقد جاء شخصياً لشفائي. والذي أثّر فيّ هو ذلك الإعلان الجديد لحضوره الشخصي ولمسته الشخصية. واقتنعت أن الذي أبرأني لم يكن سوى قوة المسيح. لقد استجاب الصلاة البسيطة التي رفعتها تلك المرأة، وهذا ما كنت أحتاج أن أراه. وبالاستجابة الجلية والمباشرة لصلواتها تبدّدت مني الشكوك والتساؤلات، وعلمت أن المسيح هو الذي أحتاج أن أحبّه وأضع ثقتي فيه. وبعد ذلك الاختبار لم أعد أخجل من التصريح أمام الآخرين بإيماني بالمسيح.

وبدا لي آنئذٍ أنني مهما أطلب باسم يسوع أحصل عليه، ممّا شدد ثقتي وقوّى إيماني فيه. لم يكن إيماني بالمسيح مجرد إيمان نظري، فقد برهن لي عن نفسه مراراً وتكراراً في اختباري اليومي.

في أيام شبابي، كانت الصلاة هي تضييع وقت ثقيل الوطأة على نفسي. وكانت روتيناً خارجياً مضجراً. أما الآن وبعد أن عرفت يسوع مخلصاً ورباً على حياتي فقد أصبحت الصلاة حقيقة مفعمة بالحياة والنشاط وأصبحت كذلك ابتهاجاً عظيماً. إنه رائع جداً أن أرى كيف يستجيب الرب يسوع إلى ما أطلبه وأحتاجه.

كل المدة حتى وقت اختباري الخلاص، لم أكن أعرف حقاً أن الله أحبني، ويسوع مات على الصليب لأجلي وقام من بين الأموات. تبع ذلك تغيير في كلّ طريقة حياتي. فبدأت أحب الناس، وقدرت على التعامل معهم بطريقة لم أختبرها من قبل. ولم يصب أحد بالدهشة لهذا الأمر كما أصبت أنا.

وبالرغم من أني أتمتّع بفرح لا يصدّق في حياتي، نتيجة ثقتي بالمسيح، إلاّ أنّ المصاعب لم تتوقف. لقد اكتشف بعض أصدقائي المسلمين أنني أصبحت مؤمناً بالمسيح وشرعوا في اضطهادي. فصرفوا الساعات الطويلة في مجادلتي والضغط الشديد عليّ لأعود إلى الإسلام. وحذروني بأني سأواجه صعوبات جمة في المستقبل، وأن العار سيلحق بأهلي ولن يقبلوني. طفقوا يحثوني على تغيير فكري قائلين إني لن أحصل على عمل بعد عودتي إلى الوطن، وسيتخلى عني الأصدقاء في مجتمع لا مكان فيه لمسيحيين. وإذ رأوا أنّ جميع محاججاتهم كانت عقيمة وأن إيماني بالمسيح لا يتزعزع لجأوا إلى التهديدات. ولعدة أشهر ظلوا يحاولون أن يتعسوا حياتي.

عندما آمنت بالمسيح وعقدت النية على إطاعته رباً على حياتي، كنت أعلم أن أهلي وأقربائي سيتبرأون مني وإني سأواجه الاضطهاد وربما الموت. ومع ذلك كنت أعلم أيضاً أن يسوع أعظم من الحياة ذاتها، وأنه جدير بتكريسي الكامل. كنت مصمماً على ألاّ أدع شيئاً يؤخرني عن اتباع الحق.

سأظل طول الأبدية أشكر الله على الثقة التي ولّدها فيَّ المسيح بأن غفر خطاياي وقبلني الله. لا يمكن أبداً أن أجد مثل هذه الثقة في الإسلام. بالنسبة لي، إنّ المسيح رائع، وأنا متأكد أنه ليس أحد أعظم منه وأسمى.

أصلي حتى يتمتع شعبي بفكر منفتح، ويتأملوا بمحبة المسيح ويقفوا على الحقيقة من نحوه. وأصلي لتوهب لي الشجاعة فأطلعهم على الطريق الموصلة إلى معرفة الله. رغبتي العميقة هي أن يخلصوا ويسيروا على الطريق الحقيقي الصحيح للحياة الأبدية.

وإني سعيد لمعرفتي أنّ المسيح حيّ وهو لا يزال يستجيب الصلاة. لقد تحقق وعده عملياً في حياتي فيما كان يكلم تلاميذه قائلاً:

'إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً.'

(يوحنا 24:16)

 

'...لا بدّ أنّ الإنجيل يتضمن، على الأقل، أقساماً من الإعلان الأساسي، أما من جهة 'محتوياته التجديفية'، فمن المؤكد أن اكتشافها ممكن بسهولة والنتيجة ظاهرة بأنها أكاذيب وتحريفات دسّها فيه مسيحيون أشرار'. هكذا كانت أفكاري، وأنا بعد مسلم.

أما قراءتي الأولى للإنجيل، فكانت نتيجتها مرّوعة. ففي الدرجة الأولى، لم أقف على جملة أو عبارة واحدة يمكن بمعنى من المعاني أن تفسر على أنها تجديفية أو شيطانية، وقد قرأته بعقل يقظ لأميّز أي تعبير يتضمن أي فكرة أو نية كهذه بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي الدرجة الثانية، أراني فهمي الفطري السليم أنه إن كان بعض أتباع دين ما، يشوّهون كتبهم المقدسة أو يدسّون فيها بعض التحريفات، فينبغي أن يكون عندهم من وراء ذلك سبب كاف أو دافع واف؛ فمغامرة مثل هذه لا تعتبر عملاً يتسم بالعقوق الكبير وحسب، بل أيضاً في منتهى الوقاحة، لا تتعهدها، ولا تقدر أن تتعهدها، أية طبقة من الناس ما لم يكن لها ذلك مصلحة كبيرة أو فائدة.

وعلى ضوء هذا المبدأ رحت أتفحص كل مقطع من مقاطع الإنجيل بدقة، فلم أعثر على أي مما يشكل أساساً كافياً يحفز المسيحيين للقيام بعلم كهذا.

ج.ع. صبحان

الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 10192