Skip to main content

اكتشفت أنّ الله يستجيب الصلاة - كانت تمتلكني الرغبة في معرفة الطريق الحقيقي إلى الله

الصفحة 3 من 4: كانت تمتلكني الرغبة في معرفة الطريق الحقيقي إلى الله

أخذ موقفي يتبدّل من نحو يسوع ، بيد أن أشياء كثيرة لم أكن أفهمها بعد. كانت تمتلكني الرغبة في معرفة الطريق الحقيقي إلى الله وقراءة الكتاب المقدس بنفسي. ولكن لم يتوفر لي كتاب آنئذٍ، وجميع الذين قابلتهم من الأفغانيين كانوا مقاومين للمسيحية. وطالما كنت أسمع رجال الفقه يشجبون الديانة المسيحية، داخل الجامع وخارجه، ويصرحون بأن أولئك الذين يؤمنون بيسوع على أنه ابن الله سيكون نصيبهم في الجحيم، لأن محمداً كان أعظم الأنبياء وخاتمتهم وقد أعطانا الطريق الوحيد إلى الله.

بعد قراءتي لكتاب 'الدين' علمت أن ما كان يصرح به رجال الفقه لم يكن صحيحاً. وبواسطة جمع كل ما جاء في القرآن عن يسوع بالاعتماد على مصادر أخرى، أوضح مؤلف الكتاب أمامي أن يسوع لا بد هو أعظم من نبي. وقد قدّم بعض الأسباب المقنعة للإيمان بأن يسوع قد مات على الصليب. لقد أدركت هذه الحقيقة، ولكن لسوء الحظ لم أتعلّم عن قيامة يسوع من بين الأموات حتى وقت متأخر جداً.

بعد أن أنهيت دراستي في معهد التكنولوجيا، التحقت بجامعة أفغانستان لمدة أربع سنوات حيث نلت شهادة في هندسة الميكانيك. وفي غضون تلك السنوات لم أفقد اهتمامي نهائياً بالمسيح يسوع. كنت أتمنى أن أعرف الكثير عنه، لكن كانت تتملكني الخشية من البحث عن المسيحيين. فقد كان من الخطر الشديد على الأفغاني أن يُشاهَد بصحبة المسيحيين أو أن يحضر اجتماعا مسيحياً للمؤمنين. وكان شائعاً أنه إن أبدل أحد الأفغانيين إسلامه بالمسيحية فسيُرجم حتى الموت.

ظللت شديد الرغبة في تحصيل ثقافة كافية. وتهللت عندما أتيحت لي الفرصة للسفر إلى الولايات المتحدة لتحصيل علوم وتدريبات متقدمة في الهندسة. وبعد وصولي إلى أميركا بفترة وجيزة، قابلت رجلاً ودوداً للغاية في المكان الذي عُيّن عملي فيه من أجل تحصيل الخبرة العملية في الحقل الذي اخترته. أطلعته على رغبتي في الذهاب إلى إحدى الكنائس لأتعرّف على ما يمارسه المؤمنون المسيحيون في اجتماعاتهم. وبلطف خاص دعاني لمصاحبته إلى الكنيسة، بعدئذ، مضى بي إلى منزله لتناول العشاء سوياً. والذي سمعته في الكنيسة كان ذا مغزى بالنسبة لي، وكان منطقياً جداً. قدّم إليّ هذا الصديق نسخة من الكتاب المقدس باللغة الفارسية، وفي دراستي له بدا أن كل شيء فيه كان جديداً علي. وقد تأثّرت على الأخص بالسِّفر الرابع من العهد الجديد. وهو بشارة القديس يوحنا. الذي كان له تأثير كبير على تفكيري.

عندما أخبرت صديقي أنه عليّ أن أغادر إلى ولاية أخرى للدراسة، زودني بعنوان سيدة مسيحية تقية. وحين وصولي هناك سمحت لي باستئجار غرفة في بيتها. مكثت عندها أربعين يوماً فقط، وكنت أذهب معها إلى الكنيسة أيام الآحاد. سألتني إن كنت أرغب في دراسة الكتاب المقدس معها، فأجبت بأنني أرغب في ذلك جداً. فكنا كل يوم تقريباً، نصرف ساعتين في الدراسة سوية.

وحتى ذلك الحين لم أكن مقتنعاً بعد أن يسوع هو ابن الله. فقط، بعد دراسة دقيقة للكتاب المقدس بدأت أفهم وأؤمن به. وكالكثيرين من المسلمين، كنت أسيء فهم ذلك الاسم، لأني أظن خطأ أن المسيحيين يؤمنون بأن الله وَلَدَ يسوع بواسطة نوع ما من العلاقة الجسدية مع مريم أمه. وعدم وجود شيء من مثل هذا في الكتاب المقدس كان مفاجأة لي. وكان واضح تماماً أن يسوع هو ابن الله الأزلي الذي جاء إلى العالم بولادته من عذراء؛ والذي ليس له بداية ولا نهاية. وعلاقته مع الله هي علاقة 'الابن الوحيد الذي هو (أزلاً) في حضن الآب' (يوحنا 18:1). ورأيت كيف أن هذا التفسير أوضح لي المسألة في حين أخفق القول بالتوالد الجسدي في توضيح معنى الاسم: 'ابن الله'.

أُصبت بمرض شديد وأنا نزيل الغرفة التي استأجرتها من السيدة المؤمنة. لم أكن أدري سبب مرضي، ولم يعد في مقدوري مغادرة الفراش أو الوقوف أو المشي. كانت المرأة المؤمنة تجلس بقرب سريري وتصلي لأجلي باستمرار فيما تسهر على العناية بي. ازدادت حالتي سوءاً بشكل خطير، بيد أنها استمرت تصلي طوال النهار وحتى ساعة متأخرة من الليل لكيما أتعافى.

كان من المقرر أن يفحصني الطبيب في اليوم التالي. ولكن تملكتني الدهشة إذ وجدت أن الحمى والضعف اللذين أصاباني قد زالا. فأخبرتها أني لم أعد بحاجة إلى طبيب لأني تعافيت. ثم قلت: 'أنا أعلم أنكِ صليتِ لأجلي باسم يسوع. حقاً إنه عظيم. والآن لقد أصبحت مسيحياً مؤمناً'.

إن إيماني بالمسيح لم ينتج عن مجرّد شفائي
الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 10214