Skip to main content

النبي الصادق - المسيح مخلّص العالم

الصفحة 2 من 2: المسيح مخلّص العالم

 

المسيح مخلّص العالم

أما المسيح الرب مخلِّص العالم فإن قدْره يجل على النبوة، لأن مرتبته أعلى وأشرف وأرفع من مرتبة الأنبياء، فإن الأنبياء هم عبيد الله، والمسيح هو كلمة الله الخالقة، وهو باعث الأنبياء والموحي إليهم. وقد تنبأ بما يدل على أنه يعلم الغيب والضمائر، ولا يخفَى عليه ما هو مزمع أن يكون قبل كونه، مثل قوله لهم وقد اجتمعوا حوله يُرُونه بناء هيكل بيت المقدس ويعجبونه من جودة بنائه وحسنه: اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَا يُتْرَكُ ه هُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لَا يُنْقَضُ (متى 24:2). ومثل إخبارهم بما سيصيبهم من القتل والسبي قبل صعوده ممجداً إلى السماء بأربعين سنة، وتحقق ذلك كله. ومثلما كان يخبرهم أيضاً بما في ضمائرهم وما يكتمونه في أنفسهم من تدبيرهم في قتله. ومثل قوله لتلاميذه وهم مقيمون في بيت المقدس إن لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. ل كِنِّي أَذْهَبُ لِأُوقِظَهُ (يوحنا 11:11) وكان لعازر في قرية بيت عنيا على بُعد فراسخ من بيت المقدس. فقال له تلاميذه: يا سيد، إن كان قد نام فهو يُشفى . فلما لم يفهموا كلامه قال لهم: لعازر مات . فمضى وهم معه فبعثه حياً، ودفعه إلى أختيه مريم ومرثا، وذلك بعد أربعة أيام من موته. وكقوله لسمعان الصفا ولتلاميذه: جميعكم في هذه الليلة تشكّون فيَّ، فقال له سمعان: إنْ شكّ فيك الجميع فأنا لا أشك . فقال له المسيح: الحق أقول لك إنك في هذه الليلة، قبل أن يصيح ديك، تنكرني ثلاث مرات . فجزع سمعان لذلك ولكن لم يصح الديك في تلك الليلة حتى جحد سمعان معرفته بالمسيح ثلاث مرات. ونظر المسيح إليه، فافتكر كلامه فبكى وندم على ما كان منه في جحوده وإنكاره (راجع متى 26).

الصفحة
  • عدد الزيارات: 8335