التأييدات الربانية للنصر فى الحرب
التأييدات الربانية للنصر فى الحرب
" قل : يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم "
( السجدة 29 )
يعتبر بعضهم الفتوحات النبوية فى الجهاد معجزات ندل على صحة النبوة و صدق الدعوة ، لقوله : " و لقد نصركم الله ببدر و أنتم أذلة " ( آل عمران 123 ) ، " لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة " ( التوبة 25 ) ، " إذا جاء نصر الله و الفتح ، فسبح بحمد ربك " ( النصر 1 و 3 ) .
أجل من يؤمن بالله الرحمان الرحيم يؤمن بعنايته بخلقه . و هذه العناية الإلهية تشمل البشر أفرادا و جماعات . و كل انسان له نصيب من فضل الله و لطفه و عطفه . فكم بالأحرى ينعم بتأييد الله من يدعو الى سبيل الله ! فالدعاة لدين الله بصدق و اخلاص ، يشملهم الله تعالى بفضل خاص يمكنهم من دعوة الناس الى الصراط المستقيم .
لذلك لا شك ان الله آتى محمدا فضلا عظيما : " و كان فضل الله عليك عظيما " ( النساء 113 ) ، كذلك " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " ( الفتح 1 ) . و هذا ما يسمونه " التأييدات الربانية " فى السيرة و الرسالة ، و يرون فيها معجزات قرآنية للنبى .
إن تلك التأييدات الربانية ، خصوصا فى الفتوحات النبوية ، قائمة لا شك فيها . و لكن هل يصح ، كما وهم بعضهم ، أن نجعل منها معجزات خارقة لسنن الطبيعة و النعمة ؟
و الجميع يعلمون أن المعجزة أمر خارق للطبيعة ، مقرون بالتحدى ، سالم عن المعارضة . فهل نجد هذه الاركان الثلاثة فى الفتوحات النبوية ليصح اعتبارها معجزة ؟
إن القرآن ، بعد عجز النبى عن معجزة حسية طول العهد بمكة ، و بعد أن نسخ التحدى باعجاز القرآن فى المدينة ( آل عمران 7 ) ، و جاء نصر الله فى معركة بدر ، أخذ يرى فى الفتوحات النبوية آية له على صحة رسالته و صدق دعوته . لكن القرآن لا يعتبرها معجزات من دلائل النبوة ، كما سنرى .
- عدد الزيارات: 9977