Skip to main content

المعجزات فى الحديث و السيرة - موقف الأقدمين

الصفحة 2 من 3: موقف الأقدمين

أولا : موقف الأقدمين
تجاه هذا الواقع القرآنى المشهود ، من الغريب حقا أن ينسب أهل الحديث و السيرة و المغازى و الشمائل ، حتى أهل علم الكلام ، هذا السيل العرم من المعجزات الى محمد ، فينقضون بذلك صريح القرآن .
و من المؤلم حقا أن ينجرف حجة الاسلام ، الغزالى نفسه ، فى تيار الحديث و السيرة فيأخذ بما فيهما من المعجزات على حقيقته التاريخية ، بعد الواقع القرآنى المشهود . و ننقل هنا فصلا من ( إحياء علوم الدين ) ، القسم الثانى : " ربع العادات " ص 341 .
بيان معجزاته و آياته الدالة على صدقه :
و قد ظهر من آياته و معجزاته ما لا يستريب فيه محصل . فلنذكر من جملتها ما استفاضت به الأخبار و اشتملت عليه الكتب الصحيحة ، إشارة الى مجامعها ، من غير تطويل بحكاية التفصيل . فقد خرق الله العادة على يده غير مرة .
1 – انشق له القمر بمكة ، لما سألته قريش آية .
2 – و أطعم النفر الكثير فى منزل جابر ، و فى منزل أبى طلحة و يوم الخندق . و يوما أطعم ثمانين من أربعة أمداد شعير . و مرة أكثر من ثمانين رجلا من أقراص شعير حملها أنس فى يده . و مرة أهل الجيش من تمر يسير ساقته بنت بشير فى يدها فأكلوها كلهم حتى شبعوا من ذلك و فضل لهم
3 – و نبع الماء من بين أصابعه عليه السلام ، فشرب أهل العسكر كلهم و هم عطاش ، و توضأوا من قدح ضاق عن أن يبسط عليه السلام يده فيه .
4 – و أهرق عليه السلام وضوءه فى عين تبوك و لا ماء فيها ، و مرة فى بئر الحديبية ، فجاشتا بالماء . فشرب من عين تبوك أهل الجيش و هم ألوف حتى رووا . و شرب من بئر الحديبية ألف و خمسماية ، و لم يكن فيها قبل ذلك ماء .
5 – و أمر عليه السلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يزود أربعماية راكب من تمر كان فى اجتماعه كربضة البعير – و هو موضع بروكه – فزودهم كلهم منه ، و بقى منه ، فحبسه .
6 – و رمى الجيش بقبضة من تراب فعميت عيونهم . و نزل بذلك القرآن فى قوله تعالى : " و ما رميت و لكن الله رمى " .
7 – و أبطل الله تعالى الكهانة بمبعثه صلعم فعدمت ، و كانت ظاهرة موجودة .
8 – و حن الجذع الذى كان يخطب اليه ، لما عمل له المنبر ، حتى سمع منه جميع أصحابه مثل صوت الابل ، فضمه إليه فسكن .
9 – و دعا اليهود إلى تمنى الموت ، و أخبرهم بأنهم لا يتمنونه ، فحيل بينهم و بين النطق بذلك و عجزوا عنه . و هذا مذكور فى سورة البقرة .
10 – و أخبر عليه السلام بالغيوب : و أنذر عثمان بأن تصيبه بلوى من بعدها الجنة . و بأن عمارا تقتله الفئة الباغية . و أن الحسن يصلح الله به بين فئتين من المسلمين عظيمتين . و أخبر عليه السلام عن رجل قاتل فى سبيل الله أنه من أهل النار فظهر ذلك بأن ذلك الرجل قتل نفسه . و هذه كلها أشياء إلهية لا تعرف البتة بشىء عن وجوه تقدمت المعرفة بها ، لا بنجوم ، و لا بكشف ، و لا بخط ، و لا برجز ، لكن بإعلام الله تعالى له ووحيه إليه .
11 – و اتبعه سراقه بن مالك ، فساخت قدما فرسه فى الأرض ، و اتبعه دخان حتى استغاثه . فدعا له فانطلق الفرس . و أنذره بأن سيوضع فى ذراعيه سوارا كسرى فكان كذلك .
12 – و أخبر بمقتل الأسود العنسى الكذاب ، ليلة قتله ، و هو بصنعاء اليمن ، و أخبر بمن قتله .
13 – و خرج على ماية من قريش ينتظرونه فوضع التراب على رؤوسهم و لم يروه .
14 – و شكا له البعير بحضرة أصحابه و تذلل له .
15 – و قال لنفر من اصحابه مجتمعين : أحدكم فى النار ، ضرسه مثل أحد . فماتوا كلهم على استقامة ، و ارتد منهم واحد فقتل مرتدا .
16 – و قال لآخرين منهم ( أصحابه ) : آخركم موتا فى النار . فسقط آخرهم موتا فى النار فاحترق فيها فمات .
17 – و دعا شجرتين فأتتاه و اجتمعتا . ثم أمرهما فافترقتا .
18 – و كان عليه السلام نحو الرابعة . فإذا مشى مع الطوال طالهم .
19 – و دعا عليه السلام النصارى إلى المباهلة ، فعرفهم صلعم أنهم إن فعلوا ذلك هلكوا . فعلموا صحة قوله فامتنعوا .
20 – و أتاه عامر بن الطفيل بن مالك ، و أربد بن قبس ، و هما فارسا العرب و فاتكاهم عازمين على قتله عليه السلام . فحيل بينهما و بين ذلك ، و دعا عليهما ، فهلك عامر بغدة ، و هلك أربد بصاعقة أحرقته .
21 – و أخبر عليه السلام أنه يقتل أبى بن خلف الجمحى ، فخدشه يوم أحد خدشا لطيفا ، فكانت منيته فيه .
22 – و أطعم عليه السلام السم . فمات الذى أكله معه . و عاش هو صلعم بعده أربع سنين . و كلمه الذراع المسموم .
23 – و أخبر عليه السلام يوم بدر بمصارع صناديد قريش . ووفقهم على مصارعهم رجلا رجلا . فلم يتعد واحد منهم ذلك الموضع
24 – و أنذر عليه السلام بأن طوائف من أمته يغزون فى البحر . فكان كذلك .
25 – و زويت له الأرض فأرى مشارقها و مغاربها . و أخبر بأن ملك أمته سيبلغ ما زوى له منها . فكان كذلك . فقد بلغ ملكهم من أول المشرق ، من بلاد الترك ، الى آخر المغرب من بحر الأندلس ، و بلاد البربر . و لم يتسعوا فى الجنوب ، و لا فى الشمال ، كما أخبر صلعم سواء بسواء .
26 – و أخبر فاطمة ابنته رضى الله عنها بأنها أول أهله لحاقا به فكان كذلك .
27 – و أخبر نساءه بأن أطوالهن يدا أسرعهن لحاقا به . فكانت زينب بنت جحش الأسدية أطولهن يدا بالصدقة لحاقا به رضى الله عنها .
28 – و مسح ضرع شاه حائل لا لبن لها . فدرت و كان ذلك سبب اسلام ابن مسعود رضى الله عنه . و فعل ذلك مرة اخرى فى خيمة أم معبد الخزاعية .
29 – و ندرت عين بعض أصحابه فسقطت فردها عليه السلام بيده فكانت أصح عينيه و أحسنهما
30 – و تفل فى عين على رضى الله عنه ، و أهو أرمد ، يوم خيبر ، فصح من وقته و بعثه الراية
31 – و كانوا يسمعون تسبيح الطعام بين يديه صلعم .
32 – و أصيبت رجل بعض أصحابه صلعم فمسحها بيده ، فبرأت من حينها .
33 – و قل زاد جيش كان معه عليه السلام فدعا بجميع ما بقى ، فاجتمع شىء يسير جدا . فدعا فيه بالبركة . ثم أمرهم فأخذوا . فلم يبق وعاء بالعسكر ، إلا ملىء من ذلك .
34 – و حكى الحكم بن العاص بن وائل مشيته عليه السلام مستهزئا . فقال صلعم كذلك فكن . فلم يزل يرتعش حتى مات .
35 – و خطب عليه السلام امرأة . فقال له أبوها : ان بها برصا ، غمتناعا من خطبته واعتذارا . و لم يكن بها برص . فقال عليه السلام : فلتكن كذلك فبرصت . و هى أم شبيب بن البرصاء الشاعر .
إلى غير ذلك من آياته و معجزاته صلعم . و انما اقتصرنا على المستفيض .
و من يستريب من انخراق العادة على يده ، و يزعم أن آحاد هذه الوقائع لم تنقل تواترا ، بل المتواتر هو القرآن فقط ... و لكن مجموع الوقائع يورث علما ضروريا " .
هذا ما نقله الغزالى فى ( الاحياء ) بصفته زعيم المتكلمين . و قد أحسن اذ " اقتصر على المستفيض " . لكنه أورد مبدأ التواتر الذى لا يصح حديث بدونه . فكيف فاته أن لا يعمل به ، و هو يعلم " أن آحاد هذه الوقائع لم تنقل تواترا " ، و يعلم أيضا أن مجموع الوقائع من الآحاد لا يورث علما ضروريا . و فاته استطلاع الواقع القرآنى المشهود ففيه القول الفصل . و ما أشار اليه من القرآن سنفرز له بحثا خاصا .

موقف المعاصرين الصادقين
الصفحة
  • عدد الزيارات: 9105