Skip to main content

ما بين الوحدة الموضوعية والوحدة الفنية في السورة - مثال من السور الآولى

الصفحة 2 من 5: مثال من السور الآولى

أولا : مثال من السور الآولى

خذ مثالا السورة الأولى ، (العلق) ؛ فهي تذكر أولا أمر الوحي للنبي بالقراءة والتعلّم بالقلم ، على فاصلة أو فاصلتين (1 – 5) . ثم تذكر (6 – 19) حادثة أخرى ، وقعت بعد زمن ، وفي غير موضع ، وفي غير موضوع ، وبغير فاصلة في النظم : نهي عمه أبي جهل له عن الصلاة . فمن السهل خلق القرائن المعنوية واللفظية لتعليل المناسبة في الجمع بين القسمين . ولكن هذه الوحدة لا تستقيم في سورة (العلق) ؛ لا زمانا ، ولا مكانا ، ولا موضوعا ، ولا نظما .

والسورة الثالثة (المزمّل) في قسمها الأول وحدة فنية ينقضها القسم الأخير (20) . وفي الوحدة الفنية تختلف المواضيع : فهو يذكر دعوة محمد الى قيام الليل وترتيل القرآن (1 – 9) ثم دعوته الى الصبر على ما يقولون ؛ ونعرف أن الدعوة كانت سرية بين أفراد قلائل لم تظهر بعد حتى يتصدّى لها المكذبون أولو النعمة (10 – 13) . فإن شفع النظم والروي للوحدة الفنية ، فلن يشفع للوحدة الموضوعية التي تختلف موضوعا وزمانا ومكانا .

والسورة الرابعة (المدثر) ، مجموعة متفرقات يدل عليها تنوّع الموضوعات ، وتنوّع الفاصلة ، وخرق وحدة النظم في الآية الحادية والثلاثين التفسيرية الدخيلة على السورة من وحي آخر .

هذا مطلع التأليف في النظم القرآني ، والكتاب يُعرف من عنوانه .

مثال التأليف في سورة (البقرة)
الصفحة
  • عدد الزيارات: 13323