ما بين الوحدة الموضوعية والوحدة الفنية في السورة
ما بين الوحدة الموضوعية
والوحدة الفنية في السورة
ليس لدينا من آثار يمكن المقارنة معها سوى الشعر الجاهلي ، في أروع مظاهره ، المعلّقات : "إن الأدب الجاهلي – وخاصة الشعر – هو المنظور إليه في معرض التحدّي ؛ وهو الذي يقع الاعجاز عليه ، اذ كان هذا الأدب ، وهذا الشعر ، غاية ما يمكن أن يرقى اليه فن القول ، في مجال العمل الانساني ، في استصحاب الكلمة والتعامل بها" (1) .
ويشهد الواقع أن القصيدة المعلّقة من الشعر الجاهلي وحدة فنية بنظمها وقافيتها – لا وحدة موضوعية : فهي مجموعة متفرّقات . وعلى طريقة نظمهم جاءَ نظم السورة في القرآن : فقد
تجمعها وحدة فنية في النظم والفاصلة ، مثل سورة البقرة ؛ ولكن لا تجمعها الوحدة الموضوعية ، أو "الوحدة العضوية" كما يقول العقاد . فالسورة القرآنية – مع ما فيها من اعجاز في النظم والتأليف – هي مجموعة متفرقات ، يشوبها التفكك في وحدة الموضوع ، وهذه أم الاعجاز في التأليف . وقد يأتي الاختلاف في الفاصلة ، محط النظم وقاعدته ، فيظهر التفكك حينئذ نظما وموضوعا : فنفقد الوحدة الموضوعية والوحدة الفنية جميعا .
- عدد الزيارات: 13758