تعريف بأهم المصطلحات
مسرد
تعريف بأهم المصطلحات
الآب: هو لفظ الوحي الإلهي الذي يشير إلى الله (جل جلاله) في أبوّته الأزلية. إنه المصدر لكل نوع من الأبوة الحقيقية. ويقول الرسول بولس: 'أحني ركبتيّ لدى أبي ربنا يسوع المسيح الذي منه تسمّى كل عشيرة (أو بالأحرى: أبوّة) في السموات وعلى الأرض' (أفسس 14:3-15).
وأبوّة الله، كما أُعلنت في الكتاب المقدس، هي بعيدة كل البعد عن العلاقة التناسلية التي تقوم عليها الأبوة في الجسد. ومجرد الفكر بخلاف ذلك هو تجديف. وإن ادّعى أحد بأن المراد من 'أبوّة الله' في تعليم الإنجيل هو أنه (عزّ وعلا) يمارس عملية تناسلية، فلا يبرهن ذلك المدّعي على عدم وعيه الروحي فحسب، بل يبرهن أيضاً على أنه مرفوض الذهن. الله روح! وإنه أبو الأرواح (عبرانيين 9:12).
كثيراً ما تُذكر أبوّة الله في العهد القديم من الكتاب المقدس بالنسبة لكونه (تبارك اسمه) خالقاً للملائكة والناس (أيوب 6:1، ملاخي 10:2)؛ وأيضاً بالنسبة لشفقته شفقةالأب المحب على الناس، سيما أناس الله (مزمور 13:103، إشعياء 2:1، 2صموئيل 14:7).
ويرجع استخدام اسم 'الآب' في أصله إلى العلاقة القائمة في الطبيعة الإلهية بين الله الآب والمسيح يسوع، الابن الذي هو (أزلاً) في حضنه. وعلى أساس هذه العلاقة الأزلية القائمة في الطبيعة الإلهية بين الله الآب، والله الابن، تقوم علاقة الله مع جميع أبنائه.
ونرى امتداد هذه العلاقة عند 'تجسد الكلمة'، عندما 'أرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به' (1يوحنا 9:4). وعندما يقبل إنسان المسيح بالإيمان به، يخلق الله في ذلك الإنسان طبيعة جديدة فيها يكون له الله أباً وهو يكون ابنه، محفوظاً تحت عنايته الأبوية إلى أبـد الآبدين (يوحنا 12:1-23، 27:10-30؛ غلاطية 6:4؛ 1يوحنا 3:1، 1:3؛ عبرانيين 7:13-10).
التأليه: هو اتخاذ إنسان إلهاً، أو عبادة المخلوق دون الخالق. وليس التأليه مخالفاً للفكر السليم في ذات الله، الإله الأزلي، الواجب الوجود والمعبود المطلق فحسب، بل إنه مخالف لكل تعليم كلمة الله، وتجديف فادح مؤسس على مبدأ عبادة الأوثان ذاتها.
أما ألوهية المسيح، فترجع إلى كونه 'الكلمة' الذي 'في البدء... كان عند الله، وكان ... الله'، أو بالأحرى، إلى كونه الابن الوحيد الذي هو (أزلاً) في حضن الآب (السماوي)، وهو واحد منذ الأزل وإلى الأبد، في الجوهر الإلهي مع الله الآب، والله الروح القدس (يوحنا 1:1، 14:1، 18:1). وحتى في أيام تجسده وسط غمرات الموت الذي ماته على خشبة الصليب كفارة لخطايا العالم ليصنع الفداء الأبدي العظيم، لم يتخلّ لحظة عن ألوهيته. قال مرة، خلال المدة التي صرفها في حيّز الوجود الزمني، حيث حاصر نفسه ثلاثاً وثلاثين سنة لأجل عمل الفداء. قال: 'خرجت من عند الآب، وقد أتيت إلى العالم، وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب'. وقال أيضاً: ' ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء' (يوحنا 28:16، 13:3).
والطريق الوحيد لاشتراك المخلوق في الطبيعة الإلهية هو عبر 'الولادة الجديدة' بالروح القدس من فوق، على أساس الإيمان بفعالية العمل الذي عمله الله بالمسيح بقوة دمه.
- عدد الزيارات: 16375