Skip to main content

تعريف بأهم المصطلحات - الإنجيل

الصفحة 2 من 11: الإنجيل

الإنجيل: كثيراً ما يُظنّ خطأ بأن هذه الكلمة هي اسم كتاب أُنزل على يسوع بالكيفية التي بها يدّعي المسلمون أن القرآن أُنزل على محمد. بيد أنه لا يوجد شيء في حياة يسوع المسيح يدل على وجود أمر كهذا. ولدى الفحص الدقيق لما دُوِّن في الكتاب المقدس، وفي الكتب الأخرى عن حوادث حياة المسيح، ينجلي بكل وضوح بأنه لم يوحَ إلى يسوع أي كتاب، كما وأنه لم يكن لديه كتاب عدا أسفار كلمة الله الموحى بها منذ الدهر.

ليست عبارة 'الإنجيل' سوى نقل حرفي عن كلمة يونانية 'يوّنجيليون' التي معناها 'الخبر السار'. والكتاب المقدس، في العهد الجديد، يقدم هذا الخبر السار بأنه يتوقّف على حقيقة شخص المسيح، وكونه قد جاء في الجسد ومات موتاً فدائياً على خشبة الصليب، كفارة لخطايا كل العالم، وعلى انه دُفن وقام في اليوم الثالث لأجل تبريرنا ومصالحتنا مع الله. كما أن الإنجيل يقدّم نفسه بأنه 'قوة الله للخلاص لكل من يؤمن' (رومية 16:1).

تعوّد بعض المسيحيين أن يسمّوا أسفار العهد الجديد الأربعة الأولى 'بأناجيل'. والحقيقة انها أربعة أناجيل 'تقارير' أو 'روايات' لحوادث الإنجيل الواحد، ألا وهو 'إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله' (2كورنثوس 4:4)، وهذه التقارير أو الروايات الأربع، أو بالأحرى هذه 'البشائر' دوّنها البشيرون، متى، ومرقس، ولوقا، ويوحنا، مستندين إلى ما شاهدوه بأنفسهم، أو إلى ما شاهده غيرهم من شهود عيان. وكما يُذكَر في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 6:15، فإنها دُوّنت خلال حياة الذين كانوا أتباع يسوع.

ظهرت حكمة الله في إقامة أربعة شهود لحوادث إنجيله المبارك، إذ أنه بذلك يتمّ ناموسه القائل: 'على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة' (2كورنثوس 1:13). ثم أن كلاً من هؤلاء الشهود الأربعة استخدم الطريقة المرعية عند التعبير. وبالنتيجة أصبحت بشارة البشير متى مثلاً، توافق بصورة خاصة، الشعب العبراني، بينما كانت بشارة البشير مرقس توافق التبشير بين الشعب الروماني، وهلمّ جرّا.

البرّ: بلوغ مستوى قداسة الطبيعة الإلهية بذاتها، كما جاء في الكتاب المقدّس، وبدون هذا البر، لا يمكن أن يكون أحد مقبولاً عند الله.

بيد أنه ينجلي لنا بقراءة كلمة الله، وخاصة الرسالة إلى رومية 10:3-23، بأن أحداً لا يستطيع بلوغ مستوى برّ الله هذا، وإذ أن الإنسان لا يفهم بأن هذا المستوى بشكل مطلق، وأن بلوغه (الإيفاء بمطاليب بر الله) أمر محتّم عليه، فنراه يسعى بنفسه ليجد مستوى آخر من إبداعه يحاول بلوغه ليتبرّر بموجبه (رومية 3:10)؛ وبذلك يزيد على خطيته إثماً، وعلى عدم برّه تعدّياً ضدّ حقّ الله العظيم.

الطريق الوحيد لبلوغ مستوى برّ الله هو من خلال 'عطية البر' التي تأتينا فقط بقبول المسيح بالإيمان في قلوبنا (رومية 21:3 و22؛ 2كورنثوس 21:5)؛ وقبول المسيح في قلوبنا يقتضي أن يتطهّر القلب بالإيمان، كما جاء في سفر أعمال الرسل 9:15، وحال قبول المسيح وعطية برّه، يتغيّر المؤمن ويتبرّر (1كورنثوس 9:6-11).

لا يرث الشرير ملكوت الله، إذ بممارسته الشر يبرهن على كونه لا يعتمد بالإيمان على المسيح والعمل الذي عمله لأجله – هذا بالرغم مما قد يدّعي به البعض بخلاف ذلك (متى 21:7-23؛ رؤيا 8:21). لا نقول بأن الإنسان مخلّص لأنه تخلّىِ عن تصرفاته الرديئة. نقول بالحري أن التصرفات الرديئة تدلّ على أن المسيح لا يسكن في قلب من يقوم بها (يعقوب 18:2-20؛ 1يوحنا 14:-15) – فتصرفات الإنسان هي التي تدلّ على حال قلبه الحقيقي بالرغم من الاعتراف الذي يعترفه.

التبرير وعطية البر
الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 16430