Skip to main content

الحوار مع الامير - ردود الراهب

الصفحة 5 من 6: ردود الراهب

ه - ردود الراهب

1) في الحنيفية

فلما كان الغد، أقبل الراهب وقال: قولك أيها الأمير،إن المسيح حنيف مسلم وإني ألزمتُه الشرك - اعلم أن جميع الكتب ينسبون عبادة الأصنام والمشركين إلى اسم الحنيفية. وقد أوصى المسيح في كتابه المقدس: مُدن السامرة لا تدخلوا.

2) في لاهوت المسيح وناسوته

وأما قولك: إنني منه بعيد وهو مني بريء - فكيف يكون هذا وهو يقول للحواريين: أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي، صدّقوني أني في الآب والآب فيَّ. أنا في أبي، وأنتم فيَّ، وأنا فيكم - فأنا أومن كما آمن الحواريون.

وأما قولك: إنني أعبده دون الله - فمعاذ الله أن يكون هذا. ولكني أعبده بالله، وأعبد الله به، وقد قال: أنا والآب واحد، الذي رآني فقد رأى الآب. وتحقيقاً لهذا القول قولك: إن الله أيَّده بكلمته وروحه، فمن كان كذلك كيف يكون نبياً أو عبداً؟ بل إنه إله معبود وديّان الدين.

3) في رسالة محمد وأمته

قال الراهب: وأما قولك في نبيك: إنه خاتم الأنبياء - فليس هو نبياً، وإنما هو مَلِك ارتضاه الله، وأوفى به وعده لإبراهيم في إسماعيل.

وأما قولك في أمته إنها أمة مرحومة - فإن رحمة الله سابغة على جميع خلقه. فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين، ما لأحدٍ منهم فضل على صاحبه. فأما في العاجل، فإن رحمته على جميع خلقه. فإذا كان في الآجل، فهو أوْلى بخلقه. فإن عفا فبفضله، وإن عاقب فبذنب.

أما قولك.الأمة المحبة لنبيِّها وأهل بيته - فلو شئتَ، تكلمتُ بالحق. إنهم سفكوا دماء أهل بيته وأخربوا أوطانهم ونهبوا أموالهم. وأنت تعرف ذلك. وأية أمة أشرّ من هذه، إذ جاء رجلٌ إليهم وأعطاهم مُلْك الدنيا وضمن لهم الجنة بشفاعته، ثم فعلوا بأهل بيته ما فعلوه؟.

وما يسمع أحد من الأمم بما فعلوه، إلا حكم عليهم بأنهم قوم قد استبان لهم كذب صاحبهم، فاستحلّوا هذا منه ومن أهل بيته؛ أو قوم ليس على الأرض أشرّ منهم. فقد كافأوا الذي ضمن لهم الجنة، بالسيئات.

يا سيدي، انظر إلى قلّة عقولهم! كيف يُحرِّمون على نفوسهم الدخول إلى الجنة، ويدعون الناس إلى دينهم ويَعِدُونهم بالجنة! قال لهم: وأنا أو إياكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين. وقال: ما أدري ما يُفعل بي ولا بكم. وقال: ما لكم من دونه من وليّ ولا شفيع. وقال: اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تُفلحون. وقال: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا. إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم.

4) في عزّ أمير المؤمنين

قال الراهب: وأما قولك في أمير المؤمنين: إنّ الله قد أعزَّه - فقد أعزّ من كان قبله من الكفار والمشركين. فانظر إلى مُلك الأعاجم وإلى كفرهم بالله. وإنّ الله يحفظهم، وهو يدبر خلقه كيف يشاء.

وأما قولك: إنّه أمن ليله ونهاره - لو أن أمير المؤمنين قائم مع ولده وبني عمه وإخوته، لخشي على نفسه الموت. وتحقيق هذا أنّ لكم منذ ملكتم أقل من مائتي سنة، وقد قتلتم سبعة من الخلفاء، ما فيهم عدو ولا مخالف للإسلام.

5) في القرآن والشهادة

ثم قال الراهب: وأما القرآن، فإني أخبرك أن هذا القرآن جاء به محمد، وكتَبَه أصحابه بعد موته، واسم بعضهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الله ابن العباس، ومعاوية بن أبي سفيان كاتب الوحي. والحجاج بن يوسف، بعد هؤلاء، ألفَّه ورتبَّه.

وأُخبرك بما تعلمه يقيناً أن طائفة منكم تزعم أن النبوّة لم تكن لمحمد وإنما كانت لعلي، فأخطأ جبريل. أراد أن يدفعها إلى علي فدفعها إلى محمد! وتحقيق ذلك أنهم يسمّون أولاد عليٍّ أولاد رسول الله، فأيّ قوم يُنسَبون إلى أمهاتهم؟ طائفة منكم تقول إن النبوّة كانت لعلي، وطائفة منكم يلعنون علياً وعثمان من على المنابر. وطائفة منكم يزعمون أن الأمر كان لأبي بكر وعلي وعمر وعثمان. وطائفة منكم يرون قتل أولاد العباس. وثلاثة أرباعكم ترون اللعنة على معاوية صَدَقَةً، وكلكم تشهدون على الحجاج أنه من أهل جهنم. فأيّ قاضي عدل يشهد بهذا الكتاب لهذه الأمة، إذا كان هذا قولكم في نبيكم وأهل بيته وأصحابه؟.

وأما شهادته أن الله لا إله إلا هو، فإنما أظهر الله هذه الكلمات على يد موسى، نبيه وصفيّه المبارك.

الخاتمة: ردود فعل الأمير
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11247