Skip to main content

هل تنبأ الكتاب المقدس عن محمد؟ - فحص الآيات التي أوردها إخواننا المسلمون من الكتاب المقدس لإثبات نبوة محمد

الصفحة 2 من 3: فحص الآيات التي أوردها إخواننا المسلمون من الكتاب المقدس لإثبات نبوة محمد

1 - (تك 49: 10)8 يهوذا اياك يحمد اخوتك. يدك على قفا اعدائك يسجد لك بنو ابيك. 9 يهوذا جرو اسد. من فريسة صعدت يا ابني. جثا وربض كاسد وكلبوة. من ينهضه. 10 لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب. زعموا أن هذه الآية تشير إلى نبوة محمد وخصوصاً لأن كلمة يهوذا عدد 8 مشتقة في الأصل العبراني من الفعل حمد كما اشتق اسم محمد وهذا الزعم باطل لأنه ظاهر من القرينة أن شيلون المقولة في شأنه النبوة يولد من ذرية يهوذا وظاهر أن محمداً لا هو من ذرية يهوذا ولا هو من ذرية إسرائيل بل من قبيلة قريش وشتان بين قريش وبين بني إسرائيل. وعدا ذلك فإن قضيب الملك زال من الأمة اليهودية قبل ولادة محمد بأكثر من خمسائة وخمسين سنة والآية تقول أنه لا يزول حتى يأتي شيلون الخ وعليه فالآية المذكورة لا تشير إلى محمد وقد اتفق مفسرو اليهود أن كلمة شيلون من ألقاب المسيح وكذلك السامريون فهي تشير إلى المسيح لأنه هو الذي وُلد من سبط يهوذا وإياه أطاعت الشعوب.

2 - تث 18: 15 و18 قالوا أن النبي الموعود به هنا لا يكون من بني إسرائيل بل من إخوتك أي الإسماعليين (قابل تك 25: 9 مع 18) وقالوا لم يقم نبي كموسى في إسرائيل بدليل هذه الآية (تث 34: 10) وأن محمداً كموسى في جملة وجوه كلاهما نشآ في بيوت أعدائهما وكلاهما ظهرا بين عبدة الأصنام وكل منهما رفضه قومه أولاً ثم عادوا فقبلوه والاثنان هربا من وجه أعدائهما أما موسى فهرب إلى مديان وأما محمد فهاجر إلى المدينة واسما الموضعين بمعنة واحد وكل منهما نزل إلى ساحة القتال وحارب الأعداء وعمل المعجزات وساعد أتباعه من بعد موته على امتلاك فلسطين هذا ما قاله المسلمون. ورداً عليهم نقول أن الآية الواردة في تث 34: 10 تفيد أنه لم يقم نبي كموسى في إسرائيل إلى الوقت الذي كتب فيه هذا السفر وكلمة بعد تفيد أن بني إسرائيل توقعوا أن يكون النبي منهم لا من الخارج وأما عبارة من وسطك في العدد 15 فهي واردة في النسخ العبرية.

ومع ذلك فالمعنى بها وبدونها ظاهر. لا ننكر أن إسماعيل أخ لإسحق من أبيه إلا أننا نقول إذا صح بناء على هذه القرابة اعتبار بني إسماعيل وبني إسرائيل إخوة فكم بالأولى كثيراً يكون أسباط إسرائيل الاثنا عشر إخوة بعضهم لبعض وقد ورد مثل ذلك في القرآن انظر سورة الأعراف آية 84 حيث يعتبر شعيباً أخاً لمدين وعدا ذلك فقد كثر في سفر التثنية عينه اعتبار البعض من الإسرائيليين إخوة للبعض الآخر (

انظر 3: 18 وأمرتكم في ذلك الوقت قائلا الرب إلهكم قد أعطاكم هذه الأرض لتمتلكوها. متجردين تعبرون أمام اخوتكم بني إسرائيل كل ذوي بأس.

و15: 7 إن كان فيك فقير أحد من اخوتك في أحد أبوابك في أرضك التي يعطيك الرب إلهك فلا تقسّ قلبك ولا تقبض يدك عن أخيك الفقير

و17: 15 فانك تجعل عليك ملكا الذي يختاره الرب إلهك. من وسط اخوتك تجعل عليك ملكا. لا يحل لك أن تجعل عليك رجلا أجنبيا ليس هو أخاك.

و24: 14 لا تظلم أجيرا مسكينا وفقيرا من اخوتك أو من الغرباء الذين في أرضك في أبوابك.

) وفي أصحاح 17: 15 وردت عبارة نظير الآية المطروحة على بساط البحث بخصوص الرجل الذي يجب أن يتوجوه عليهم ملكاً حيث يقول خطاباً لإسرائيل فإنك تجعل عليك ملكاً الذي يختاره الرب إلهك من وسط إخوتك تجعل عليك ملكاً لا يحل لك أن تجعل عليك رجلاً أجبنياً ليس هو أخاك إن أكثر ممالك أوروبا إن لم نقل كلها محكومة بعائلات أجنبية أو كانت أجنبية يوماً ما أما بنو إسرائيل فمن أول تاريخهم إلى نهايته لم يتوجوا رجلاً أجنبياً ملكاً عليهم. ولو كان استدلال المسلمين بآية البحث استدلالاً صحيحاً لوجب على بني إسرائيل كلما احتاجوا إلى ملك أن يذهبوا إلى الإسماعليين ويختاروه منهم إلا أنهم لم يفعلوا مثل هذا الفعل بل كانوا يعينون ملوكهم من بينهم وهم أعلم من غيرهم بلغتهم ويعرفوا التفسير الحقيقي لعبارة من إخوتك.

ومَن مِن المسلمين اليوم إذا قيل له أن يستدعي أحد إخوته ليتقلد منصباً عالياً يفهم من ذلك أن يستثني أعضاء عائلته ويبحث عن رجل غريب تجمعه معي رابطة الجدود الأقدمين؟ وبخلاف ذلك فقد ورد في التوراة نصوص صريحة تحذر بني إسرائيل أن لا يقبلوا أي نبي من ذرية إسماعيل لأن عهد الله كان مع إسحاق لا إسماعيل (تك 17: 18-21 و21: 10-12) ولا يأخذك العجب إذا قلت لك أن القرآن نفسه يؤيد رأي التوراة من هذه الحيثية لأنه يصرح في مواضع كثيرة أن النبوة موكولة إلى بني إسرائيل ومن ذلك قوله في (سورة العنكبوت 29: 27) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ ويَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُُّبُّوَةَ وَالْكِتَابَ الخ وقوله وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُّوَةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (سورة الجاثية 45: 16).

ويُقال خلاف ما تقدم أن النبي المنتظر في آية البحث موعود به أن يرسل لبني إسرائيل وأما محمد فأعلن رسالته بين العرب الذين منهم ولد وبينهم نشأ. وأما من جهة وجوه المشابهة المشار إليها في آية البحث بين موسى والنبي المنتظر أن يقوم من بني إسرائيل فمشروحة في تث 34: 10-12 وتنحصر في نقطتين الأولى معرفة الله وجهاً لوجه عند كل من النبيين والثانية المعجزات العظيمة لكل منهما. أما عن النقطة الأولى فنقول أنها ليست متوفرة في محمد لأنه قال في حديث مشهور ما عرفناك حق معرفتك وأما عن النقطة الثانية فليست متوفرة فيه أيضاً بدليل القرآن نفسه فإنه يشهد في مواضع كثيرة أنه لم يأت بمعجزة واحدة وعلى ذلك قوله وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَّوَلُونَ الخ (سورة الإسراء 17: 59) انظر تفسير البيضاوي وابن عباس وقوله وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ (سورة البقرة 2: 118) وقوله وَقَالُوا لَوْلَا نُّزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ (سورة الأنعام 6: 37 و57 و109 وسورة الأعراف 7: 202 ويونس 10: 20 والرعد 13: 8 و29 والعنكبوت 29: 50) هاتان هما نقطتا الشبه المقصودتان في التوراة وأما وجوه الشبه الكثيرة التي عددها إخواننا المسلمون بين موسى وبين محمد فكثير منها متوفرة عند مسيلمة الكذاب وعند ماني الفارسي فهل يكونان نبيين؟

ونقول أخيراً أن الله نفسه فسر في الإنجيل ما أنبأ به في التوراة وأظهر أن النبي الموعود به هو المسيح لا محمد (قابل تث 18: 15 و19 له تسمعون مع مت 17: 5 ومر 9: 7)

يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي. له تسمعون.

وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا.

ثم أن المسيح ذاته طبق هذه النبوة وغيرها من نبوات التوراة على نفسه (يو 5: 46 انظر تك 12: 3 و22: 18 و26: 4 و28: 14)

يوحنا 5: 46 لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني.

أولاً لأنه من نسل يهوذا وبالتالي من بني إسرائيل (مت 1: 1-16 ولو 3: 23-38 وعب 7: 14) وصرف معظم حياته بين اليهود وإليهم أرسل رسله أولاً ولم يرسلهم إلى الأمم إلا أخيراً (مت 10: 6 ولو 24: 47 ومت 28: 18-20 وفي أع 3: 25 و26) تصريح بأن آية البحث تشير إلى المسيح.

3 - تث 32: 21 هُمْ أَغَارُونِي بِمَا لَيْسَ إِلهاً؟ أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ. فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا لَيْسَ شَعْباً؟ بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ قالوا أن الأمة الغبية المشار إليها هنا أمة العرب التي أرسل منها محمد حيث لا يمكن أن تكون أمة اليونان التي أرسل إليها بولس وبقية رسل المسيح لأن أمة اليونان لم تكن غبية بل كانت أهل حكمة وعلم.

ورداً على ذلك نقول هذه النبوة لا تشير إلى نبي ولا إلى رسول بل إلى أن الله سيغير الأمة اليهودية بأن يدعو لعبادته الأمم الجنبية يونان وعرب ومصريين وغيرهم وينتظمون في سلك الأخوية المسيحية وكانت تلك الأمم في اعتبار الله أمماً غبية وثنية. وعدا ذلك فإن الإنجيل نفسه يفسر هذه الآية حسبما فسرناه ومن ذلك قوله وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ؟ وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ إلى أن قال الَّذِينَ قَبْلاً لَمْ تَكُونُوا شَعْباً؟ وَأَمَّا الْآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللّهِ. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ؟ وَأَمَّا الْآنَ فَمَرْحُومُونَ (1 بط 2.9 و10 وأف 2: 11-13) وأما القول بأن اليونان كانت أمة حكيمة وليست أمة غبية فنجيب عليه لم تكن حكمة اليونان الحكمة الحقيقية لأنهم لم يكونوا يعرفوا الإله الحقيقي وورد في الكتاب رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ؟ وَمَعْرِفَةُ الْقُدُّوسِ فَهْمٌ (مز 111: 10 وأم 1: 7 و9: 10) وورد أيضاً أن حكمة العالم غير مرعية عند الله ومن ذلك قوله لِأَنَّ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ هِيَ جَهَالَةٌ عِنْدَ اللّهِ؟ وقوله الرَّبُّ يَعْلَمُ أَفْكَارَ الْحُكَمَاءِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ (1 كو 3: 19 و20).

4 - تث 33: 2 جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلَأْلَأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؟ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ الْقُدْسِ؟ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ قالوا قوله جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ يشير إلى تنزيل الشريعة على موسى وقوله وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ يشير إلى تنزيل الإنجيل على عيسى وأما قوله وَتَلَأْلَأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ فيشير إلى تنزيل القرآن على محمد بدليل أنهم زعموا أنه يوجد بقرب مكة جبل يسمى فاران ورداً على ذلك نقول أن القرينة هنا تدل على أن موسى في كلامه على هذه المواضع لم يشر إلى إنجيل ولا إلى قرآن بل أراد أن يذكر بني إسرائيل كيف أشاء مجد الله إلى مسافات بعيدة عندما كانوا ضاربين خيامهم عند جبل سيناء ونعلم من خريطة الجغرافية أن سيناء وسعير وفاران ثلاثة جبال متجاورة واقعة في شبه جزرة طور سيناء وجنوب الأردن على بعد مئات من الأميال من مكة ويظهر صحة ذلك بأكثر وضوح عندما نراجع المواضع التي ذكر فيها فاران في التوراة (تك 14: 6 وعد 10: 12 و12: 16 و13: 3 وتث 1: 1 و1 مل 11: 18). فضلاَ على أن الكلمة هي الرب وهو اسم الله ولا يطلق على بشر

5 - مز 45 قالوا بما أن النبي المشار إليه في هذا المزمور متقلد سيفاً على فخذه عدد 3-5 فهو محمد غير أنه عندنا جوابان كل منهما يدحض هذه الدعوة الأول نجد في عدد 6 قوله كُرْسِيُّكَ يَا اَللّهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ والخطاب هنا للذي قيل له تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْجَبَّارُ ولم يدع المسلمون قط أن محمداً إله يصح أن يخاطب بهذا الخطاب فاستدلوا بصدر الآية وأهملوا عجزها والجواب الثاني ورد في الإنجيل (عب 1: 8 و9) أن المزمور المشار إليه خطاب للمسيح وأما ما ورد في ذلك المزمور من حكاية العذارى والحظيات وابنة الملك التي في خدرها وعلاقتهن بالمخاطب فهو إشارة إلى عروس المسيح الروحية التي هي الكنيسة (انظر رؤ 21: 2) والأعداء في قوله نَبْلُكَ الْمَسْنُونَةُ فِي قَلْبِ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ إشارة إلى إبليس وجنوده والقوم الذين أثار غضبهم لمقاومة المسيح وإنجيله (انظر رؤ 19: 11-21).

وجاءت في المزامير نبوات أخرى عن المسيح تشبه ما تقدم ذكره وهي مز 2 و72 و110 ومن المحتمل أن المزمور الذي تكلمنا عنه أولاً يشير إلى زواج سليمان الملك من ابنة فرعون (1 مل 3: 1) ثم جعل هذا الزواج رمزاً إلى الاتحاد الروحي بين المسيح وكنيسته.

6 - مز 149 زعموا أن هذا المزمور نبوة عن محمد وقالوا أن الترنيمة الجديدة (عدد 1) هي القرآن والسيف ذو الحدين (عدد 6) سيف محمد وسيف علي ابن أبي طالب الذي جرده لخدمة الإسلام وقالوا أن الملك (عدد 3) هو محمد

ورداً عليهم لا يمكن أن يكون القرآن الترنيمة الجديدة لأن الترنيم غير مستعمل في العبادة الإسلامية وكذلك السيف ذو الحدين ليس سيف محمد ولا علي بدليل أن الآية تصرح بأنه ليس في يدي الملك الذي يزعمون أنه محمد بل في يد الإسرائيلين ينتقمون به من أعدائهم و الملك في عدد 2 قيل عنه في صدر الآية بأنه الخالق ودعي في عدد 4 الرب وعدا ذلك لا يمكن أن يقال عن محمد أنه ملك إسرائيل ولا فرح إسرائيل بمحمد لأن سوء معاملته لهم أشهر من نار على علم كما سترى معاملته لبني النضير وبني قريظة وغيرهما.

7 - ادعى بعض المسلمين أن أصحاح 5: 16 من سفر نشيد الأنشاد يشير إلى محمد لأن كلمة محامديم في العبري المترجمة مشتهيات في العربي مشتقة من حمد وهي المادة المشتق منها محمد.

ورداً على ذلك نقول أن الكلمة العبرانية محامديم اسم نكرة لا معرفة بدليل أنه جاء في صيغة الجمع ووردت هذه الكلمة في غير موضع من التوراة بصيغة النكرة (انظر هو 9: 6 و16 و1 مل 20: 6 ومراثي 1: 10 و11 و2: 4 ويوئيل 3: 5 وإش 64: 11 و2 أي 36: 19 وخر24: 16 و21 و25) وجاءت في النصف الأخير (حز 24: 16) شهوة عينيك وكانت الإشارة إلى زوجة حزقيال قابل (حز 24: 18) واستعملت أيضاً للإشارة إلى بني وبنات عبدة الأصنام من جماعة إسرائيل (حز 24: 25) فإن صح إسناد كلمة مشتهيات في سفر نشيد الأنشاد إلى محمد لأنها مشتقة من حمد فيصح أيضاً أن يسند إليه أيضاً كلمة شهوة هنا المشار بها إلى زوجة حزقيال وبني وبنات عبدة الأصنام لأنها مشتقة من حمد كذلك. ثم نقول أن في اللغة العربية كلمات كثيرة مشتقة من حمد ولكن هذا الانشقاق لا يجعلها خصيصة بمحمد فإن قال أحد أن محمداً مشار إليه في سورة الفاتحة بكلمة الحمد في قوله الحمد لله رب العالمين لأن الحمد ومحمداً مشتقان من مادة حمد فهل يكون استدلاله صحيحاً وكذلك إن استدل الهندي بأن أحد آلهته المدعو رام قد ذكر في القرآن في سورة الروم في قوله غلبت الروم بدليل أن الإسمين مشتقان من مادة رام كما في القواميس العربية ألا يكون استدلاله مجلبة للسخرية عند أهل العلم والتمييز.

8 - إش 21: 7 فَرَأَى رُكَّاباً أَزْوَاجَ فُرْسَانٍ. رُكَّابَ حَمِيرٍ. رُكَّابَ جِمَالٍ قالوا أن عبارة ركاب حمير نبوة إلى المسيح الذي دخل أورشليم راكباً حماراً وعبارة ركاب جمال نبوة إلى محمد بدليل أنه كان دائماً يركب الجمال غير أن سياق الكلام يدل على أن لا إشارة هنا إلى المسيح ولا إلى محمد إنما هذا الأصحاح نبوة إلى سقوط بابل كما يظهر من عدد 9 والعباراتان المشار إليهما أي ركاب الحمير وركاب الجمال تدلان على الكيفية التي يتم بها تبليغ هذا الخبر وثم سقوط بابل على عهد داريوس سنة 519 ق.م.

9 - إش 42: 1-4

1 هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرّت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.

2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.

ظنوا أنهم يجدون إشارة إلى محمد في النصوص المذكورة في هذا الموضع غير أننا إذا اعتبرنا صحة ما رواه عن محمد من الأخبار ابن هشام والطبري وابن الأثير والخطيب والواقدي وغيرهم من كتبة المسلمين لا يسعنا أن نصدق أن الموصوف بالسلام والوداعة في الآيات المذكورة هو النبي المتقلد بالسيف ومع ذلك فقد جاء في مت 12: 15-21 أن الموصوف بالسلام هو المسيح وقد تمت فيه كل النبوة المشار إليها ثم أن شريعته التي تنتظرها الجزائر هي المسيحية بدليل أن الجزائر المشار إليها في عصر النبوة جزائر البحر الأبيض المتوسط وسواحله وهي مسيحية وما كان غير مسيحي منها فواقع تحت نفوذ المسيحيين.

10 - في الأصحاح المتقدم عدد 10 و11 و12 وردت كلمة قيدار سام قبيلة من قبائل العرب ولما اطلع على ذلك المسلمون ظنوا أن هذه أيضاً نبوة عن محمد وأن الترانيم الجديدة المنوه عنها كناية عن اعتناق قبائل العرب دين الإسلام. ونحن نقول لا يمكن أن الترانيم تشير إلى شيء في الإسلام ولا هي معروفة عند المسلمين كما أن قيدار ليست من المحتم أن تشير إلى الإسلام وإن كانت من قبائل العرب لأن من المؤكد أن كثيراً من قبائل العرب كانت تدين بالدين المسيحي مثل قبيلة حمير وغسان وربيع ونجران والحيرة ولما قويت شوكة المسلمين أكرهوهم على اعتناق دينهم أو نفوذهم من بلادهم ولا شك أنهم يعودون يوماً إلى دينهم الأول. وهذه الآيات تتمة عدد 1-4 وتشير إلى انتشار الديانة المسيحية حتى في بلاد العرب نفسها كما تنتشر في جزائر البحر (عدد 10) أما قوله عبدي (عدد 1) فمشروح في أصحاح (49: 3) من هذا السفر عينه حيث يظهر أن المراد به هو إسرائيل وهو لا شك إسرائيل الله أي الذين يؤمنون بالمسيح (انظر غل 6: 16) والمسيح رأسهم لأنه قيل عنه أنه رأس الجسد الكنيسة (كو 1: 18) لهذا فسر قدماء اليهود (إش 52: 3) قوله عبدي بالمسيا المنتظر وعلى كل حال فالمسيح من إسرائيل جاء وإياه يمثل أما محمد فلا هذا ولا ذاك.

11 - إش 53 يقولون أن هذا الأصحاح نبوة إلى محمد بدليل ما يأتي أولاً لأنه وُلد في بلاد العرب وكان كعرق من أرض يابسة ثانياً لأنه دُفن في المدينة فجعل مع الأشرار قبره ثالثاً لأنه رأى ثمرة أتعابه وعليه تمت النبوة القائلة من تعب نفسه يرى ويشبع رابعاً قيل في هذا الأصحاح مع العظماء يقسم غنيمة وقسم محمد الغنيمة مع أنصاره خامساً تمت في هذه الكلمات سكب للموت نفسه في حين أنهم ينكرون موت المسيح ويقولون أنه ارتفع إلى السماء حياً ورداً على ذلك نقول أولاً أن الأعداد 5 و6 و7 و8 من هذا الأصحاح بكل تأكيد لا تشير إلى محمد ولا إلى شخص آخر سوى المسيح وهاك نصها وَهُوَ مَجْرُوحٌ لِأَجْلِ مَعَاصِينَا؟ مَسْحُوقٌ لِأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلَامِنَا عَلَيْهِ؟ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ؟ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ؟ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ؟ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَاّزِيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الْأَحْيَاءِ؟ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ (إشعياء 53: 5-8). ثانياً أن نصفي عدد 9 و12 لا يناسبان محمداً كيفما كانت الحالة ثالثاً أما من حيث كونه يقسم غنيمة فالآية تصرح بأن ذلك يتم بعد موته وتم ذلك فعلاً للمسيح بمعنى روحي أكمل وأعظم لأن بعد موته وصعوده حالاً ابتدأ الناس من كافة الأمم والشعوب أن يؤمنوا به ويحبوه كفاديهم وإلههم وليست غنيمة كهذه رابعاً أما كون محمد دُفن في المدينة وليس في مكة ومن أجل ذلك جعل مع الأشرار قبره فلا ندري لأي سبب اعتبروا المدينة شريرة مع أن أهلها الأنصار الذين دافعوا عنه جهد استطاعتهم في حين أن أهل مكة رفضوه وناصبوه العدوان خامساً كل جزئيات هذه النبوة تمت في المسيح ما هو حرفي فحرفي وما هو روحي فروحي عدا ما فيها من الإمارات الظاهرة التي لا يمكن إسنادها إلى مقاتل كمحمد وخلاف ذلك فقد أجمع اليهود الأولون أن هذا الأصحاح نبوة عن مسيا المنتظر وكذلك كتبة أسفار العهد الجديد الملهمين اقتبسوا كثيراً من أقوال هذا الأصحاح كنبوات عن المسيح التي عاينوا إتمامها فيه ومثل هذا الأصحاح. مزمور 22 الذي قد تم أيضاً في المسيح لا سواه.

12 - إش 54: 1 ظن المسلمون هذه الآية نبوة تشير إلى محمد باعتبار كونه من ذرية إسماعيل وأن يزداد أتباعه عن أتباع أنبياء إسرائيل وإليك نص الآية تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ؟ لِأَنَّ بَنِي الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ الْبَعْلِ؟ قَالَ الرَّبُّ لهذه الآية معنيان معنى حرفي ومعنى روحي فالحرفي هو أن بني إسرائيل سيعتقون من أسر بابل ويردون إلى أورشليم وتمت هذه النبوة بالمعنى الحرفي المذكور في أيام كورش ملك فارس سنة 536 ق م (انظر عز ص 1) والمعنى الروحي شرحه بولس الرسول (انظر غل 4: 21-31) حيث تم عندما رجعت الأمم عن عبادة الاصنام التي دانوا لها من قديم الزمان إلى عبادة الله وقبلوا إنجيل المسيح ومن غريب الاتفاق أن بولس قرر في هذا الأصحاح عدم أفضلية بني هاجر على بني سارة الروحيين عدا حرمانهم من الميراث.

13 - إش 63: 1-6يقول المسلمون أن المحارب المشار إليه في هذه الآيات هو محمد بدليل أنه من حملة السيف ويظنون أن بصرة المذكورة هنا هي مدينة بصرة الشهيرة غير أننا نجد في العدد الأول أنها من بلاد أدوم وتُدعى اليوم البصيرة واقعة على مسافة قصيرة من جنوب البحر الميت ثم إذا قابلنا عدد 5 من هذا الأصحاح مع إش 59: 15 و16 نجد المحارب المشار إليه هو رب الجنود الذي انتقم من أدوم على خطاياها وورد مثل هذا الوصف في رؤ 19: 11-16 حيث يظهر أن ذلك المحارب إنما هو كلمة الله الذي سيعاقب الفجار ويهزمهم نهائياً ويضع كل أعدائه تحت قدميه ( 1كو 5: 25).

14 - إش 65: 1-6 قالوا أن هذه الآيات نبوة عن اهتداء العرب إلى الإسلام والآيات التي بعدها تنبئ عن خطايا اليهود والنصارى التي بسببها رفضهم الله والحقيقة هي أن عدد 1 نبوة عن اهتداء كثير منه الأمم إلى المسيح ولو أن من عدد 2-6 تذكر خطايا اليهود ولكن من عدد 8: 10 يصرح أن الله لا يرفض شعبه المحبوب رفضاً نهائياً بل يعود ويقبلهم (انظر رومية 2 ص) ولم يرد هنا شيء بخصوص المسيحيين ولا عن محمد.

15 - دا 2: 45 زعم بعضهم أن هذه الآية تنبئ عن ظهور الإسلام وامتداده وقالوا أن المماليك الأربع المذكورة في هذا الفصل هي الكلدانيون والمديانيون والفرس واليونان وأن اسكندر الكبير هزم الفرص وفرق شملها إلا أنها عادت على سابق مجدها فيما بعد وأخذت تضعف تارة وتقوى أخرى إلى زمن كسرى أوشروان.

وبعد موت محمد قصد إليها جيوش المسلمين وفتحوها وفتحوا ما بين النهرين وفلسطين وعليه فمملكة الإسلام هي المقصودة بالمملكة التي خلفت الممالك الأربع وسادت على كل الأرض (عدد 44: 45).

والحقيقة أن هذا الشرح لا ينطبق على حقائق التاريخ لسبب ظاهر وهو أن لم يكن للمديانيين مملكة بعد البابليين بل هما مملكة واحدة بدليل أن داريوس المادي (دا 5: 31 و6 و9: 1) قد ملك على الكلدان وهي الإقليم الواقع حول بابل بضعة شهور ثم صار نائباً للملك كورش العظيم وبهذا ابتدأت المملكة الثانية أي مملكة الفرس (دا 8: 3 و4 و20) ثانياً اليونان خلفت الفرس فكانت المملكة الثالثة (دا 8: 5 و7 و21) وخلفت اليونان الرومان وهي المملكة الرابعة (دا 2: 40) التي عظمت فوق الكل إلا أن مؤرخي المسلمين أهملوها بالكلية رابعاً أما مملكة الفرس المتجددة لا يمكن أن تكون هي المملكة الرابعة بل يجب إما أن تكون المملكة الخامسة أو الثالثة والنبوة تشير إلى ما يحدث في عهد المملكة الرابعة (دا 2: 40 و44 و7: 7 و19 و23) أما كون اليونان المملكة الثالثة لا الرابعة كما زعم المسلمون فظاهر مما قيل عنها لأنها غلبت الفرس وخلفتهم (دا 8: 5 و7 و21). وانقسمت اليونان إلى أربعة أقسام من بعد موت اسكندر الكبير (دا 8: 8 و22). وأخذ يتقلص ظلها حتى اندمجت في المملكة الرومانية التي شمل نفوذها العالم المتمدن في ذلك العصر وفي أثناء حكم الرومانيين وُلد يسوع في اليهودية وكانت خاضعة لهم والمملكة التي أسسها يسوع حينئذ لم تكن من هذا العالم (يو 18: 36 ول 1: 31-33 ودا 7: 13 و14 و27) بدليل أنها لم تقم بالسيف كممالك العالم وعدا ذلك دعا المسيح نفسه ابن الإنسان ومن هنا يظهر أنه هو الشخص الذي رآه دانيال في رؤياه جالساً على سحاب السماء سائداً على كل الأرض (دانيال 7: 13) ومملكته هي التي وصفها دانيال بالحجر الذي قطع بغير يدين وملأ كل الأرض (دا 2: 45) ولما يأتي ثانياً إلى أرضنا تسجد له كل ركبة (في 2: 9-11).

16 - حب 3: 3 اَللّ هُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ؟ وَا لْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. طن المسلمون قوله والقدوس من جبل فاران إشارة إلى محمد غير أن آخر الآية يقول: جَلَالُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ؟ وَا لْأَرْضُ امْتَلَأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ وهذا دليل صريح على أنه ليس المراد بالقدوس محمد بل الله الذي يرجع إليه الكلام من أول الآية حيث يقول اَللّ هُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ الخ وعدا ذلك فقد اثبتنا أن جبل فاران واقع في شبه جزيرة سينا لا في مكة كما زعموا وتيمان اسم لإقليم أدوم وفيه مدينة قريبة من بترا وعلى مسيرة أيام قليلة من أريحا نحو الجنوب فجبل فاران وإقليم تيمان متقاربان وهما إلى مدينة أورشليم أقرب بكثير منهما إلى مكة جاء في سفر التكوين (36: 11 و19) ما يثبت تناسل تيمان من عيسو أصل الأنبياء الذين كتبوا عن هذه المدينة وهم إرميا (49: 7 و20) وحزقيال (25: 13) وعاموس (1: 11 و12) وعوبديا (8 و9 و10) فإن كان إخواننا المسلمون لم يقتنعوا بهذه الأدلة على أن تيمان لا علاقة لها بالمرة بمحمد ولا إسلامه وتمسكوا برأيهم فنقول حسناً إذاكانت تيمان لها علاقة بالإسلام فقد تنبأ عنها عوبديا بالويلات والدمار وبالتالي عن الإسلام إلا أننا نحن المسيحيين لا شك عندنا بأن تيمان ليست من الإسلام في شيء.

17 - حج 2: 7 وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الْأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الْأُمَمِ؟ فَأَمْلَأُ هَذَا الْبَيْتَ مَجْداً قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. قالوا أن المراد بمشتهى الأمم محمد وذلك لأن مشتهى في اللغة العبرانية متصرفة من حمداه المتصرف منها محمد فنقول قد أثبتنا حتى في اللغة العربية نفسها أن ليس كل ما يتصرف من مادة حمد يشير إلى محمد فمن باب أولى اللغة العبرانية ثم أن هذا الكلمة عينها حمداه وردت في نبوة دانيال (11: 27) بمعنى شهوة النساء وعليه فلا دليل منطقي يترتب على كلمة يشتق منها ألفاظ ذات معاني مختلفة كما أننا لا نقدر أن نصدق أن محمداً كان مشتهى كل الأمم وذلك لأنه فتح البلاد بالسيف وكل فاتح بالسيف مكروه لا مشتهى خصوصاً عند الأمة المغلوبة والمحتمل أن مشتهى الأمم إما أن يكون (1) الذهب والفضة المذكورة في عدد 8 أو (2) اختيار كل الأمم الذي يدعوه الرسول يولس (اختيار النعمة (رو 11: 5) الذي منهم تألفت الكنيسة المسيحية أو (3) الرب يسوع المسيح نفسه الذي جاء إلى هيكله ومن مدينة المقدس أفاض عل كل الأمم سلاماً بواسطة ذبيحة نفسه التي قدمها كفارة عن خطايا العالم (حج 2: 9 ومل 3: 3 ومت 12: 6 و41 و42 ولو 24: 36 ويو 14: 27 و16: 33 و20: 19 و21 و26).

ثم أن الشيعة يحتجون أيضاً ببعض آيات من التوراة ظناً منهم أنها نبوات عن محمد وإن كان أهل السنة لا يوفقونهم عليها إلا أنه من المحتمل أن تكون لهم وجهة معقولة في احتجاجهم ولهذا رأينا أن نسرد ما قالوه في هذا الصدد.

18 - وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ؟ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً (تكوين 17: 20) قالوا أن قوله اثني عشر رئيساً يلد نبوة عن الاثني عشر إماماً الذين يعتبرونهم خلفاء محمد الشرعيين في الإمامة ورداً على ذلك لا نقول شيئاً سوى أن نستلفت نظرهم إلى هذا السفر عينه الذي اقتبسوا منه هذه الآية (25: 13-16) حيث نجد الوعد المشار إليه قد تم وولد إسماعيل اثني عشر رئيساً وذكرت أسماؤهم وبعدها قيل ه ؤُلَاءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ؟ وَه ذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيساً حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وعليه فقد تمت هذه النبوة بدون احتياج إلى محمد وخلفائه.

19 - إر 46: 10 فَه ذَا الْيَوْمُ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ يَوْمُ نَقْمَةٍ لِلا ِنْتِقَامِ مِنْ مُبْغِضِيهِ؟ فَيَأْكُلُ السَّيْفُ وَيَشْبَعُ وَيَرْتَوِي مِنْ دَمِهِمْ. لِأَنَّ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ ذَبِيحَةً فِي أَرْضِ الشِّمَالِ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ قالوا أن قوله لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ ذَبِيحَةً الخ نبوة عن قتل الحسين في واقعة كربلا زاعمين أن الحسين مات كفارة عن الخطية ودحضاً لهذه الدعوى نقول إذا تأملنا في العدد الثاني من هذا الأصحاح عينه نجد الإشارة إلى جيش فرعون نخو ملك مصر الذي كان على نهر الفرات في كركميش الذي ضربه نبوخذ نصر ملك بابل في السنة الرابعة ليهوياقيم ملك يهوذا سنة 606 ق م ولا أحد من المسلمين يقدر أن يدعي بأن مذبحة المصريين وقد كانوا عبدة الأصنام حينئذ تكون كفارة عن الخطية فضلاً عن أن الكلمة المستعملة للدلالة على ذبيحة استعملت أيضاً للدلالة على مذبحة كما في هذه المواضع (إش 34: 6-8 وحز 39: 17-21 وصف 1: 7 و8) ونقول أخيراً لا يمكن أن يكون إرميا النبي عنى كربلا بقوله أرض الشمال.

الفصول التي يوردها المسلمون للاستدلال على نبوة محمد في أسفار العهد الجديد
الصفحة
  • عدد الزيارات: 9514