Skip to main content

ما بين الميلاد والبعث - المسيح

الصفحة 2 من 2: المسيح

المسيح:
لم يُذكر الكثير في الإنجيل عن حياة المسيح قبل أن يبدأ خدمته الأرضية.
هناك حادثة وقعت للمسيح عندما كان عمره ثمانية أيام فقط، جاء في الإنجيل ما يلي"ولما تمت أيام تطهيرها (مريم) حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب. كما هو مكتوب في ناموس الرب ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب. ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام. وكان رجل في أورشليم إسمه سمعان. وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. فأتى بالروح إلى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه ليصنعا له حسب عادة الناموس أخذه على ذراعيه وبارك الله وقال: الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرتا خلاصك قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل. وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه. وباركهما سمعان وقال لمريم أمه: ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوم. وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف. لتعلن أفكار من قلوب كثيرة. وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير. وهي متقدمة في أيام كثيرة. عاشت مع زوج سبع سنوات بعد بكوريتها. وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا. فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم." (لوقا 2: 22-38).
وعندما كان المسيح في حوالي السنة الثانية من عمره كاد أن يُقتَل في مذبحة رهيبة على يد الطاغية هيرودس الكبير لولا تدخل العناية الإلهية. جاء في إنجيل متى: "و لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية إذا مجوس (حكماء) من المشرق (بلاد فارس) قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له. فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه. فجمع رؤساء الكهنة وكتبة الشعب (القادة الدينيين عند اليهود) وسألهم أين يولد المسيح. فقالوا له: في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي: وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأنه منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل. حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال: اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي. ومتى وجدتموه فاخبروني آتي أنا أيضا وأسجد له. فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف حيث كان الصبي. فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا. وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا. ثم إ ذ أوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طريق آخرى إلى كورتهم (بلادهم)…
"وبعدما انصرفوا إذ ملاك الرب ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت إبني. حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدا. فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وكل تخومها (حدودها) من سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس. حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: صوت سُمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا موجودين. فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى إرض إسرائيل. لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي. فقام وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل. ولكن لما سمع أن أرخيلاوس يملك على اليهودية عوضا عن هيرودس أبيه خاف أن يذهب إلى هناك. وإذا أوحي إليه في حلم: انصرف إلى نواحي الجليل. وأتى وسكن مدينة يقال لها ناصرة. لكي يتم ما قيل بالأنبياء أنه يدعى ناصريا." (متى 2: 1-22).
أود التنويه هنا أن الأشخاص الذين ورد ذكرهم تحت اسم المجوس أو الحكماء هم في الغالب من بقايا اليهود الذين سباهم نبوخذنصر إلى بابل عام 586 ق.م. حيث يبدو أن لهم خبرة ودراية بعادات اليهود وتقاليدهم. وأما النبوات التي تم اقتباسها في إنجيل متى فيمكن للقارئ أن يطلع عليها في سفر هوشع 11: 1 وفي سفر إرميا 21: 5 من العهد القديم.
إن آخر حادثة سجلها الإنجيل هي تلك التي وقعت لما كان المسيح في الثانية عشرة من عمره. جاء في الإنجيل: "وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم كعادة العيد. وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم ويوسف وأمه لم يعلما. وإذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف. ولما لم يجداه رجعا إلى أروشليم يطلبانه. وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بُهتوا من فهمه وأجوبته. فلما أبصراه اندهشا. وقالت له أمه: يا بني لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين. فقال لهما: لماذا كنتما تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي. فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما. ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعا لهما. وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها. وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس." (لوقا 2: 39-52).
لم تكن بعذ ذلك أحداث غير اعتيادية في حياة المسيح حتى ابتداء خدمته الأرضية. ولكن إذا ما قارنا الأحداث التي ذُكرت سابقا بالأحداث التي يروى أنها وقعت في حياة محمد لرأينا الفارق الشاسع ما بين الإثنين. يجد القارئ أن ما ذكر هنا عذب وقريب من القلب وخال من الجلف والفظاظة. فلا شق بطن ولا إخراج علق أسود ولا تعري أو لكم من الملائكة ولا حجر أسود ولا أبيض. كذلك لا نجد هنا دورا للسحر والعرافة والجن والشياطين والخرافات كما في الأحداث التي يُروى أنها وقعت في حياة محمد. إن هذه الفوارق الشاسعة بين حياة محمد وحياة المسيح في هذه المرحلة تبقى مستمرة فيما بعد سواء في حياة محمد أو حياة المسيح أو في تعليم كل من محمد و المسيح.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 7862