Skip to main content

سيرة محمد البيتية - ميزات محمد فى شريعة الزواج القرآنية

الصفحة 3 من 5: ميزات محمد فى شريعة الزواج القرآنية

2 – ميزات محمد فى شريعة الزواج القرآنية
الميزة الأولى هى إحلال نسيباته كلهن له ، و ان زاد العدد على الأربع .
الميزة الثانية هى الإباحة فى العدد بلا قيد و لا حد ، كما فى قوله : " و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى ... خالصة لك من دون المؤمنين " . فيحق لكل مسلمة غير ذات محرم أن تهب نفسها للنبى ، فإن فعلت فهى خالصة له من دون المسلمين ، و التنكير دليل الاطلاق و التعدد . فى ( اسباب النزول ) للسيوطى ، أن أم شريك الدوسية عرضت نفسها على النبى صلعم و كانت جميلة فقبلها . فقالت عائشة : ( ما فى امرأة تهب نفسها لرجل خير ) ، فنزلت الآية فلما نزلت قالت عائشة : ( إن الله يسرع لك فى هواك ) " .
الميزة الثالثة هى تحلة النكاح لمحمد ، بلفظ الهبة ، من غير صداق ، مع أنه لا يحل الزواج فى شريعة القرآن إلا بولى و شهود و صداق أى مهر .
الميزة الرابعة هى التخيير فى المضاجعة و الطلاق : " ترجىء من تشاء منهم ، و تؤوى إليك من تشاء " ( الاحزاب 51 ) . فسره الزمخشرى : " تؤخر و تضم ، يعنى تترك مضاجعة من تشاء منهن ، و تضاجع من تشاء ، أو تطلق من تشاء ، و تمسك من تشاء ، أو لا تقسم لأيهن
شئت ، و تقسم لمن شئت ، أو تترك تزوج من شئت من نساء أمتك ، و تتزوج من شئت " . فلا جناح على النبى 1 ) فى الطلاق 2 ) و فى المضاجعة 3 ) و فى القسمة بين نسائه 4 ) و فى التزوج بمن يشاء من نساء أمته غير ذات محرم . لقد أعفى القرآن محمدا من شرعة العدل بين نسائه . قال الجلالان : " و الله يعلم ما فى قلوبكم من أمر النساء و الميل الى بعضهن . و انما خيرناك فيهن تيسيرا عليك فى كل مما أردت " .
الميزة الخامسة هى التخيير فى إرجاع المعزولة : " و من ابتغيت ممن عزلت ، فلا جناح عليك " ( الاحزاب 51 ) . فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة أيضا : " أرى ربك يسارع لك فى هواك " ! أخرجه الشيخان ، كما جاء فى ( أسباب النززول ) للسيوطى .
الميزة السادسة هى الاستئذان قبل الدخول الى بيوت النبى ، بدون الاستئناس الى حديث بعد الطعام ( الاحزاب 53 ) . و هذه عادة الملوك و الأمراء ، و قد أخذ محمد يقتدى بهم فى معاملة أمته .
الميزة السابعة هى الحجاب على نسائه : " و إذا سألتموهن متاعا ، فاسألوهن من وراء حجاب ، ذلك أطهر لقلوبكم و لقلوبهن " ( الاحزاب 53 ) . أليس فى هذا شك من طهارة قلوب " أمهات " المؤمنين ؟ إن ( اسباب نزول ) آية الحجاب كثيرة . منها ما أخرجه الطبرانى بسند صحيح عن عائشة قالت : " كنت آكل مع النبى صلعم فة قصب ، فمر عمر بن الخطاب فدعاه . فأكل ، فأصابت إصبعه إصبعى فقال : ( أواه ، لو أطاع فيكن ما رأتكن عين ) فنزلت آية الحجاب . و عن ابن عباس : قال له عمر ، يا رسول الله لو اتخذت حجابا فإن نساءك لسن كسائر النساء ، و ذلك أطهر لقلوبهن . فنزلت آية الحجاب " . و فرض الحجاب على نساء الملوك و الامراء عادة شرقية اقتبسها النبى لأمهات المؤمنين فى معاملة أمته .
الميزة الثامنة هى تحريم الزواج من نساء النبى من بعده : " و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ، و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا. إن ذلكم كان عند الله عظيما " ( الاحزاب 53 ) .
جاء فى ( اسباب النزول ) للسيوطى عن ابن عباس : " ان رجلا اتى بعض أزواج النبى صلعم فكلمها ، و هو ابن عمها . فقال النبى صلعم : ( لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا ) !
فقال : ( يا رسول الله ، إنها ابنة عمى ! و الله ما قلت منكرا ، و لا قالت لى ! ) قال النبى صلعم ( قد عرفت ذلك : انه ليس أحد أغير من الله . و أنه ليس أحد أغير منى . ) فمضى و هو يقول : يمنعنى من كلام ابنة عمى . لأتزوجنها من بعده . فانزل الله الآية ) .
فلا يحق لمطلقة النبى أن يتزوجها أحد . و لا يحق لأرملة النبى – حتى و لو كانت صبية مثل عائشة – أن ينكحها أحد . لقد منع نكاح أزواجه من بعده ، كما منعه التلمود بحق نساء ملوكهم من بعدهم ، و كما كانت عادة الملكات و الأميرات فى الشرق .
إذا كان من تحرير للمرأة فى الاسلام ، فيجب أن يبدأ " بأمهات " المؤمنين . لكن ماذا نرى ؟ لا حرج على محمد فى عدد الزوجات . و لا حرج عليه فى نكاح نسيباته كلهن . و لا حرج عليه فى كل " امرأة مؤمنة وهبت نفسها للنبى " . و لا حرج عليه فى شروط عقد النكاح . و لا حرج عليه فى العدل بين نسائه . و لا حرج عليه فى الطلاق . و لا حرج عليه فى العزل و الارجاع .
بل الحرج كل الحرج على نسائه فى الحجاب ، و فى المعاطاة مع الناس ، و فى القناعة بما يقسم لهن ، و فى الظهور و الزينة ، و فى الزواج من بعده .
و الحرج كل الحرج على المسمين فى قيود النكاح ، و شروط الطلاق ، و بالنسبة إلى النبى ، فى نكاح أزواجه من بعده ، مطلقات كن أم أرامل ، و فى نكاح كل من وهبت نفسها للنبى ، و فى الاستئذان لدخول بيوته ، و فى الاستعجال بالخروج منها متى قضيت الحاجة ، و فى عدم إيذاء النبى بحديث فى حوادث نسائه .
إن مقام النبوة لا يقيد بالقيود المفروضة بالقرآن على المسلمين . فقد انتهت السيرة النبوية بالتحلة المطلقة من شريعة الزواج القرآنية . مع انه بحسب الفطرة فى كل دين ، يكون النبى مثالا حيا لشريعته و أمته . فهل بتلك الميزات فى شرعة الزواج كان محمد " أسوة حسنة " ؟

أسباب تعدد الزوجات فى سيرة محمد
الصفحة
  • عدد الزيارات: 12509