Skip to main content

معجزة حفظ القرآن - الاصدار الرسمي الأول للقرآن ، في زمن أبي بكر

الصفحة 7 من 12: الاصدار الرسمي الأول للقرآن ، في زمن أبي بكر

 

1 – الاصدار الرسمي الأول للقرآن ، في زمن أبي بكر .

يؤخذ من حديث زيد بن ثابت ، في صحيح البخاري أنه كان أول جامع للقرآن ، بأمر أبي بكر الصديق ، بناءً على نصيحة عمر بن الخطاب ، "فإن القتل قد استمرّ يوم اليمامة بقراء القرآن ، وإني أخشى أن يستمر القتل بالقراء في المواطن" . وشعور زيد بهذا التكليف يدل على استحالة الجمع بعد أن استمر القتل بقراء القرآن : "فو الله لو كلّفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليَّ مِمّا أمراني به ، من جمع القرآن" !

والشبهة الثانية على هذا الجمع الأول هي في تكليف زيد بن ثابت ، وقد كان غلاما لم يبلغ الحلم بعد على حياة النبي . لذلك أيضا قال قوله السابق ! فما السر في تكليف زيد بن ثابت بجمع القرآن على عهد أبي بكر ، ثم على عهد عمر ، ثم على عهد عثمان ، ولم يكن زيد من الذين أوصى النبي بأن يأخذوا القرآن عنهم ؟ فقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن العاص قال : "سمعت النبي يقول : خذوا القرآن من أربعة ؛ من عبد الله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ ، وأبي بن كعب" . وهما اثنان من المهاجرين واثنان من الأنصار . وقد قُتل سالم مولى أبي حذيفة في وقعة اليمامة . ومات معاذ في خلافة عمر . ومات أبي بن كعب وابن مسعود في خلافة عثمان وكانا يشنّعان عليه في طريقة جمعه للقرآن ، وتولية زيد بتلك المهمة ؛ "فقد كان ابن مسعود من أحفظ الناس للقرآن . هو ، فيما كان يقول ، قد أخذ من فم النبي نفسه سبعين سورة من القرآن ، ولم يكن زيد بن ثابت قد بلغ الحلم بعد" .

ففي سنّ زيد ، جامع القرآن الرسمي ، شبهة ضخمة على صحة جمعه . وفي ما أسندوه اليه من عمل شبهة أخرى . جاء عنه في صحيح البخاري : "فتبعت القرآن أجمعه ... فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر" . وينقل البخاري عنه حديثا ثانيا ينقضه : "قال ابن حجر : ووقع في رواية عمارة بن غزية أن زيد بن ثابت قال : فأمرني أبو بكر فكتبتُه في قطع الأديم والعُسُب ؛ فلما توفّي أبو بكر وكان عمر كتبت ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده – قال : والأول أصح ؛ إنما كان في الأديم والعُسُب أولا قبل أن يُجمع في عهد أبي بكر ، كما دلت عليه الأخبار الصحيحة المترادفة" .

فهل كان القرآن الذي جمعه زيد ، على زمن عمر ، في صحف أم في صحيفة واحدة ؟ ثم ، لمّا توفي عمر ، هل كانت الصحف عند حفصة بنت عمر ، كما في صحيح البخاري ، أم كانت في ربعة عمر ، من حيث جاءَ بها عثمان ؟ كما أخرج أبو داود في سنته . وهذا الجمع الأول لم يوقف الخلاف في حروف القرآن ، حتى عمّ التكفير والاقتتال .

الاصدار الثاني للقرآن كان على زمن عثمان بن عفان
الصفحة
  • عدد الزيارات: 34289