Skip to main content

اكتشفت خلاصاً حقيقياً - السؤال المتعلق بصحة الكتاب المقدس

الصفحة 3 من 3: السؤال المتعلق بصحة الكتاب المقدس

من الطبيعي بالنسبة لي أن يبرز السؤال المتعلق بصحة الكتاب المقدس. هل هو كلمة الله؟ هل وقع عليه تحريف؟ هل الكتاب المقدس الحالي هو ترجمة مشوّهة لما قد يكون أعلنه الله أصلاً؟ الدراسة الدقيقة له جعلتني أرى أنه صحيح وجدير بالثقة، وأنّ أحداً لم تتسنّ له الفرصة ولا القدرة ليحدث فيه تغييراً. تمت محاولات على أيدي الهراطقة، إلا أن أمرهم كان يكشف ويفضح بواسطة الجماعة المسيحية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن آلاف المخطوطات التي في حوزتنا اليوم، لكلا العهدين القديم والجديد، تظهر أن الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا الآن هو الكتاب المقدس عينه الذي كان للمسيحيين في القرن الأول. هذا البرهان كاف ولا يدحض، ولكن لسوء الحظ فإنّ المسلمين غير متنبهين إليه.

كان والدي قد توفي قبل ذهابي إلى الله آباد. وعندما سمعت والدتي أني أدرس العهد الجديد مع أحد المسيحيين المؤمنين لم تمانع أو تحاول التدخل بالأمر. قالت إنها مسألة شخصية بيني وبين الله. لم تكن تجلّ المسيح وحسب، بل هي امرأة حسنة الإطلاع ومنفتحة الفكر. ومن جهة أخرى، عندما توفيت اتفق أقربائي على حرماني من الميراث لأني أصبحت مسيحياً، وبحسب الشرع الإسلامي عندما يترك أحدهم الإسلام يحرم من الميراث. بيد أني كنت مستعداً للأمر إذ أدركت أنه سيحصل، وذلك قبل تصميمي على اتّباع المسيح. كان أنسبائي منقسمين إلى زمرتين. أولئك الذي اضطهدوني وكانوا الأكثرية، وأولئك الذين تسامحوا معي وكان عددهم ثلاثة أو أربعة فقط. وهذه الزمرة الأخيرة بنت تسامحها على اقتناعها بأني في سن كافية وثقافة وافية لاتخاذ ما يتعلق بي من قرارات ولأحيا حياتي الخاصة. ولقد كان من المحتوم أن تسيطر الزمرة الكبرى. والمقاومة أصبحت شديدة للغاية بحيث شعرت بلزوم المغادرة إلى مدينة أخرى للعمل، والرب فتح أمامي الباب لأعلّم في ثانوية عالية في حيدر آباد. وبالنتيجة أصبحت أستاذاً ومحاضراً في إحدى الكليات ومؤلفاً لستة كتب في الأوردية.

من  الطبيعي أني غالباً ما كنت أُسأل عن سبب إيماني بالمسيح. وجوابي على ذلك هو بسيط ومباشر. لقد وجدت الخلاص في المسيح. ليست في القرآن كلمة واحدة لتأكيد الخلاص. وكمسلم لم يكن عندي الثقة يوماً بأن خطاياي قد غفرت، لأن الله قد يغفرها، وقد لا يغفرها في اليوم الأخير. كنت أعيش في رعب من يوم الدينونة. وبغض النظر عما كنت عليه من اجتهاد وحماس في ممارستي للدين الإسلامي فإني لم أكن أتمتع بتأكيد الخلاص والقبول عند الله. الخوف، والشك، والقلق كانت جميعاً تنتابني في 'التيار الضمني' لكل مسعى أقوم به بحسب مطالب الإسلام. كنت أتوق لكلمة واحدة عن التأكيد القاطع بأن خطاياي أزيلت وإثمي غفر، لم أتمكن من العثور عليها في الإسلام، وقد بقيت قلقاً ومثقلاً بحملي.

إن رسالة الكتاب المقدس، في مغايرتها المذهلة لكل ما تقدم هي خبر سارّ حقاً. إنها تخبرنا عن خلاص أكيد في المسيح. وبتعبير آخر. لا تقدم لنا تأكيد الغفران الآن وهنا فقط، بل أيضاً تطلعنا على الأساس التاريخي لذلك التأكيد، أساس قبولنا عند الله وهو موت المسيح على الصليب لأجل خطاياي، وقيامته من الموت لأجل تبريري وبإيماني به واعتمادي على عمله لأجلي أتمتع بالكفاية الكاملة والسلام التام.

±±±

من خلال اختباري الشخصي أفهم كم هو صعب على المسلم أن يحرر نفسه من أغلال التحيز ويفتح ذهنه لامتحان موضوعي للدين المسيحي. ثمة تخوف مسبق من أن مثل هذا الاعتبار الجدي للموضوع سوف تتسبب عنه علاقات متوترة مع العائلة والمجتمع.

وإذا ما اتخذ أحد المسلمين المسيح مخلصاً ورباً على حياته، وأصبح مسيحياً، بالمعنى الصحيح للكلمة، اعتُبر كمرتدّ دينياً، وكمنبوذ خلقياً، وفي كثير من البلدان يعتبر خائناً سياسياً.

كان عليّ أن أجابه كل ذلك، ولكن كلمات المسيح في العهد الجديد كانت تمتلك عليّ كلّ حواسي: 'ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟' (مرقس 36:8).

بالنسبة لي، إن الحصول على المسيح والخلاص الذي وحده يستطيع أن يعطيه، يستحق مني التضحية بكل شيء. والطريقة الوحيدة التي يعطي فيها الخلاص هي، مجاناً، وليس على أساس مجهودات الإنسان. لذلك السبب وضعت ثقتي فيه. إنه مخلّصي، إذ بموته عني.. فإن جميع خطاياي قد غُفرت إلى الأبد. فلم أعد أريد أو أحتاج إلى أي أساس آخر للرجاء. وما دمت حياً، فإني عازم على إذاعة الخبر السار عن المسيح وخلاصه بين أفراد أمتي جميعاً.

رغبة الإنسان الشديدة في معرفة الله لا تعني إلا تجاوباً مع تفتيش الله عنه. ورغبة كهذه، إن تكن مخلصة، فلا بدّ أن تبلغ ذروتها في إيجاد الله له...

ج.ع. صبحان

الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 8150