Skip to main content

اشتراك الحاج البَصْري - ما القول لو عرض لمريم عارض ومات المحمول منها؟

الصفحة 2 من 5: ما القول لو عرض لمريم عارض ومات المحمول منها؟

2) ما القول لو عرض لمريم عارض ومات المحمول منها؟

أ - الافتراض

قال البَصْري: يا راهب، ألستم تزعمون أنه منذ أن قال جبرائيل لمريم: السلام عليك يا مملوءة نعمة، الرب معك، صار ذلك المحمول من مريم إله الخليقة ومدبرها؟

قال الراهب: حق يقين، أيها المسلم، وكذلك قبلناه من الحواريين.

قال البصري: فلو كان عَرَض لمريم عارض، فماتت هي والمحمول منها، فمن كان يدبر الخليقة؟

ب - الشرح بتشبيه من القرآن

قال الراهب: ألا يقول قرآنك: إن الله بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذَبَ الفؤاد ما رأى؟ هو إله الخلائق أم لا؟.

قال البَصْري: نعم، هو الخالق لسائر الخلائق كلها وإلهها.

قال الراهب: فلو كان أفلت من الأفق الأعلى فوقع وتكسر، (تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً) فمن كان يكون إله الخلق؟.

قال البَصْري: هذا إله (تبارك وتعالى) لا يُوصف ولا يُحد. وذلك محدود في بطن أمه.

قال الراهب: إن هذه الصفة التي تصفه بها هي صفة محدودة، كقولك: وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى. إن الذي بالأفق الأعلى لا بد من أن يُحيل أو يُحال. والذي بالدنو لا بد له من أن يتنحّى. والذي يتدلى، لا بد أن يرتفع أو يقع. فما تعني بقولك: وهو بالأفق الأعلى ثم دنا وتدلى؟ أتقول إنه (تبارك وتعالى!) متمسك بالأفق الأعلى ثم دلى رأسه ويديه؟ هذه صفةُ محدودٍ.

ج - الملاحظات الختامية

ثم قال الراهب: فأنت قلت: لو كان عرض لمريم عارض. وأنا قلت لك: لو كان أفلت من الأفق الأعلى. والأمران لا يمكن أن يحدثا. وإنما المسائل ثلاث: مسألة العالِم والمتعلم والمتعنّت. وأما مسألة العالِم والمتعلم فلها جواب حاضر. وأما مسألة المتعنّت فليس لها جواب إلا مسألة مثلها. وأنت وقفت مني موقف المتعنّتين.

ما معنى صلاة المسيح، أليست علامة عبودية؟
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10525