الوحي الحقيقي - من الأدلة على أن الإنجيل من الله هو تجديد القلب والحياة الذي يحصل عليه الذين يقبلون تعليمه
(رابعا) ومن الأدلة على أن الإنجيل من الله هو تجديد القلب والحياة الذي يحصل عليه الذين يقبلون تعليمه ويبتدئ هذا التجديد من الداخل ويمتد إلى الخارج وهو من الأهمية بمكان حتى أنه وُصف بالميلاد الثاني الروحي (يو 3 :3 و5) ويتم بواسطة عمل روح الله القدوس.
(خامسا) في الكتاب المقدس صفات الله العظمى التي يتشوق الإنسان إلى معرفتها وهو مؤهل لإدراكها إلى حد معلوم وصفات الله الكمالية هي القداسة والمحبة والرحمة والعدل وصفاته الجلالية كالقِدَم والقدرة والحكمة والخلق وحفظ الكون. هذه الصفات وتلك مبينة بمزيد الوضوح. وجاء في الكتاب أن الله أعلن نفسه في المسيح الذي جال يصنع خيراً ولم يصرف أحداً من أمام وجهه خائبا من الذين أتوه طالبين منه المغفرة والمعونة. ومع أنه كان منزهاً عن الخطية إلا أنه أظهر التعاطف نحو الخطاة المعترفين بخطاياهم الخائفين من دينونة اليوم الرهيب ورحمهم. وقد كلفه ذلك تضحية حياته حتى يتهيأ له إنقاذ الذين يؤمنون به من سلطان الخطية ونتائجها المريعة، فلم يخبرنا الكتاب بصفات الله بالكلام والأمثال من أساليب التعبير فقط، بل أظهره لنا بالعيان وجهاً لوجه حتى يراه كل من أراد في حياة يسوع المسيح. وعلى ذلك قوله "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ" (يو 14 :9) وبهذا الإعلان الوحيد أدركنا أكثر بكثير من غيرنا كم هي مكروهة الخطية في نظر الله القدوس، وأنه بدون قداسة لا يتمتع أحد برؤية الله (عب 12 :14) وهاكم فلسفة القدماء والمتأخرين بين أيدي طلبة العلم، فهل رأيتم كتاباً من كتبهم يصف الله بما يصفه به الكتاب المقدس من صفات الكمال؟ أظن لا. بل أقول حتى الكتب المقتبسة من الكتاب المقدس ضلت ضلالاً بعيداً لأنها فيما هي تعلّم عن وحدة الله فاتها أن تقرر الطريقة الوحيدة التي بها أعلن الله نفسه للناس وتركت بين الخالق والمخلوق هوَّة لا تُعبر مع أن الوصول لله هو بيت القصيد في الدين كله.
- عدد الزيارات: 11123