التعليم بإله واحد في ثلاثة أقانيم - إن رفض إخوتنا المسلمين لعقيدة الثالوث هو بالتالي رفض للاهوت المسيح
إن رفض إخوتنا المسلمين لعقيدة الثالوث هو بالتالي رفض للاهوت المسيح، فكلما اجتهد المسلمون في البحث عن الله زادوا بعداً عن معرفته، وعليه نجد في مصر اليوم حديثاً حل محل مثل شائع هو كل ما خطر ببالك فهو هالك. والله بخلاف ذلك. وهكذانرى الإسلام يؤول إلى عدم معرفة الله، وإن إيماننا نحن المسيحيين بمظهر الله الكامل يمكّننا من معرفة الله ومن محبته، إذ أحبنا أولاً (1يو 4 :19) وإن روح الله القدوس يحل في قلوب المسيحيين الحقيقيين وينيرها بإرشاداته إلى معرفة الله ويقرّبهم إليه (يو 14 :16 و17 و26 و15 :26 و16 :7 و15 وأعمال 1 :5 و2 :1- 4 و1كو 3 :16 و17 و6 :19). وبذلك يتصالح المسيحيون مع الله ويكونون في شركة معه كأبناء مع أبيهم المحب السماوي عوضاً عن أن يكونوا عبيد خائفين في حضرة سيدهم القهار -كما هي حال غيرهم.
إذاً نتعلم من الكتاب المقدس أن الله العلي العظيم أعلن لنا نفسه (1 ) أنه الآب القدوس المحب الذي وإن كان شديد البغض والمقت للخطية، غير أنه قَصَد منذ الأزل في محبته وكثرة رحمته أن
يدبر طريقة خاصة تيسّر الخلاص لجميع البشر الذين يقبلون نعمة الله، فيتصالحون معه بالقلب والعقل والإراداة والسلوك (2) وأعطى الله هذا الإعلان للناس على يد كلمته ابن الله الوحيد الذي بواسطته فقط يصل المخلوق أياً كان لمعرفة الآب السماوي، وإذ أخذ ابن الله جسداً ولبس طبيعة البشر حمل أحزاننا وهمومنا، ومات على الصليب من أجل خطاياناً، قام من أجل تبريرنا (رو 4 :25). (3) ولكي يقبل الناس هذا الخلاص المبارك أرسل روحه القدوس، الأقنوم الثالث من اللاهوت، ليبكتهم على خطاياهم ويحقق لهم عظيم احتياجهم إلى مخلّص يخلّصهم وينير أذهانهم بمعرفة غِنى الإنجيل، حتى يطلبوا وينالوا ويتمتعوا بالحياة الأبدية.
ولا يبرح من ذهنك أن البرهان الذي يُقام على صحة عقيدة الثالوث الأقدس بعينه يُقام على صحة عقيدة الحياة بعد الموت ويوم القيامة، وغير ذلك من العقائد التي يمتاز بها المؤمن عن الكافر وعابد الله عن عابد الصنم، بمعنى أن هذه العقائد جميعها مؤيدة بكلام الله، فإن قبلنا عقيدة منها لأنها مؤيَّدة بكلام الله، فلماذا لا نقبل العقائد الأخرى في حين أنها مؤيدة بكلام الله أيضاً؟
- عدد الزيارات: 11388