Skip to main content

حقيقة وإثبات تعليم الثالوث الأقدس - توجد آيات كثيرة في العهد القديم تشير إلى الروح القدس

الصفحة 3 من 4: توجد آيات كثيرة في العهد القديم تشير إلى الروح القدس

انه توجد آيات كثيرة في العهد القديم تشير إلى الروح القدس ولكنها قليلة جداً بمقارنتها مع ما جاء في العهد الجديد من الآيات المختصة بهذا الموضوع ويجب هنا أن نلاحظ أن إعلان الله نفسه كان تدريجياً فالآخر منها هو الأتم ويصعب علينا أن نذكر كل الآيات التي تتكلم عن ذات وصفات وعمل الروح القدس ولذا نكتفي بالقليل المشهور منها وقد أشار الله في (1كورنثوس 12: 4-11) عن المواهب المعطاة لشعبه فقال "فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء."
من هذا نفهم أن النبوات وعمل المعجزات هي بواسطة حلول الروح القدس إذاً فلابد أن يكون الروح القدس له صفات الألوهية. وأيضاً نقرأ في نفس الرسالة "ما لم تر عين ولم تسمع إذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه فأعلنه الله لنا نحن بروحه لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله لأن مَن من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه؟ هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله" (1كورنثوس 2: 9-11)ومن هنا نتعلم أيضاً أن الروح القدس هو علام الغيوب وهذه الصفة صفة العلم بالغيب صفة إلهية لا تكون في مخلوق أبداً وقد دعا المسيح الروح القدس باركليت أن معزياً ومعيناً لأنه يرشد أبناء الله إلى الحق ويقودهم إلى سواء السبيل.
وقد أعطي للروح القدس لقب الله أيضاً فقد قال الرسول بطرس لحنانيا الذي كان قد باع ملكاً واختلس من الثمن مدعياً أنه مكرس لخدمة الله "يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل؟ أليس وهو باق كان يبقى لك ولما بيع ألم يكن في سلطانك؟ فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر؟ أنت لم تكذب على الناس بل على الله" (أعمال 5: 3-4). وهنا يظهر لنا بطرس صريحاً ألوهية الروح القدس.
يقول الكتاب المقدس أيضاً "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم. إن كان أحد يفسد هيكل الله فيفسده الله لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو" (1كورنثوس 3: 16-17). وهنا يذكرنا الرسول أن الروح القدس يسكن في قلوب المسيحيين الحقيقيين ويملك عليها ويطهرها من كل خطية وشر جاعلاً أيضاً أجسادهم طاهرة مقدسة منقذاً إياهم حتى لا تتنجس أنفسهم وتهلك بسبب الخطية لأنها هياكل الله وسيقع العقاب المخيف على كل من ينجس قلبه وجسده الذي هو هيكل لله ولكن من جهة أخرى لا يمكن أن تكون هياكلنا طاهرة إلا عند حلول الله فيها لأن هيكل سليمان الفاخر العظيم الذي بناه في أورشليم لم يعتبر هيكلاً إلا بعد أن حل الله بعظمته فيه. وإذا لم يكن روح الله إلهياً لما أمكن لحلوله أن يحول قلب التقي هيكلاً لله كما تقول الآية التي نحن بصددها فنتيجة الكلام حينئذ أن الروح القدس هو الله.
إن إخواننا المسلمين يفرقون بين "روح الله" و"الروح القدس" فيقولون أن روح الله هي لقب من ألقاب المسيح أما الروح القدس فهو الملاك جبرائيل ولكن أولئك الذين لهم معرفة بالكتاب المقدس يعرفون أن ذلك خطأ مبين فلم يذكر المسيح أبداً في الكتاب المقدس أنه روح الله ولكن اللقبان "روح الله" و"الروح القدس" خاصان بالأقنوم الثالث. ولنذكر هنا بعض شواهد الكتاب إيماء لذلك ففي (المزامير 51: 11) مكتوب "لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني" وفي (أفسس 4: 30) "لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء" ففي الآية الأولى يطلب داود من الله خلاصه من الخطية ونجاته منها بواسطة قوة الروح القدس وفي الآية الثانية يحذر الرسول المسيحيين أن لا يحزنوا روح الله القدوس الذي به ختموا كورثة للخلاص وكلا الروحين فيهما القوة المقدسة ويستنتج من ذلك أن الروح القدس وروح الله واحد في المعنى وفي الذات.
ويفهم مما ذكرناه من الآيات أن الآب والابن والروح القدس ليسوا ثلاثة أسماء للوحدة الإلهية بل للدلالة على وجوب التمييز بين كل أقنوم وآخر أعني أن أقنوم الآب هو غير أقنوم الابن وأقنوم الآب أو الابن هو غير أقنوم الروح القدس. وفي الشواهد العديدة التي اقتبسناها من الكتاب تسمى الآب- الله- والابن –الله- والروح القدس- الله- لأن الوحدة بين الثلاثة في الجوهر لا تنفصم- فلم يقل المسيح قط أنه بدون الآب بل كان بالحري يشير دائماً إلى وحدته مع الآب كما في (يوحنا 10: 30) "أنا والآب واحد" وقال في يوحنا 14: 11 "صدقوني أني في الآب والآب فيّ" وقال في يوحنا 17: 10 "وكل ما هو لي فهو لك وما هو لك فهو لي" وقد تكلم المسيح أيضاً عن الروح القدس فقال انه مع الآب والابن الكل واحد في المشيئة والإرادة كما قال في (يوحنا 16: 13-15) "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم. كل ما للآب هو لي لهذا قلت أنه يأخذ مما لي ويخبركم بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل أيضاً تروني لأني ذاهب إلى الآب" ( ) وبسبب هذه الوحدة الأزلية لهذه الذات الإلهية دعي الروح القدس روح الآب ودعي أيضاً روح الابن كما قال المسيح لتلاميذه "لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (متى 10: 20) وكتب الرسول قائلاً "بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب" (غلاطية ص4: 6).
وقد أُعطي الروح القدس هذين اللقبين معاً في آية واحدة كما جاء في رومية 8: 9 "وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكناً فيكم. ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له."

الثلاثة الأقانيم متحدون في الذات والمقام والقوة والمشيئة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 21027