تأثيرات الفرق النصرانية الضالة
الفصل الرابع
تأثيرات الفرق النصرانية الضالة
في عصر محمد عاش كثيرون من النصارى في بلاد العرب، منغمسين في الجهالة والبدع والضلالة. ولما طُرد كثير منهم من حدود مملكة الروم بسبب تعاليمهم الفاسدة لجأوا إلى بلاد العرب. ولما لم تكن لهم معرفة كثيرة بالإنجيل تداولوا بعض الكتب الملفَّقة الملآنة من الخرافات التي لا أصل لها يتلونها ويروون القصص المدونة فيها ويتناقلونها.
وقال الناقدون لدين الإسلام إن محمداً لم يكن له إلمام تام بالإنجيل الشريف، وإنه اختلط مع أصحاب هذه البدع، فتوهَّم أن ما سمعه منهم كان مدوناً في الإنجيل. وبما أنه وجَّه نظره لتأسيس دين يدين به جميع سكان شبه جزيرة العرب، ويتَّحدون بواسطته ويصيرون جماعة واحدة، قبِل كثيراً من خرافات جهلة النصارى ومذاهبهم الفاسدة وأدخلها في قرآنه. وبما أنه لا يصح تصديق رأي هؤلاء المعترضين بدون النظر والفحص، رأينا أن نتحرى بالتدقيق هذه القضية في هذا الفصل، لنعرف إن كانت مثل هذه الخرافات هي أحد مصادر الإسلام أم لا.
- عدد الزيارات: 19389