Skip to main content

تأثيرات الفرق النصرانية الضالة - قصة طفولية المسيح عيسى

الصفحة 4 من 5: قصة طفولية المسيح عيسى

(3) قصة طفولية المسيح عيسى: ورد في سورة آل عمران 3:46 و49 أنه قبل مولد المسيح قال الملاك عنه: «ويكلم الناس في المهد.. أني قد جئتكم بآيةٍ من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله». وورد في سورة المائدة 5:110 «إذ قال الله يا عيسى اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس، تكلم الناس في المهد وكهلاً، وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بأذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بأذني، وتبرئ الأكمه والأبرص، وإذ تخرج الموتى بإذني. وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم: إن هذا إلا سحرٌ مبين».

ولقد اقتبس القرآن هذه المعلومات من كتب كاذبة، لا من إنجيل صحيح، لأنه اتضح مما تقدم أن مخاطبة المسيح الموهومة لشجرة النخل مبنيَّة على ما توهَّمه البعض من أنه تكلم في المهد. أما معجزة إحياء الطير المصنوع من الطين فأُخذت من كتاب يوناني اسمه «بشارة توما الإسرائيلي» (فصل 2): «لما بلغ الصبي يسوع من العمر خمس سنين كان يلعب في جدول، فجمع المياه الجارية إلى بحيرات، وكان يجعلها على الفور نظيفة، ورتَّبها بمجرد كلمة، ثم جعل بعض طين ناعماً وصنع منه اثني عشر عصفوراً. وكان يوم السبت لما فعل هذه الأشياء. ومع أنه كان يوجد أولاد كثيرون يلعبون معه إلا أن أحد اليهود لما رأى ما فعله يسوع وأنه كان يلعب في يوم السبت، ذهب وأخبر والده يوسف قائلاً: إن ابنك هو عند جداول المياه وقد أخذ طيناً وصنع منه اثني عشر طيراً ونقض يوم السبت. فأتى يوسف إلى المكان وعاين ما فعله الولد فصرخ قائلاً له: لماذا تفعل في السبت هذه الأشياء التي لا يحل فعلها؟ فطبق يسوع كفيه الواحد على الآخر وصاح بالعصافير قائلاً لها: اذهبي. فطارت العصافير! فذُهل اليهود الذين شاهدوا هذه الأمور. ولما انصرفوا أخبروا رؤساءهم بما فعله يسوع».

وهذه الخرافة كلها توجد أيضاً في كتاب عربي يُسمى «إنجيل الطفولية» (فصل 36) وذكرت بصورة أخرى في فصل 46 من نفس الكتاب، لأن آخره مأخوذٌ من «بشارة توما الإسرائيلي».

ولنرجع إلى ما ذُكر من أن المسيح تكلم لما كان طفلاً في المهد. جاء في سورة مريم 19:29 و30 أنه لما وبَّخ القومُ مريم، أشارت إلى الطفل يسوع ليجيب عنها. فلما قالوا لها: «كيف نكلم من كان في المهد صبياً؟» أجاب: «إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً». وورد في «إنجيل الطفولية» (فصل 1) «قد وجدنا في كتاب يوسيفوس رئيس الكهنة الذي كان على عهد المسيح، وقد قال أناسٌ إن قيافا قال إن يسوع تكلم حين كان في المهد، وقال لمريم أمه: إني أنا المسيح ابن الله الذي ولدتِني كما بشَّرك جبرائيل الملاك، وأبي أرسلني لخلاص العالم».

فإذا قارنا بين هذا القول وما ورد في القرآن نرى أن محمداً غيَّر في هذه الأقوال الوهمية المنسوبة إلى المسيح بكيفية تلائم اعتقاده وتعليمه. ولكن مما لا شك فيه أن محمداً أخذ هذه القصة الكاذبة من الكتاب المذكور. وإذا سأل سائل: كيف توصَّل إلى انتحالها وأين تيسَّر له ذلك؟ قلنا: إن الكتاب المسمى «إنجيل الطفولية» مترجم من القبطية إلى اللغة العربية. وبما أن ماريا القبطية كانت من سراري محمد فلا بد أنه سمع هذه الخرافة منها لأنها كانت جاهلة، فتوهَّمت أن هذه القصة كانت في الإنجيل الصحيح الأصلي، فأخذها منها وتصرف في روايتها الشفاهية قليلاً ونقحها ودوَّنها في القرآن.

فإذا أصرَّ إنسان وقال: ربما تكون هذه القصة صحيحة، نقول: لا يمكن أن تكون صحيحة، لأنه يؤخذ من إنجيل يوحنا 2:11 أن المسيح لم يفعل معجزة في طفولته، وقيل تعليقاً على معجزته في عرس قانا الجليل، التي صنعها لما بلغ من العمر أكثر من ثلاثين سنة، إنها كانت بدء معجزاته وآياته.

غير أن باقي معجزات المسيح المذكورة في القرآن هي حقيقية وحدثت فعلاً، ما عدا معجزة المائدة التي ادَّعى القرآن أن المسيح أنزلها من السماء. فقد ذكر القرآن أنه طهَّر البرص وأقام الموتى وأعطى بصراً للعميان، وهذا يطابق ما ورد في البشائر الأربع الصحيحة. أما ما ورد في القرآن بخصوص المائدة (في سورة المائدة 5:112-115): «إذ قال الحواريون: يا عيسى ابن مريم، هل يستطيع ربك أن يُنزل علينا مائدة من السماء؟ قال: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين. قالوا: نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صَدَقتنا ونكون عليها من الشاهدين. قال عيسى ابن مريم: اللهم ربنا أنزِل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأوَّلنا وآخرنا، وآيةً منك، وارزُقنا وأنت خير الرازقين. قال الله: إني مُنزلها عليكم». ولم ترد هذه المعجزة في أي كتاب من الكتب المسيحية، ولا شك أنها لم تحدث، ولكننا نرى أنها نشأت عن عدم فهم بعض عبارات واردة في العهد الجديد. مثلاً ورد في إنجيل متى 26:20-29 وإنجيل مرقس 14:17-25 وإنجيل لوقا 22:14-30 وإنجيل يوحنا 13:1-30 ذكر العشاء الرباني الذي اشترك فيه المسيح مع الحواريين في آخر ليلة من وجوده بالجسد في هذه الحياة الدنيا وذلك قبل يوم صلبه. ومن ذلك الوقت إلى يومنا يمارس المسيحيون الحقيقيون العشاء الرباني حسب أمره تذكاراً لصلبه. وقد ورد في إنجيل لوقا 22:30 بخصوص مائدة المسيح: «لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر». فإذا سأل سائل: لماذا يقول المسلمون إن هذه المائدة نزلت من السماء؟ قلنا: ربما توهموا أن لهذا علاقة بما ذكر في أعمال الرسل 10:9-16 وهو: «ثم في الغد فيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة فجاع كثيراً واشتهى أن يأكل. وبينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض، وكان فيها كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء. وصار إليه صوت: قم يا بطرس اذبح وكُل. فقال بطرس: كلا يا رب لأني لم آكل قط شيئاً دنساً أو نجساً. فصار إليه أيضاً صوت ثانية: ما طهَّره الله فلا تدنِّسه أنت. وكان هذا على ثلاث مرات، ثم ارتفع الإناء أيضاً إلى السماء». غير أن هذه كانت رؤيا فقط، ولا شك أن عدم فهم الكتاب المقدس حق الفهم هو منشأ حكاية المائدة في القرآن.

ونتقدم الآن إلى بعض ما ورد في القرآن عن المسيح وأمه مريم العذراء، فمن ذلك سورة المائدة 5:116 «إذ قال الله: يا عيسى ابن مريم، أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟» وورد في سورة النساء 4:171 «يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم، ولا تقولوا على الله إلا الحق. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فآمِنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلاثة. انتهوا خيراً لكم. إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد. له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً». وورد في سورة المائدة 5:73 «لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا إله واحد. وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسنَّ الذين كفروا منهم عذاب أليم».

فيتضح من هذه الآيات أن محمداً سمع (كما قال جلال الدين ويحيى) من بعض أصحاب البدع من النصارى أنه يوجد ثلاثة آلهة حسب وهمهم، هم الله سبحانه، ومريم، وعيسى. فردَّ القرآن على آراء أصحاب البدع الكفرية وكرر المرة بعد الأخرى أن الله واحد. وكل من له إلمام بالتوراة والإنجيل يعرف أن وحدانية الله هي أساس الدين المسيحي، فقد ورد في التوراة (تثنية 6:4) «اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا إله واحد» وفي إنجيل مرقس (12:29) استشهد المسيح بهذه الآية وأيَّد صحتها بغاية التأكيد. ولم يقل مسيحي حقيقي إن مريم هي إله. نعم إنه مما يحزن القلب أن عبادة مريم دخلت بعض الكنائس، ولكنها في الحقيقة عبادة أصنام تناقض وصايا الله وتعاليم التوراة والإنجيل، إلا أنها موافقة لبعض الكتب الموضوعة التي اقتبس منها محمد القصص المذكورة عن مريم العذراء. فقد ورد في سورة النساء 4:157 و158 أن اليهود قالوا «إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم.. وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً» فتعليم القرآن في هذه العبارة منافٍ على خط مستقيم لجميع كتب الأنبياء والإنجيل، ولكنه يطابق غاية المطابقة مذاهب بعض أصحاب البدع الضالين، لأن إيرينيوس (أحد علماء المسيحيين القدماء) قال إن باسليديس (أحد زعماء أصحاب البدع في الأزمنة القديمة) كان يعلّم أتباعه أن المسيح «لم يتألم، وأن شخصاً اسمه سمعان من قيروان التزم أن يحمل صليبه لأجله، وأن هذا الرجل هو الذي صُلب جهلاً وخطأً، فإن المسيح غيَّر شكل هذا الرجل ليتوهَّموا أنه هو عيسى نفسه».

فمن هنا يظهر أن محمداً اتخذ هذا المذهب عن أتباع باسليديس. ومع ذلك فكل من ينكر أن المسيح صُلب حقيقة ومات على الصليب يناقض تعاليم الأنبياء والإنجيل، لأن الأنبياء سبق أن تنبأوا أنه لا بد أن المسيح الموعود به يبذل حياته الكريمة ليكفِّر عن خطايا جميع البشر. وشهد تلاميذ المسيح أنهم شاهدوا بأعينهم مخلِّصهم مصلوباً، ولكن محمداً لم يدرِ أن إنكار باسيليديس الزائف لصلب المسيح هو بدعة مبنية على ضلالة من ضلالاته، فإنه قال إن المسيح لم يتَّخذ طبيعة بشرية حقيقية، ولكنه اتخذ شِبه جسد لا وجود له حقيقة، وإنه كان لا يمكن أن يولد أو يتألم أو يُصلب، ولكنه خدع الناس وأغراهم على التصديق بأنه تألم وصُلب. ولكن هذا المذهب الضال ينافي كل ما في الإنجيل والقرآن، فكان لابد أن ينهار بناؤه وأركانه. وإن كانت أصوله كاذبة فكيف تثبت فروعه التي هي أقل قيمة من أساسه؟ ولكن محمداً قبِل الفروع ودوَّنها في قرآنه، وصرف النظر عن الأصل والمبدأ!

وقال المسلمون إن المسيح أوصى تلاميذه أن ينتظروا مجيء نبي آخر اسمه «أحمد» وأوردوا آية من القرآن لتأييد هذا الوهم والزعم، فقد ورد في سورة الصف 61:6 «وإذ قال عيسى ابن مريم: يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم، مصدقاً لما بين يدي من التوراة، ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد». ولا شك أن هذه الآية تشير إلى ما ورد في إنجيل يوحنا 14:16 و26 و15:26 و16:7 بخصوص الفارقليط أو البارقليط وهو المعزي. لكن كل من طالع هذه الأصحاحات بتروٍ وإمعان يرى أنه لم يرد فيها ذكرٌ لنبي يأتي بعد المسيح بل بالعكس، فإن المسيح كان يتكلم عن الروح القدس، كما هو واضح من هذه الآيات. وقد تم وعد المسيح بعد صعوده بأيام قليلة. وورد في أعمال الرسل 2:1-11 نبأٌ عن تتميم هذا الوعد وحلول الروح القدس على التلاميذ. ومنشأ خطإ القرآن هو أنه لما كان العرب يجهلون معنى «فارقليط» توهَّموا أن ترجمة هذه الكلمة الحقيقي هو «أحمد». والحقيقة أن معنى الكلمة اليونانية الصحيح هو «مُعزٍّ». ولكن توجد كلمة أخرى باللغة اليونانية يجيء النطق بها إلى آذان الأجانب (مثل العرب) قريبة مما يلفظه العرب «فارقليط» ومعنى هذه الكلمة الثانية هو المشهور الذائع الصيت. فيُحتمل أن أحد العرب الذين يجهلون اليونانية سمع هاتين الكلمتين فالتبستا عليه، فتوهَّم أن معنى «فارقليط» أحمد. ويسهل وقوع العرب في مثل هذا الخطأ، لأنه إذا سمع أجنبيٌّ عربياً يتكلم عن «قلب» تعذَّر عليه التمييز بين «قلب» و«كلب». وقد يتوهم أن المقصود «كلب» فتلتبس عليه العبارة. ولا يخفى أن «ماني» المصور الشهير نبغ في بلاد الفرس، وادَّعى النبوَّة وقال إنه الفارقيلط وإن المسيح شهد له. غير أن المسيحيين رفضوا دعواه لاطلاعهم على حقيقة تعاليم الإنجيل، ولمعرفتهم أن المسيح لم يتنبأ عن نبي حقيقي يأتي بعده.

وورد في الأحاديث أنه لما ينزل المسيح من السماء يقيم في هذه الحياة الدنيا أربعين سنة ويتزوج (انظر «عرائس المجالس» (ص 554). وكل من له اطلاع على التوراة والإنجيل يعرف منشأ هذا الخطأ، فقد ورد في سفر الرؤيا 19:7 و9 «لنفرح ونتهلل ونعطه المجد، لأن عرس الحمل قد جاء، وامرأته هيأت نفسها، وأُعطيت أن تلبس بزاً نقياً بهياً لأن البز هو تبررات القديسين. وقال لي: اكتب طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الحمل». ومن المعلوم أن «الحمل» هو أحد ألقاب المسيح. وهنا ذُكر صريحاً عرسه عند رجوعه إلى الأرض. ولكن إذا سأل سائل: من هي العروس؟ وما معنى هذه الآيات؟ قلنا: إنه ورد في سفر الرؤيا 21:2 «وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيَّأة كعروس مزينة لرجلها». وأورشليم الجديدة تعني الكنيسة المسيحية المكملة المطهرة كما في أفسس 5:22-32. هي العروس التي يقترن بها المسيح، أي التي يقبلها ويضمها عند رجوعه. والمقصود بقوله «يتزوجها» الإشارة إلى المحبة الكاملة والاتحاد التام بين المخلِّص والمخلَّصين. ومن هنا نرى أن هذه القصة الواردة في الأحاديث نشأت عن عدم فهم أقوال العهد الجديد. أما قولهم إن المسيح يقيم في هذه الدنيا أربعين سنة بعد رجوعه فناشئ عن قول أعمال الرسل 1:3 ومعناها أنه أقام مع تلاميذه أربعين يوماً بعد قيامته. أما ما ورد في الأحاديث والتفاسير من أن المسيح يموت بعد رجوعه فمبنيٌّ على ما ورد في سورة آل عمران 3:54 «يا عيسى إني متوفيك». لكنا لا نجزم بأن هذا معنى الآية الحقيقي، لأن هذا التعليم يناقض نصوص الكتاب المقدس الصريحة، فقد ورد في سفر الرؤيا 1:17 و18 قول المسيح: «أنا هو الأول والآخِر، والحيُّ، وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين. آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت». غير أن أصل ما ورد في الأحاديث بخصوص هذا الأمر عبارة وردت في كتاب «نياحة أبينا القديس الشيخ يوسف النجار» (فصل 31) بخصوص النبيين أخنوخ وإيليا اللذين صعدا إلى السماء بدون أن يذوقا الموت «ينبغي لأولئك أن يأتوا إلى العالم في آخر الزمان في يوم القلق والخوف والشدة والضيق ويموتوا». وورد كذلك في كتاب قبطي عنوانه «تاريخ رقاد القديسة مريم» «أما من جهة هذين الآخَرين (أي أخنوخ وإيليا) فينبغي أن يذوقا الموت أخيراً».

وبما أن أنصار محمد وأصحابه سمعوا هذا القول من الذين اطلعوا على هذين الكتابين الساقطين، قالوا بطريق الاستنتاج إن المسيح لابد أن يذوق الموت أيضاً مثل أخنوخ وإيليا، لأنهم توهَّموا أنه صعد إلى السماء مثلهما بدون أن يذوق الموت، فلا بد أنه سيموت بعد مجيئه ثانيةً. وفسروا آية سورة آل عمران 55 حسب هذا الزعم، فقوله في سورة العنكبوت 29:57 «كل نفس ذائقة الموت» ومثلها في سورة آل عمران 3:185 هو مبني على هذا المذهب (ما عدا حادثة موت المسيح بعد رجوعه) الذي منشأه أصحاب البدع والضلالة.

أشياء شتى أخذت من كتب المسيحيين
الصفحة
  • عدد الزيارات: 18310