Skip to main content

الخطية والغفران - المصير المجهول

الصفحة 6 من 8: المصير المجهول

المصير المجهول:
بعدما استعرضنا وسائل الغفران في الإسلام وطلب محمد للتوبة والغفران. يجد الدارس أنه على الرغم من كل التسهيلات المقدمة للمسلمين لمغفرة خطاياهم مثل مضاعفة حسناتهم وغسل خطاياهم بماء الوضوء ومحوها بالحمد ووخز الشوك، فإن المسلم بما في ذلك محمد يبقى جاهلا لمصيره دون ضمان أو تأكيد كما علّم محمد وأصحابه في الحديث.
إن محمدا نفسه لم يكدْ يدري ما هو مصيره. يقول الراوي: "حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء امرأة من الأنصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم – اخبرته أنه أقسم (قسّم) المهاجرون قرعة فطار لنا (وقع من نصيبنا) عُثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوجَع (مرض) وجعه الذي توفي فيه. فلما تُوفي وغُسل وكُفن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: رحمة الله عليك يا أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك أن الله أكرمه؟" فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال عليه السلام: "أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يُفعل بي." قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا." (البخاري ج 2 ص 379، مكرر). وهناك أحاديث أخرى كثيرة في هذا الشأن. نختار منها الحديث التالي الذي يؤكد فيه محمد أنه لا يستطيع أن يضمن مصير أحد من المسلمين ولا مصيره هو إلا أن يرحمه ربه. "حدثنا قُتيبة بن سعيد، حدثنا حماد "يعني إبن زيد" عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أما من أحد يُدخله عمله الجنة. فقيل ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي برحمة." (مسلم ج 17 ص 159، مكرر، رواه البخاري أيضا).
عزيزي القارئ، نترك معك في نهاية هذا المقام بعض الأفكار للتأمل فيها. هل يرضى أحدكم أن يسافر إلى مدينة فيها كل ما لذّ وطاب وهو لا يعلم علم اليقين أن الطريق سيوصله في النهاية إلى تلك المدينة المنشودة، مع الاحتمال أنه ربما سيهلك في الطريق؟ ألا يُفضل أحدكم أن يسير في طريق واضحة المعالم ومحددة الاتجاه وبأنها مضمونة ومن المؤكد أنها ستوصله في النهاية إلى الهدف المنشود؟ ألا يُفضّل أحدكم أن يعرف مصيره الأبدي منذ بداية الطريق مع التأكيد بأن هذا الطريق سيوصله إلى السماء وليس إلى مكان آخر؟ بعد كل ما قرأنا نستنتج أخيرا وبوضوح كامل أن محمدا وربه لم يُقدما أي ضمان أو تأكيد لمن يسير في طريق الإسلام. كل ما يُقدمه الإسلام بعد الصلاة والوضوء والصوم والحج والحسنات ووخز الشوك وروث الخيل وبولها وربما بنزين السيارات هو "الله أعلم" و" لعلى وعسى". إذا لا شك أن هناك طريقا أفضل.

الخطية والغفران في المسيحية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25517