Skip to main content

صفات النبى محمد فى القرآن - الرسول أحمد

الصفحة 3 من 4: الرسول أحمد

2 – الرسول أحمد
" و اذا قال عيسى ابن مريم : يا بنى اسرائيل انى رسول الله اليكم ، مصدقا لما بين يدى من التوراة — و مبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد — فلما جاءهم بالبينات قالوا : هذا سحر مبين " ( الصف 6 ) .
نلاحظ أولا ان القرآن كله لا يذكر للمسيح نبوءة برسول يأتى من بعده . فهذا الجزء من الآية وحيد فريد فى القرآن كله . و من اسلوب القرآن التواتر فى أخباره .
ثانيا : فى حديث التقفية بالرسل بعضهم على بعض يختم دائما بالمسيح و لا يقفى عليه بأحد ، و ذلك فى المواطن الثلاثة الوحيدة :
1 ) " و لقد آتينا موسى الكتاب ، و قفينا من بعده و بالرسل ،و آتينا عيسى ابن مريم البينات و أيدناه بروح القدس : أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم ، و فريقا تقتلون " ( البقرة 87 ) . هذا كل تاريخ النبوة فى اسرائيل .

2 ) و قفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة ، و آتيناه الانجيل فى هدى و نور ، و مصدقا لما بين يديه من التوراة ، و هدى و موعظة للمتقين " ( المائدة 46 ) . ففىعلى جميع الرسل بعيسى ، و لم يقف عليه بأحد . و انجيله " هدى و موعظة للمتقين " ،و المتقون اصطلاح كتابى قرآنى للمؤمنين من الأمم كالعرب ، فهم جماعة محمد من العرب ، و الانجيل نفسه " هدى موعظة " لهم .
3 ) " و لقد أرسلنا نوحا و ابراهيم و جعلنا فى ذريتهما النبوة و الكتاب ( كتاب موسى ) فمنهم مهتد و كثير منهم فاسقون . ثم قفينا على آثارهم برسلنا . و قفينا بعيسى ابن مريم و آتيناه الانجيل " ( الحديد 26 - 27 ) . ففى تاريخ النبوة و الكتاب لا يقفى على عيسى بأحد . فهو فى عرف القرآن خاتمة النبوة و الكتاب .
و النتيجة الحاسمة لهذا الواقع القرآنى ان قوله : " و مبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " مقحم على الآية . و لو سقط لما شعر أحد بخلل فى نظم القرآن المحكم كقولنا : " و اذ قال عيسى ابن مريم : يا بنى اسرائيل انى رسول الله اليكم ، مصدقا لما بين يدى من التوراة . فلما جاءهم بالبينات قالوا : هذا سحر مبين " . يؤيد هذا التكرار فى آية ( المائدة 46 ) .
و لقد فلوا الانجيل كله فلم يعثروا على نبوءة للمسيح برسول يأتى من بعده . لكنهم وجدوا فى وعد المسيح " بالروح القدس الفارقليط " لرسله ركيزة متشابهة فتمسكوا بها و قالوا منذ سيرة ابن هشام : " صفة رسول الله صفحة من الانجيل : " من أبغضنى فقد ابغض الرب و لولا انى صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلى ما كانت لهم خطيئة . و لكن من الآن بطروا و ظنوا أنهم يعزوننى ( يقبلوننى ) و أيضا للرب . و لكن لابد من أن تتم الكلمة التى فى الناموس : انهم أبغضونى مجانا اى باطلا . فلو قد جاء المنحمنا ، هذا الذى يرسله الله اليكم من عند الرب ، روح القدس ، هذا الذى من عند الرب خرج ، فهو شهيد على و أنتم أيضا لأنكم قديما كنتم معى . فى هذا قلت لكم لكيما لا تشكوا "
و يضيف ابن هشام : " و المنحمنا بالسريانية : محمد ! و هو بالرومية البرقليطس ، صلى الله عليه و سلم " .
ان البرقليطس أو الفارقليط هو " روح القدس " ، و روح القدس فى القرآن جبريل ، و فى الانجيل شخصية الهية بسبب مصدره : " هو الذى من عند الرب خرج " فهو على كل حال
ليس بشرا مثل محمد تنطبق عليه الآية ، كما يتضح من الآيات ( يوحنا 14 : 16 – 17 ، 14 : 26 ، 15 : 26 ، 16 : 7 – 11 ، 16 : 13 – 15 )
و نسى بعضهم ان الفارقليط هو الروح القدس ، بنص الآية القاطع ، و راحوا يتحذلقون فى قراءة التعبير اليونانى قراءة محرفة لم ترد فى نسخة من النسخ ، و اختلاف القراءة لا يظهر فى النقل العربى " الفارقليط " . و هو فى الأصل " المعين " و بتحريف حرفين من الكلمة تعنى " المحمود ، المحمد ، الأحمد " . و هى قراءة لا وجود لها فى النسخ – و لكن مهما كانت القراءة ، فصفة الفارقليط تمنع منعا باتا ان نرى فيه محمدا أو أى بشر رسول لانه " روح القدس " و على الأصح : " الروح القدس " ، روح الحق الذى من الآب ينبثق " ( يوحنا 15 : 26 ) : فمصدره الهى ، لا مخلوق .
و هكذا فلا الانجيل يبشر برسول بشر يأتى بعد المسيح ، و لا القرآن نفسه ينسب لعيسى البشرى برسول يأتى من بعده ، إلا فى جزء مقحم على آية ، لا مثيل له فى متواترات القرآن .
إن هذا الجزء من الآية : " و مبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " هو أيضا دخيل على الآية و على القرآن كله . إن برهانهم لاعجاز النبوة المحمدية فى التماس البشائر لها فى الكتاب ، كما يجدونها للمسيح ، لا أساس له فى التوراة و الانجيل على الاطلاق ، مع كل الكتب و الفصول التى يكتبون . فالكتاب كله ، من التوراة الى النبيين ، الى الزبور ، الى الحكمة ، الى الانجيل لا تعرف نبيا موعودا يأتى من غير أهل الكتاب ، على الاطلاق . و القرآن نفسه فى حديث " التقفية " على الرسل يقفى على الجميع بالمسيح و لا يقفى عليه بأحد ، فهو فى نظره خاتمة النبوة و الكتاب .

خاتم النبيين
الصفحة
  • عدد الزيارات: 42871