Skip to main content

طريقة الوحي القرآني أدنى طرق الوحي - تعدّد الوسائط في الوحي القرآني

الصفحة 3 من 6: تعدّد الوسائط في الوحي القرآني

ثالثا : تعدّد الوسائط في الوحي القرآني

عقد السيوطي فصلا قيّما في "كيفية إنزاله"( الاتقان 40:1) نرى فيه تعدّد الوسائط في الوحي القرآني . لقد صرّح : "شهر رمضان الذي أُنزٍل فيه القرآن" (البقرة) ؛ وصرح أيضا : إنا أنزلناه في ليلة القدر" (سورة القدر) . فاختلفوا في كيفية انزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال :
ــــــــــــــــــــــــ
(1)

"أحدها ، وهو الأصح الأشهر : انه نزل الى السماء الدنيا ، ليلة القدر ، جملة واحدة ؛ ثم نزل بعد ذلك منجَمًا في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين ، على حسب الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة ... وعن ابن عباس قال : فُصل القرآن من الذكر ، فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا ، فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم . أسانيدها كلها صحيحة . "ونزل جبريل على محمد ص بجواب كلام العباد وأحوالهم" ... فكان المشركون اذا أحدثوا شيئا أحدث الله لهم جوابا" ... وعن ابن عباس أيضا : انه أُنزٍل في رمضان ، في ليلة القدر ، جملة واحدة ، ثم أُنزل على مواقع النجوم رٍسْلاً في الشهور والأيام (رٍسْلاً اي رفقا . وعلى مواقع النجوم اي على مثل مساقطها) .

"القول الثاني أنه نزل الى السماء الدنيا في عشرين ليلة قدر ، أو ثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين ؛ في كل ليلة ما يقدّر الله إنزاله في كل السنة ، ثم نزل بعد ذلك منجّمًا في جميع السنة ...

"القول الثالث أنه ابتُدئ انزاله في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في أوقات مختلفة من سائر الأوقات ...

وقد حكى الماوردي (قولاً رابعاً) أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة ؛ وأن الحفظة نجمته على جبريل في عشرين ليلة ؛ وأن جبريل نجمه على النبي ص في عشرين سنة ! ... (قلتُ) هذا الذي حكاه الماوردي أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك ، عن ابن عباس قال : نزل القرآن جملة واحدة من عند الله من اللوح المحفوظ الى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا . فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة . ونجّمه جبريل على النبي ص عشرين سنة" .

وهكذا ففي تنزيل القرآن ثلاثة تنزيلات على ثلاث مراحل ، الى ثلاثة مواضع : تنزيل أول جملة واحدة الى بيت العزة في السماء الدنيا ، على السفرة الكرام الكاتبين . ونزيل ثان نجم فيه السفرة القرآن في عشرين ليلة الى جبريل في مواقع النجوم . وتنزيل ثالث نجّمه فيه جبريل من مواقع النجوم على الأرض الى محمد ، في مدة عشرين سنة ونيف . وهم يرون في تعدّد الوسائط والتنزيل جملة فنجوما ، تفخيم أمر التنزيل القرآني والنبوة . وفاتهم ان تعدّد الوسائط في التنزيل بين الله والنبي ابتعاد بقدرها عن الاعجاز في التنزيل . فكلما

كان النبي في تلقي كلام الله أقرب اليه تعالى كلما زادت كرامة النبوة والتنزيل . فتعدّد الوسائط في الوحي القرآني يزيده بعدًا عن الاعجاز في التنزيل .

تعارض نزول القرآن جملة ومفرّقا
الصفحة
  • عدد الزيارات: 21637