Skip to main content

أسئلة تاريخية - لم تنزل مائدة من السما

الصفحة 9 من 11: لم تنزل مائدة من السما

41 - لم تنزل مائدة من السما

س 53: جاء في سورة المائدة 5: 112-115 "إِذْ قَالَ الحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَاِئدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ قَالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابا لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَ".

لا يقول الإنجيل إن تلاميذ المسيح طلبوا منه آية من السماء، ولا يقول إن مائدة نزلت من السماء! ولكن الذين تبعوا المسيح ليسمعوا تعاليمه في البرية مكثوا معه وقتاً طويلاً، ولم يرد المسيح أن يصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق. فأخذ خمس خبزات وسمكتين وبارك وكسر وأطعمهم جميعاً وزادت عن الآكلين اثنتا عشرة قفة.

ولعل قصة القرآن عن نزول مائدة من السماء نشأت عن عدم فهم بعض آيات الإنجيل، فوردت في متى 26: 20-29 ومرقس 14: 17-25 ولوقا 22: 14-30 ويوحنا 13: 1-30 قصة العشاء الرباني الذي رسمه المسيح تذكارا لصلبه. فورد في لوقا 22: 30 بخصوص مائدة المسيح "لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي لتدينوا أسباط إسرائيل الإثني عشر".

42 - أصحاب القرية

س 54: جاء في سورة يس 36: 13-29 "وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا المُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمُ مُرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَاأَنْزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ البَلاَغُ المُبِينُ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى المَدِيَنةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا المُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لاَ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَمَاليَ لاَ أَعْبُدُ الذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذا لفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قَالَ يَاليْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ".

قال البيضاوي: "أصحاب القرية - القرية أنطاكية - إذ جاءها المرسَلون - وهم رسل عيسى عليه السلام. إذ أرسلنا إليهم اثنين - لأنه فعل رسوله وخليفته وهما يحيى ويونس، وقيل غيرهما. فكذبوهما فعززنا بثالث - وهو شمعون. فقالوا إنا إليكم مرسَلون - وذلك أنهم كانوا عبدة أصنام. فأرسل إليهم عيسى عليه السلام اثنين. فلما قربا من المدينة رأيا حبيب النجار يرعى غنماً فسألهما فأخبراه. فقال أمعكما آية؟ فقالا: نشفي المريض ونبرئ الأكمه والأبرص. وكان له ولد مريض فمسحاه فبرأ فآمن حبيب. ففشا الخبر فشُفي على أيديهما خلق كثير. وبلغ حديثهما إلى الملك. وقال لهما: ألنا آلهة سوى آلهتنا؟ قالا: نعم. من أوجدك وآلهتك؟ قال: حتى أنظر في أمركما. فحبسهما. ثم بعث عيسى شمعون، فدخل متنكراً وعاشر أصحاب الملك، فآنس به فقال له يوماً: سمعتُ أنك حبست رجلين، فهل سمعتَ ما يقولانه؟ قال: لا. فدعاهما فقال شمعون: من أرسلكما؟ قالا: الله الذي خلق كل شيء وليس له شريك. فقال: صِفاه وأوجِزا. فقالا: يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد. قال: وما آيتكما؟ قالا: ما يتمنى الملك. فدعا بغلام مطموس العينين، فدعَوَا الله حتى انشقَّ له بصره. وأخذا بندقَتين فوضعاهما في حدقتيه فصارتا مُقلتين ينظر بهما. فقال شمعون: أرأيتَ لو سألتَ آلهتك حتى تصنع مثل هذا حتى يكون لك ولها الشرف؟ قال: ليس لي عنك سر! آلهتنالا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع. ثم قال: إن قدر إلهكما على إحياء الميت آمنّا به. فأتوا بغلام مات منذ سبعة أيام. فدعَوَا الله فقام. وقال: إني أدخلت سبعة أودية من النار. وأنا أحذركم ما أنتم فيه. فآمنوا. وقال: فتحت أبواب السماء فرأيت شاباً حسناً يشفع لهؤلاء الثلاثة. فقال شمعون: وهذان. فلما رأى شمعون أن قوله قد أثَّر فيه نصحه، فآمن في جمع. ومن لم يؤمن صاح عليهم جبريل فهلكوا".

وقال البيضاوي "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى هو حبيب النجار، وكان ينحت أصنامهم، وهو ممن آمن بمحمد وبينهما ستمائة سنة. وقيل كان في غارٍ يعبد الله فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه".

معلوم أن أنطاكية كانت تحت حكم الرومان، فكيف يقول القرآن إن لها ملكاً؟ ويقول البيضاوي إن حبيب النجار نحات الأصنام في أنطاكية آمن بمحمد. فهل من المعقول أن يؤمن برسالة جاءت بعده بستمائة سنة؟ ثم أنه ليس مِن تلاميذ مَن يُدعى شمعون أو يونس. فشمعون هو ابن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم. ويونس أو يونان هو أحد أنبياء التوراة الذي ابتلعه الحوت.

43 - هود وعاد؟

س 55: جاء في سورة هود 11: 50-59 "وَإِلَى عَادٍ (أرسلنا) أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ... وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ". وجاء في سورة الأعراف 7: 65-72 "وَإِلَى عَادٍ (أرسلنا) أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ قَالَ المَلأُ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لنَظُنُّكَ مِنَ الكَاذِبِينَ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ أَبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قَالُوا أَجِئْتَنَا لنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ المُنْتَظِرِينَ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الذِينَ كَذَّبُوا بِايَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ".

قال البيضاوي في تفسير الآيات السالفة: "هود هو ابن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. وقيل هود بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح ابن عم أخي عاد... وأهل قبيلة عاد كانوا يعبدون الأصنام فبعث الله إليهم هود فكذبوه وازدادوا عتواً، فأمسك الله المطر عنهم ثلاث سنين حتى جهدهم... وأنشأ الله تعالى سحابات ثلاثاً بيضاء وحمراء وسوداء. ثم نادى منادٍ من السماء لزعيمهم قُيَل بن عثر: يا قُيَل، اختر لنفسك ولقومك. فقال اخترت السوداء فإنها أكثرهن ماء. فخرجت على عاد من وادي المغيث فاستبشروا بها. وقالوا هذا عارض ممطرنا. فجاءتهم منها ريح عقيم فأهلكتهم. ونجا هود والمؤمنون معه. فأتوا مكة وعبدوا الله فيها حتى ماتوا".

ولا تذكر التوراة أن نبياً قام بين نوح وإبراهيم، ولا تذكر بين ذرية نوح رجلاً اسمه عاد، ولا تذكر عقاباً بانقطاع المطر ثلاث سنوات إلا في أيام النبي إيليا.

44 - قصة ذي الكِفل؟

س 56: جاء في سورة الأنبياء 21: 85 "وآتيناهم... إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ".وجاء في سورة صَ 38: 48 "وَا ذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَاليَسَعَ وَذَا الكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الأَخْيَار".

قال البيضاوي في تفسير سورة صَ: "ذو الكِفل ابن عم يسع أو بِشر بن أيوب واختُلف في نبوته ولقبه. فقيل فرّ إليه مائة نبي من بني إسرائيل من القتل فآواهم وكفلهم. وقيل كفل برجل عمل صالحاً. كان يصلي كل يوم مائة صلاة". وقال البيضاوي في تفسير الأنبياء: "ذا الكِفل يعني إلياس وقيل يوشع. وقيل زكريا سمي به لأنه كان ذا حظ من الله تعالى أو تكفل أمته".

وجاء في بعض التفاسير أن ذا الكفل نبيّ من بني إسرائيل. وحكايته أن ملكاً أوحى الله إليه أني أريد قبض روحك وأعرض ملكك على بني إسرائيل، فمن تكفل أنه يصلي الليل ولا يفتر، ويصوم النهار ولا يفطر، ويقضي بين الناس ولا يغضب، فأدفع ملكك إليه. ففعل ذلك. فقام شاب فقال: أنا أتكفل لك بهذا. فتكفل ووفى. فشكر الله له. ونبأه فسُمّي ذا الكفل.

ولا تذكر التوراة ذا الكفل، ولكنها تذكر أن الرجل الذي عال مائة من الأنبياء هو عوبديا وزير الملك أخآب، وكان يخشى الرب جداً. وخبأ هؤلاء المائة وقت أن قتلت الملكة إيزابل أنبياء الرب (1ملوك 18: 1-16).

45 - أصحاب الرَّس؟!

س 57: جاء في سورة الفرقان 25: 38 "وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً".

قال البيضاوي: "أصحاب الرَّس قوم كانوا يعبدون الأصنام فبعث الله تعالى إليهم شُعَيْباً فكذّبوه. فبينما هم حول الرَّس (وهي البئر غير المطوية) انهارت فخسف بهم وبديارهم. وقيل الرَّس قرية بجهة اليمامة كان فيها بقايا ثمود فبُعث إليهم نبي فقتلوه فهلكوا. وقيل الرس الأخدود. وقيل الرس بئر بأنطاكية قتلوا فيها حبيباً النجار. وقيل هم أصحاب حنظلة بن صفوان النبي. ابتلاهم الله تعالى بطير عظيم كان فيها من كل لون. وسمّوها عنقاء لطول عنقها. وكانت تسكن جبلهم الذي يقال له فتح أو دمخ وتنقضّ على صبيانهم فتخطفهم إذا أعوزها الصيد، ولذلك سُميت مغرياً فدعا عليها حنظلة، فأصابتها الصاعقة. ثم أنهم قتلوه فأُهلكوا. وقيل هم قوم كذّبوا نبيهم ورسّوه أي دسّوه في بئر".

ونحن نسأل: ما هذه الرَّس؟ وفي أي بلاد؟ وفي أي زمن؟ لماذا لم يوضح لنا القرآن ذلك إن كان للرس وجود؟

حتى لقمان نبي
الصفحة
  • عدد الزيارات: 31992