Skip to main content

اكتشفت أن الله ليس ميتاً - عندما تعرفت للمرة الأولى على تعليم الكتاب المقدس

الصفحة 2 من 5: عندما تعرفت للمرة الأولى على تعليم الكتاب المقدس

كنت في العاشرة من عمري عندما تعرفت للمرة الأولى على تعليم الكتاب المقدس. لقد دعتني إحدى صديقاتي إلى اجتماع في الجوار، تعقده امرأة مسيحية تعرض فيه أفلاماً تاريخية وروحية، وتفتح صفوفاً للفتيات لكي تعلمهن الخياطة. وكذلك كانت تعيرهن كتباً عن المسيح والإيمان. وفي أول مرة ذهبت إليها، شاهدت فيلماً عن حياة إبراهيم، مما سرني جداً، فواظبت على الذهاب إلى منزلها لعدة أسابيع.

واستعرت أيضاً بعض الكتب من مكتبتها. كان قسم من هذه الكتب عن حياة يسوع وحياة الأنبياء. وذات يوم، بينما كنت مستغرقة في قراءة إحدى الكتب، لا أولي وجهة سيري أي اهتمام وأنا طريقي إلى البيت، صدمتني سيارة وأبقتني منطرحة في الشارع. لكنني دهشت عندما وجدت أني لم أصب بأذى كبير.. ولم أفهم آنئذ بأن هذا الحادث ستكون له نتائج بعيدة الأثر في حياتي.

فبعض الذين شاهدوا الحادث نقلوا خبره إلى والديّ، وأخبروهما أيضاً عن الكتاب الذي كنت أقرأه. فقد رأوه ملقى بالقرب مني في الشارع. عندما عدت إلى البيت كان والدي في انتظاري يتآكل غيظاً. قال إنه لن يسمح لي بعد الآن بالذهاب إلى تلك المرأة المسيحية.

تقبّلت هذا الأمر الجديد دون تذمّر يذكر، إذ أن الوقت الذي أمضيته مع المرأة المسيحية ومع الفتيات لم يعنِ لي الكثير بأية حال. لقد تعلمت بعض الترانيم، ولكن ما إن كنت أصل إلى اسم يسوع حتى استبدله باسم محمد. كنت أعتقد أن يسوع طيب وأنه نبي، ولكن بالفعل لم يكن يعنيني بشيء. كما أن صديقاتي حذّرنني لأكون حريصة في مقاومة تأثير المرأة عليّ، وخاصة في تحاشي الترنيم ليسوع. وهكذا كنت أقصد ذلك المكان وكلي تصميم على التمسك بالإسلام وعدم تغيير ديني. ولكن بعد الحادث والتحذير الناتج عنه من والدي، لم يعد لي أي اتصال بالمسيحيين لسبع سنوات تلت.

تملكتني رغبة مجدّدة أن أعيش كمسلمة حتى بلوغي الثالثة عشرة من عمري. غير أن مأساة عظيمة وقعت حينئذٍ في حياتي. فقد أقدم والدي على قتل أمي، وسجن لمدة عام واحد، الأمر الذي سبب لي صدمة مريعة. فلم تعد لي رغبة في رؤية والدي ثانية، وأصيب عقلي بتشويش كبير من نحو طبيعة الله، إذ رحت أتساءل بعد تلك الحادثة عما إذا كان الله حقاً إلهاً محباً.

لقد سمعت من المرأة المسيحية بأن الله محبة، وقرأت ذلك أيضاً في بعض الكتب التي أعارتني إياها. لكنني لم أستطع أن أصدق أن الله كان يسمح بموت والدتي لو أنه إله محبة. وإن لم يكن الله إله محبة فلا أريده. وهكذا بدأت أتجاهل كل فكر يتعلق بالله والدين. كنت أجتاز مرحلة من الصراع الشديد، فمع أنني وجدت أنه من الصعب عليّ الإيمان بصلاح الله، لكنني لم أستطع أن أكف عن التفكير به.

بعد موت أمي بفترة قصيرة أرسلني أقربائي إلى مدرسة داخلية. وسرني أنني لن أضطر إلى السكنى مع والدي بعد خروجه من السجن. في غضون تلك السنوات، وأنا ما زلت في المدرسة الداخلية، بدأت أقرأ كتباً فلسفية، فوقعت تحت تأثير نيتشه وكامو وسارتر، أحسست أن الحياة تافهة.. ولم يكن هناك ما يحفزني على الجهاد من أجل أي هدف في الحياة.

كنت أعيش مع عمتي خلال العطل المدرسية. فقد أخبرتني يوماً بأنّ والدي تملك منه المرض جداً، ويظهر أنه أوشك على الموت. وهي أيضاً ألمّ بها المرض، فاستدعتني إلى غرفتها وأخبرتني أن الوقت قد حان بالنسبة لي لأفكر بالزواج. كان لها صديق وهو شرطي، فألحت عليّ لأتزوج به. نزلت عند إلحاحها ووافقت على الزواج به. وعلى كل حال بدا أن لا خيار لي في الأمر، إذ أقنعتني أن هذه هي الطريقة الوحيدة للاعتناء بإخوتي في حال وفاة والدي.

عندما سمع والدي بتصميمي هذا، قال إنه لا يرغب لي في الزواج قبل أن أنهي دراستي الثانوية. ومع أن خطبتي على الشرطي قد تمت، غير أني كنت أعلم أنه لا يحبني. ولم أدرِ في ذلك الحين إن كان في وسعي بالفعل أن أتمم أمر الزواج.

ازددت اقتناعاً أكثر فأكثر بوجوب عدم الاقتران بذلك الرجل
الصفحة
  • أنشأ بتاريخ .
  • عدد الزيارات: 11056