اكتشفت الخبر السار - عمد والدي إلى إعادة زوجتي لذويها
حينما تركت المنزل تحت ظل غمامة من المرارة والتهديد بالموت، عمد والدي إلى إعادة زوجتي لذويها، ولم يخبرهم قط أني أصبحت مؤمناً بالمسيح. أما من جهتي فلم أكفّ عن الصلاة لأجله ولأجل بقية أفراد العائلة. وقد صليت لأجل زوجتي التي أحبها حباً شديداً. اتصلت بذويها وأخبرتهم أني أصبحت مؤمناً مسيحياً، ولكني أريدها أن تأتي وتعيش معي. وأكدت لهم أن بإمكانها أن تبقى مسلمة، ولن أتحدث إليها عن تغيير دينها، فوافقوا وأرسلوها إليّ.
عشت وزوجتي في غرفة واحدة. كنت أقرأ في كتابي المقدس وأصلي بصورة منتظمة. وقد انتابني إحساس بوجوب إطلاعها على الخبر المدهش عن الرب يسوع من أجل مصلحتها وخلاصها الأبدي، إلا أنني علمت أيضاً بعدم استطاعتي النكث بتعهدي، زد على ذلك أنها طلبت مني ألا أكلمها البتة بهذه الأمور. وفي أحد الأيام عقدت العزم على قراءة الكتاب بصوت عال، فسمعتني وسألتني عما أقرأ، فأجبت 'المفروض عليّ ألا أخبرك'.
قالت إنها أحبت ما سمعت. فأجبتها بأني لا أستطيع أن أخبرها، ولكن في وسعها أن تقرأ الكتاب لنفسها. وبعد ذلك بوقت قصير طفقت إحدى النساء المؤمنات تزور زوجتي بانتظام، فكان للطفها مع زوجتي وابنتي الصغيرة التأثير العميق عليها، وبواسطة طرقها الحكيمة وقراءة الكتاب المقدس انقادت زوجتي لوضع ثقتها في المسيح بعد ذلك بأشهر قليلة.
أربعون سنة مرّت على ذلك، وخلال تلك السنين كلها كانت لي المعوان الكبير والمشجع في الخدمة التي ائتمنني الله عليها. كانت زوجة، ومؤمنة مسيحية أمينة ومكرّمة طوال هذه السنوات، وغالباً ما كانت تظهر في حياتها شجاعة كبيرة وحكمة.
ومباشرة بعد تصميم زوجتي على الإيمان بالمسيح ، كان شروعنا في تكريس كامل وقتنا لنشر الخبر السار عن محبة الله للناس في كافة أنحاء البلاد. لم أكن أتقاضى أجراً مقابل ذلك ولم أكن مستخدماً من قبل أي أجنبي أو مؤسسة. لقد اعتمدت على الله وحده لسد كل إعوازنا، ولمدة ثلاث وأربعين سنة لم يفشلنا. وقد أجرى الله في حياتنا أموراً كثيرة مدهشة استجابة للصلاة.
ذات مرة، ونحن في رحلة تبشيرية، كنت والعاملون معي محاطين بحوالي ستمائة شخص، وهم في ثورة غضب شديد علينا لتبشيرنا بإنجيل المسيح. أحد صانعي الأذى الرئيسيين، ابتاع منا نسخة من العهد الجديد. وحالما أخذها بين يديه شرع يمزقها إرباً إرباً ويصرخ: 'احذروا هؤلاء المسيحيين. لقد خرجوا ليضلوكم. عندنا الدين الحقيقي الأوحد وهو الإسلام'.
انبرى يحرّض الناس على أذيتنا. لكني تيقنت أن الرب معنا وسيحمينا. تملك الخوف أحد العاملين معي وهو شاب صغير فقلت له: 'اطمئن واثقاً، الرب معنا، ولا يقدر أحد أن يؤذينا'.
وراح الناس يكيلون لنا اللعنات والتهديدات، وفيما كانوا على وشك الاعتداء علينا جسدياً، حدث تجلٍّ رائع لحضور المسيح معنا. شعرت بسلام وهدوء خارقين للطبيعة قد انسكبا من لدن الله.
وخلال بضع دقائق ظهرت رجال الشرطة، وتقدم إليّ الضابط وسألني: 'ما هي جنسيتك؟ إنك تتكلم الأوردية بطلاقة'!!
أجبت: 'إني باكستاني'.
فسأل: 'ألا ترى ما يحدث هنا؟'
قلت: 'نعم. إلا أنى لست جزعاً البتة'.
وسأل: 'ما الذي جاء بك إلى هنا؟'
قلت: 'جئت بخبر سار'.
حينئذ قال بانزعاج: 'ألا تعلم ماذا يفعلون؟'
أجبت: 'نعم. إنهم يقدمون لنا ما عندهم، ونحن نقدم لهم ما عندنا، البركة والصلاة والخبر السار'.
فرد بحدة: 'ما الخبر السار؟'
قلت: 'الإنجيل'.
فسأل مستوضحاً: 'ولمن هو؟'
قلت مؤكّداً: 'إنه لك'.
تملّكته الدهشة وقال إنه أُرسل من قِبَل رئيس الشرطة ليحرر تقريراً بشغب في المدينة. وعرض علينا أن يصطحبنا في تجوالنا ويضمن سلامتنا، لأن الدستور في باكستان يجيز لنا حرية التبشير. رفضت شاكراً عرضه لمرافقتنا وحراستنا لأننا أردنا الاعتماد على محبة المسيح وليس على قوة الشرطة. ثم ابتاع هذا الضابط نسخة من الإنجيل.
ذهبت لأتكلم مع الرجل الذي هيّج الجمع وحرّض الشعب لكنه شرع بالهروب كالجبان، فانتهره الجمع وسألوا: لماذا يفرّ هارباً، ولماذا لا يقف كرجل؟ حينئذ طفقوا يقتربون منا ويطلبون نسخاً من الكتاب المقدس. وهكذا لم أرَ في حياتي عدداً من نسخ الكتاب المقدس يُباع بهذا المقدار في يوم واحد.
- أنشأ بتاريخ .
- عدد الزيارات: 11157