Skip to main content

أسماء الله الحسنى - أسماء الله في الحديث

الصفحة 3 من 6: أسماء الله في الحديث

 

أسماء الله في الحديث:ـ لم ترد عبارة ** الأسماء الحسنى ** في أحاديث نبي الإسلام نهائياً، ولكن يوجد في كتب الأحاديث المعتمدة لدى المسلمين السّنُة سبعة عشر حديثاً لنبي الإسلام يتحدث فيها عن أسماء الله. علماً بأن هذه الأحاديث ما هي في الحقيقة إلاّ حديث أو اثنين مكررة مع اختلاف الرواة. كذلك يوجد بينها حديث ورد في سنن الترمذي عن أبي هريرة يذكر فيه تسعاً وتسعين اسماً لله، ولكننا نقرأ في نهاية هذه الأسماء تعقيباً يوضّح إن هذا حديث غريب، وبأن أسماء الله وردت في حديث آخر، وأن هذا الحديث الآخر بدون إسناد صحيح. وفي سنن ابن ماجه نقرأ حديثاً مسنداً إلى أبي هريرة يذكر فيه مائة من أسماء الله ، وعلى الأغلب فأن هذا هو الحديث الذي قيل أنه لا يوجد إسناد صحيح له.

عند دراسة أحاديث نبي الإسلام عن أسماء الله، نجد أن جميع هذه الأحاديث، وبدون استثناء، تؤكد على أن عدد هذه الأسماء هو ** تسعة وتسعين اسماً ** أي ** مائةً إلا واحد ** . ومن جملة هذه الأحاديث نقرأ:ـ

** َحدّثنا أبو التيمان أخبرنا شُعيبٌ حَدَّثنا أبو الزِّنادِ عن الأعرج عن أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أن رسولَ الِله صلى الله عليه وسلم قال إنَّ لِلهِ تِسعةًً وتسعين اسماً مائةً إلاّ واحداً مَن أحصاها دَ خَلَ الجنَّةَ ** .

** حَدَّثا يزيدُ أخبرنا محمّدٌ عن أبي الزّنادِ عن الأعرج عن أبي هريرةَ قالَ، قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ للهِ تسعةًً وتسعين اسماً مائةً غير واحدٍ من أحصاها دخل الجنَّةََ إنَّهُ وترٌ يحبُ الوِترَ ** .

3. ** حَدَّثنا عَمْرو النّاقِدُ وزهيرُ بنُ حربٍ وابن أبي عُمَرَ جميعاً عن سفيانَ واللَّفظُ لِعَمْرو وحَدَثنا سفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ عن أبي الزنّادِ عن الأعرج عن أبي هريرةَ عن النبّيِّ صلى الله عليه وسلم قال لله تسعةٌ وتسعون اسماً من حَفِظَها دخل الجنَّةَ وإنَّ اللهَ وترٌ يحبُّ الوترَ وفي روايَة ابنِ أبي عُمَر من أحصاها **

إذا سَلَّمنا أن هذه الأحاديث المنسوبة إلى نبي الإسلام صحيحة، فإننا يجب أن نلاحظ مدى تشديد النبي على حفظِ أو إحصاء أسماء الله التسعة والتسعين. ولكن الأمر الغريب، بل والعجيب أيضاً، أنه لا يوجد لدينا حتى ولو قائمة واحدة صحيحة ومعتمدة لدى جميع المسلمين بهذه الأسماء، وهذا يعني أن عملية جمع وإحصاء أسماء الله في الإسلام هي مسألة اجتهاديّة يختلف فيها المفسرون وعلماء الإسلام. ولكن إن كان لله تسعة وتسعون اسماً حسناً بالضبط، كما يؤكد نبي الإسلام، فإن على الإنسان المسلم أن يحفظ أو يحصي هذه الأسماء بالضبَّط، بدون زيادة أو نقصان أو تبديل أو تغيير، وهذا يعني أيضاً أن يحفظ جميع المسلمين أسماء الله الحسنى هذه، على أن توجد قائمة واحدة معتمدة ومشتركة لدى جميع المسلمين، أي أن ما يحفظه أي مسلم، يجب أن يكون بالضبط مثل ما يحفظه أخوه المسلم. ولذلك يبقى لدينا سؤالٌ مُلحُ : أين هي قائمة أسماء الله الحسنى المتَّفَق عليها بين المسلمين ؟

من خلال دراستي للعديد من كتب الأحاديث والتفّاسير والمراجع الإسلامية، حصلت حتى اليوم على ستة قوائم لأسماء الله الحُسنى في الإسلام، ولاحظت عدم انطباق أية قائمة مع غيرها من القوائم، علماً بأنها جميعاً تشترك بعددٍ كبير من الأسماء فيما بينها، وخصوصاً أول عشرين اسماً من كل قائمة، بعد ذلك تبدأ الاختلافات في الظهور، لدرجة أن إحدى هذه القوائم تحتوي على عشرين اسماً من أسماء الله الحسنى لم يرد لها ذكرٌ في أية قائمة أُخرى.

ويعترف الشيخ محمود جوده في كتابه ** هذه عقيدتنا ** بمشكلة تحديد وإحصاء أسماء الله الحسنى في الإسلام، حيث كتب قائلاً: ** وأما عن تعيين هذه الأسماء فلم يصح حديث في تعيين الأسماء الحسنى كلها، وأن الأحاديث التي أوردت التعيَّين لا تخلو من كلامٍ يقدح في صحتها، وأن التعيين الوارد فيها لم يُجْزم برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أراد معرفة ذلك تفصيلاً فعليه الاطلاع على فتح الباري شرح صحيح البخاري ومجموع الفتاوى للأمام ابن تيميه ** . وأضاف قائلاً: ** إن مسألة إحصائها مسألة اجتهادية تركها الله لعباده

ولكن إن كانت عملية حفظ وإحصاء أسماء الله الحسنى هي من العمليات الأساسية والرئيسية من أجل دخول الجنة، كما يؤكد نبي الإسلام محمد، فكيف ترك الله في القرآن، وكذلك كيف ترك النبي محمد، مسألة إحصاء الأسماء اجتهاداً للعباد ؟ فالعباد قاصرين وخطاءون ومن الصعب أن يتَّفقوا فيما بينهم، كما يتضح ذلك من تعدد القوائم التي تحتوي على أسماء الله الحسنى، وإذا كان من الصعب على العلماء والباحثين الاتفاق فيما بينهم على عدد الأسماء الموجودة في القرآن والأسماء الموجودة في أحاديث نبي الإسلام، فكيف ستكون حالة عامة المسلمين ؟ كذلك يحق لنا طرح الأسئلة التالية حول أسماء الله في الإسلام :ـ

هل سيدخل الجنة كل من يحفظ أو يحصي أسماء الله الحُسنى ؟ وما هو جزاء الشخص الذي يخطأ في عملية الحفظ أو الإحصاء ؟ خصوصاً إن كان خَطَأَهُ في عدد قليل من الأسماء أو حتى في اسم واحد ؟

إذا حفظ شخص مسلم تسعة وتسعين اسماً لله، وحفظ مسلم آخر تسعة وتسعين اسماً، ولكنها لا تنطبق مع الأسماء التي حفظها المسلم الأول، فهل سيدخل الاثنان الجنة ؟

وهل سيدخل الجنة الذي يحفظ بالضبط 99 اسماً حسناً لله ؟ وماذا سيحصل مع الذي يحفظ قائمة الأسماء التي وردت في سنن الترمذي حيث يوجد مائة اسم حسن لله ؟ وكذلك الذي يحفظ قائمة الأسماء التي وردت في موسوعة صخر للقرآن حيث ورد لله ست وثمانين اسماً فقط ؟ .

مشكلة تعيين أسماء الله الحسنى
الصفحة
  • عدد الزيارات: 35448