Skip to main content

أسماء الله الحسنى - ملاحظات

الصفحة 6 من 6: ملاحظات

نلاحظ أنّ الاسم الأكثر تكراراً في القرآن هو ** الرّحمان ** فالله هو الرحمان الرحيم . وتبدأ كل سورة في القرآن بالبسملة، حيث يقرأ المسلم وبكل خشوع هذه الآية التي تملأ كيانه بالإحساس بالرهبة والإيمان : ** باسم الله الرحمن الرحيم ** . ونجد أن اسم الرحمان موجود في المجموعة الحادية عشرة التي تحتوي على ثمانية أسماء مكررة أربعمائة وثلاثين مرة وبنسبة 26،34% من مجمل أسماء الله الحسنى. وهكذا فإن أجمل وارق صوره في ذهن المسلم عن الله هي أن الله رحيم غفور. ولذلك يطمع المسلم في رحمة الله، بل يعمل جاهداً لينال هذه الرحمة من الله، ومع أن الله رحيم، إلا أن رحمته ليست عطية مجانية، بل هي ثمرة لجهاد الإنسان المسلم في العبادات والأعمال الصالحة وتطبيق شريعة الله في حياته. أي أن الله يرحم من يصلي ويصوم ويحج إلى مكة ويزكي عن أمواله ويجاهد في سبيل الله، وغير ذلك من الأعمال الحسنه. وهكذا فإن رحمة الله مشروطة بطاعة الإنسان المسلم لِرَبِّه. كذلك فإن رحمة الله ليست أكيدة، فالمسلم يجتهد في الحصول على رحمة الله ولكنه لا يتيقّنُ أبداً من حصوله عليها .

يأتي اسم ** العليم ** بعد اسم ** الرحمان ** مباشرةً في عدد مرات ذكره في القرآن. وهذا الاسم يدل على معرفة الله الواسعة والشاملة لكل صغيرةٍ وكبيرةٍ في هذا الكون الشاسع. ولكن الأهم من هذا بالنسبة للإنسان المسلم هو أن الله العليم يراقب حركات ونبضات الإنسان في دخوله وخروجه وكل أعماله. فعينُ الله المُراقِبة تلاحق الإنسان أينما كان. فالله ** العليم ** هو في نفس الوقت ** الرقيب ** الذي يعرف سلوك الإنسان، وهو ** المحصي ** لحركاته ** والسميع ** لأقواله وصلواته، ** والبصير ** بأعماله ** والخبير ** حتى في ما يفكر فيه، لأن الله هو ** الشهيد ** أي الخبير بأحوال خلقه. وهكذا فإن المجموعة الخامسة من أسماء الله الحسنى في الإسلام تُذكِّر الإنسان المسلم دوماً بأنه غير مستقل عن الله، بل أن العين مفتوحة عليه،

وبأنّه مراقب نهاراً وليلاً، فلذلك فهو يخاف من العين، ويخاف من الله، وهذا الخوف يرافقه كلّ أيام حياته. ونلاحظ أنّ عدد تكرارات أسماء الله الدّالة على علمه ومعرفته هو ثلاثمائة واثنان وعشرون اسماً، أي بنسبة 66،25% من مجمل أسماء الله، وهذا يعني أن ربع أسماء الله الحسنى تتعلق بعلم الله الشامل بأحوال خليقته، وخصوصاً أحوال الإنسان .

بعد رحمة الله وعلمه، نلاحظ أن اسم ** الحكيم ** هو من الأسماء الكثيرة التكرار في القرآن. ومع أن المعنى الذي يتبادر مباشرة إلى ذهن الإنسان بالنسبة لهذا الاسم هو أنّ الله كلي الحكمة، أي لديه المقدرة على فهم الأشياء وتقديرها، وعلى كيفية تدبيرها وإدارتها بعلمه الفائق، إلا أننا عندما نأتي إلى التفسير الإسلامي لكلمة الحكيم ، فإننا نحتار أين نضعها في مجموعات أسماء الله، وسبب ذلك هو اختلاف مفسري القرآن في تحديد معناها، ومما قالوه:-

هو الذي يحكم بالحق في الدنيا والآخرة.

الحكيم أي ذو الحكمة، أي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم .

الحكيم هو الحاكم، كما أن العليم هو العالم .

الحكيم أي أن الله حكم بجعل آدم خليفة الأرض .

الحكيم أي الذي كمل في حكمه .

الحكيم أي الذي يحكم الأشياء ويتقنها .

الحكيم أي العليم أو العالم الذي لا يجهل .

نلاحظ هنا أن أربعة من معاني كلمة الحكيم التي وردت في كتب تفسير القرآن تتعلق بحكم الله على العالم، فالله هو الحاكم الذي يدير ويسيطر على شئون العالم، وله الكلمة النهائية في الحكم عليه، وهذا يعني أن الله يجب أن يكون قوياً ومتيناً وقديراً حتى يكون الولي الذي له ولاية شئون العالم، وهذا يضع كلمة الحكيم في المجموعة الثالثة، وبذلك يصبح عدد مرات تكرار أسماء هذه المجموعة يعادل مائتان وأربعة وسبعون مَرةً، أي بنسبة 83، 21% من جملة أسماء الله .

وهكذا نجد أن ثلاثة مجموعات أساسية من أسماء الله الحسنى تعادل في عدد مرات تكرارها في القرآن نسبة 75،81% من مجمل أسماء الله، وبذلك فإن المجموعات العشرة الباقية تعادل فقط 25، 18% من أسماء الله، وهذا يعني أن قيمة وتأثير هذه الأسماء ثانوي جداً بالمقارنة مع الأسماء الموجودة في المجموعات الثالثة والخامسة والحادية عشرة.

تتحدث المجموعة الأولى من الأسماء الحسنى عن وجود الله، ونلاحظ أن نسبة تكرارها هي فقط 75،1%، وهي نسبة قليلة بالنسبة لبقية الأسماء، وهذا يفسر لنا سبب عدم وجود فلسفة إسلامية ناضجة تعالج قضايا فكرية وتجريدية ووجودية. فالفكر الإسلامي ينصب في قضايا التشريع وتطبيقاته، مع العمل على إيجاد فتاوى وإجابات لقضايا الحياة باستخدام القرآن والسنة النبوية. وفي الكتابات النادرة التي تبحث قضايا لاهوتية وفلسفية، فإننا نلاحظ تأثير الفكر المسيحي بشكل كبير.

تتناول المجموعة الثانية في الأسماء الحسنى موضوع وحدانية الله، ونسبة تكرار هذه الأسماء قليلة وتعادل 75،1%من مجمل أسماء الله، في حين يتوقع الدّارس أن تكون نسبة هذه الأسماء مرتفعة جداً بسبب كثرة تشديد المسلمين، خاصة في أيامنا، على موضوع وحدانية الله. ولكن عند البحث الدقيق على سبب تشديد المسلمين على وحدانية الله، فإننا نجد أنها عملية رد فعل على مفهوم الوحدانية المسيحية.نجد في المسيحية فكر لاهوتي ناضج وعميق حول عقيدة وحدانية الله في الثالوث القدوس، ويرفض المسلمون عقيدة الثالوث بعصبية واضحة، لذلك نجد الكُتاب المسلمين يشددون على وحدانية الله بتكرار المقطع الأول من الشهادة الإسلامية: ** أشهد أن لا إله إلا الله ** ، وكذلك باقتباس ما جاء في سورة الإخلاص 1:112-4 ** قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد ** . وفي هذه السورة نجد كلمة ** أحد ** ، ولا نجد لهذه الكلمة أي وجود في أي مكان آخر في القرآن، ومع أن صيغة هذه الكلمة هي نكره، إلا أن كثرة التشديد على أحادية أو وحدانية الله، أعطى لهذا الاسم في الإسلام مكانة كبيرة بين أسماء الله الحسنى.

ولكن السؤال الذي نجد له جواباً في جميع الكتابات الإسلامية هو تحديد مفهوم الوحدانية في الإسلام، أي ماذا يقصد المسلمون والقرآن في القول بأن الله واحد؟

يوجد اثنا عشر اسماً في القرآن تتحدث عن مجد الله وكماله، ويتوقع الإنسان أن تكون هذه المجموعة من أسماء الله الحسنى من المجموعات البارزة في القرآن، ولكننا نصاب بخيبة أمل عندما نكتشف أن نسبة تكرارها هي فقط 9،3%، ونفهم السرِّ من وراء ذلك عندما نعرف أن الإنسان المسلم المتدين يعمل جاهداً على طاعة الله في عمل المعروف والنهي عن المنكر من اجل الحصول على رحمة الله ونوال غفرانه، وليس من أجل تمجيد اسم الله. إن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية عن نار جهنم تملأ قلب المسلم بالخوف والرعب، لذلك فهو يخاف من الله ويعمل جاهداً لمرضاته ونيل الغفران، والحق يقال أننا لا نقرأ ولا نسمع أبداً أن مسلماً أتى بعملٍ صالح من أجل مجد الله.

لا يوجد في القرآن اسم لله يدل مباشرة على إرادة الله، فليس لدينا اسم المريد أو المُشيء ولكن لدينا مجموعة من الأسماء التي تتحدث عن أعمالٍ لله يعملها بحسب إرادته وكيفما يشاء، ففي الفكر القرآني نجد أن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء، وينفع ويقدم ويرفع من يشاء، ويضر ويؤخر من يشاء، لذلك أفردنا لهذه المجموعة من الأسماء قائمة خاصة بها، مع ملاحظة أن نسبة تكرار هذه الأسماء هي قليلة وتعادل 04،1% فقط من أسماء الله. ومما يلفت النظر وبشكل واضح في أسماء الإرادة هذه هو افتقارنا إلى اسم إرادة يتعلق بخير البشرية جمعاء، أي أننا لا نجد اسماً يقول بأن الله يريد الخير للجميع أو يريد هداية الجميع.

لا يوجد في قرآن المسلمين رواية واحدة متكاملة ومنسجمة تماماً عن كيفية الخلق أو عدد أيام الخلق، ولكن هذا لا ينفي حقيقة إيمان المسلمين بأن الله هو الخالق الذي أوجد الكون من العدم بكلمة الأمر ** كن ** ، وفي المجموعة السابعة لدينا سبعة أسماء حسنى لله تعلن هذه العقيدة، بالرغم من أن نسبة تكرارها هي 12،1%، أي أن اسم الخالق ثانوياً إذا ما قورن مع اسم الرحمان أو العليم.

أورد ابن كثير في كتابه الشهير ** تفسير القرآن العظيم ** معانٍ كثيرة جداً لكلمة الصمد ، ومن جملة هذه المعاني نذكر:-

الذي يَصمُدُ إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم

هو السيد الذي قد كمل في سؤدده، والعليم والشريف والعظيم والحليم والحكيم،

وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد.

السيد

هو الباقي بعد خلقه

الحي القيوم الذي لا زوال له

الذي لم يخرج منه شيء ولا يطعم

هو الذي لم يلد ولم يولد كأنه جعل ما بعده تفسيراً له

هو الذي لا جوف له

هو الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب

نور يتلألأ

وفي الرجوع إلى أمهات كتب التفسير الأخرى للقرآن، نجد أن أكثر المفسرين يشددون على المعنى الأول للصمدية، أي أن الله هو ** الذي يَصْمُدُ إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم ** لذلك وضعنا اسم ** الصمد ** في مجموعة الأسماء التي تدل على أن الله هو مالك كل شيء، ولذلك يلجأ إليه الخلق في احتياجاتهم، ونسبة تكرار هذه المجموعة قليل وهو 15،2% على الرغم من اعتراف المسلمون بعجزهم وحاجتهم الدائمة إلى الله الغني ومالك الملك.

توحي كلمة ** الباطن ** بأن الشخص أو الشيء ** الباطن ** هو المستور أو المخفي أو غير المرئي، ولكن لا يرد هذا المعنى في كتب التفسير الإسلامية، ويقول ابن كثير في تفسيره لما ورد في سورة الحديد 3:57 ** هو الأول والآخرُ والظّاهرُ والباطن وهو بكل شيءٍ عليم ** أنه قد اختلفت عبارات المفَسّرين في هذه الآية وأقوالهم على نحوٍ من بضعةِ عشر قولاً. ثم يستشهد بحديث للنبي محمد يبين فيه أن معنى الباطن هو الذي ليس دونه شيء، أي هو قريب إلى كل شيء من الشيء ذاته. فإذا أخذنا معنى اسم الله ** الباطن ** أنه القريب، فإن ذلك يعني أنه يهتم بخلقِهِ، وبالتالي يمكن وضع هذا الاسم ضمن مجموعة أسماء الله الحسنى الدالة علي عناية الله واهتمامه بخلقه. ويتوقع دارس أسماء الله في الإسلام أن تكون نسبة تكرار هذا الاسم كبيرة، ولكنه يكتشف أنها تعادل فقط 9،1%، وكأن الله لا يعتني كثيراً بخليقته ولا يهُّمهُ أمرها كثيراً.

وردي كلمة ** الودود ** مرتين في القرآن، في سورة هود 90:11 وفي سورة البروج 14:85، وهذا الاسم الجميل لله بين جملة أسماء الله الحسنى له رونق خاص، لذلك يتوقع دارس القرآن وتفاسيره أن يجد إطناباً وتوسعاً في شرح معاني هذا الاسم، ولكن الواقع يختلف تماماً، فمثلاً نجد أن ابن كثير لا يذكر تفسيراً لكلمة ** ودود ** في الآية الواردة في سورة هود 90:11، ولكنه يفسرها في سورة البروج 14:85 حيث كتب يقول: ** والودود قال ابن عباس وغيره : هو الحبيب ** . أما الإمام الأشعري فخر الدين الرّازي فيقول أن ** الودود في أسماء الله تعالى المحب لعباده ** ويضيف قائلاً : ** قال الأزهري في كتاب شرح أسماء الله تعالى ويجوز أن يكون ودود فعولاً بمعنى مفعول كركوب وحلوب، ومعناه أن عباده الصالحين يودونه ويحبونه لكثرة إفضاله وإحسانه على الخلق ** . وكتب المفكر سيد قطب أن الوُدَّ هو ** الإيناس اللطيف الحلو الكريم ** ويفسر الشيخ محمود جوده اسم الودود بقوله: ** الودود من الود وهوالحُب. يقال وددت الرجل أوده وداً إذا أحببته، وبذلك نقول بأن الودود والله أعلم بمراده هو المحب لأوليائه وأحبابه عباده الصالحين ** .

نستنتج من جملة ما قاله هؤلاء المفسرون، أن كلمة الود تعني الحُب، ولكنه حُب الله للمؤمنين، أو حب المؤمنين لله، وبهذا فإن الله ** الودود ** في الإسلام لا يحب العالم أجمع، بل أن حبه، أو إيناسه اللطيف، على حد تعبير سيد قطب، محصور في عباده الصالحين. كذلك لا نجد في القرآن كيف أعلن الله هذا الود لعباده، ولا يوجد أي تفسير لهذا الود، وبذلك لا يعرف المسلمون صفات هذا الود من حيث عمقه أو شموليته أو مطالبه.

إن اسم الله ** الودود ** هو من جملة أسمائه الدالة على لطفه وحلمه، لذلك جاء معه أسماءٌ مثل اللطيف والحليم والرؤوف. كذلك جاء في هذه القائمة اسم ** المؤمن ** لأن تفسير هذا السم في الفكر الإسلامي هو الذي ** أمن خلقه من أن يظلمهم ** أو ** صدق عباده المؤمنين في إيمانهم ** ، وهذا من لطف الله على عباده. كذلك جاء اسم الله ** الصبور ** ضمن هذه القائمة لأن هذا الاسم يعني أن الله يصبر على عباده المؤمنين.

يمكننا القول أن هذه المجموعة من أسماء الله الحسنى هي أكثر المجموعات التي تحمل المعاني الرقيقة في علاقة الله مع عباده المؤمنين في الإسلام، ومع ذلك فإننا نجد أن نسبة تكرار هذه الأسماء هي فقط 71،2% وهي نسبة قليلة، وبالتالي فهي تمثل مكانة ثانوية في فكر الإنسان المسلم عن الله.

يمتلأ قرآن المسلمين وسنة نبي الإسلام بالحديث عن عذاب النار في جهنم، ويخاف المسلمون من نار الجحيم، وكثيرون منهم يُصَلّون إلى الله كل يوم حتّى ينجيّهم من النّار، بل أننا نجد أن الخوف من العذاب هو السبب في تديُّن غالبية المسلمين، فالمسلم يصلي ويصوم ويحج طمعاً في النجاة من النار. كذلك فإن المرأة المسلمة تقبل بدورها الثانوي جداً في المجتمع الإسلامي وتلبس الحجاب حتى لا تعلَّقُ من شعرها في جهنم، وما أكثر الخطب ** النارية ** لشيوخ المسلمين اليوم الذين يخاطبون المرأة بلغة الوعيد: ** الحجاب أو النار ** . وهكذا نجد أن فكرة العذاب والدينونة تحتل حَيِّزاً كبيراً في إيمان المسلم الذي يقرأ بخوفٍ ما جاء في سورة مريم 71:19-72 ** وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيّاً. ثم نُنَجيّ الذّينَ اتُّقوا ونذُرُ الظّالمين فيها جثيّا ** . وقد ورد في قائمة أسماء الله الحسنى ثلاثة عشر اسماً تبين أن الله هو الجبار والقهار والحكم والمنتقم الذي يدين الناس ويعاقب الكافرين، ومع أن نسبة تكرار هذه الأسماء في القرآن هي قليلة جداً وتعادل 2،1% فقط من أسماء الله، فإنَّ هذه النسبة لا تمثل نهائياً ما جاء في القرآن من آيات كثيرة جداً عن العقاب بنار جهنم.

تحتوي المجموعة الأخيرة من أسماء الله الحسنى على ثلاثة أسماء فريدة جداً لله في العقيدة الإسلامية، وهي أسماء السلام والقدوس والنور، وهذه الأسماء في ظاهرها تماثل أسماء وصفات الله الواردة في الكتاب المقدس، ولكن عندما نرجع إلى الكتب الإسلامية لمعرفة التفسير الإسلامي لهذه الكلمات، فإننا نجد فروقاً شاسعة جداً بين الفهم المسيحي والإسلامي لها.

السلام: فسر علماء التفسير المسلمين هذه الكلمة كما يلي

الطبري: ** السلام الذي يسلم خلقه من ظلمه **

الرازي: ** وقوله ** السلام ** فيه وجهان: الأول: أنَّهُ بمعنى السَّلامة ومنه دار السَّلام... والثاني: أَنَّهُ سلام بمعنى كونه موجباً للسّلامة **

ابن كثير: ** السلام أي من جميع العيوب والنّقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله **

سيد قطب: ** وهو اسم كذلك يشيع السلام والأمن والطمأنينة في جنبات الوجود، وفي قلب المؤمن تجاه ربِّهِ ** .

محمود جوده: طاهر نقي سالم من العيوب أو صفات النقص لا يفنى ولا يبيد ** .

القدوس: قال علماء تفسير القرآن هذه المعاني لاسم الله القدوس

الطبري: ** القدوس هو المبارك ** .

الرازي: ** البالغ في النزاهة في الذات والصفات والأفعال والأحكام والأسماء … وأضاف قائلاً: ** إشارة إلى براءته من جميع العيوب في الماضي والحاضر ** .

ابن كثير: ** القدوس أي الطاهر ** .

سيد قطب: ** هو اسم يشع القداسة المطلقة والطهارة المطلقة ** . ولم يفسر سيد قطب هذه الكلمة بشكل مباشر، ويفهم من كلامه أن القدوس هو الطاهر.

محمود جوده: ** القدوس الطاهر ** .

النور : نقرأ المعاني التالية لاسم النور:-

الطبري: ** هادي، أي هادي أهل السماوات والأرض ** ، وقال أيضاً مدبِّر السماوات والأرض ** ، وكذلك ** ضياء السماوات والأرض **

الرازي: ذكر الرازي أربعة تفاسير لكلمة نور التي جاءت في سورة النور 35:24

النور هو الهداية ولا تحصل إلا لأهل السماوات. والحاصل أن المراد الله هادي أهل السماوات والأرض وهو قول ابن عباس والأكثرين.

المراد أنه مدبر السماوات والأرض بحكمة بالغة وحجة نيّرة.

المراد ناظم السماوات والأرض على الترتيب الأحسن فإنه قد يعبر بالنور على النظام.

منوّر السماوات والأرض. منور السماء بالملائكة والشمس والقمر والكواكب والأرض بالأنبياء والعلماء **

ابن كثير: ** هادي أهل السماوات والأرض ** وأيضاً ** يدبر الأمر فيهما ** ، أي في السماوات والأرض .

سيد قطب: قدم تأملات وعظة دون أن يفسر كلمة النور .

من جملة هذه التفاسير لأسماء السلام والقدوس والنور، نجد أن المعنى الغالب لأسم ** السلام ** في الفكر الإسلامي يتعلق بذات الله وخلوه من العيوب والنواقص، ومع أن سيد قطب حاول إعطاء معاني وجودية لهذا الاسم، إلا أنه في كتابه ** معالم في الطريق ** يشدد على دعوة القتال والجهاد ورفض السلام لغير المسلمين.

أما ** القدوس ** فإن المعنى الإسلامي لهذا الاسم كما رأينا هو ** الطاهر ** ولم يقم أي مفسرٍ للقرآن بربط قداسة الله مع عدالته أو مع انفصاله عن الخطية ودينونته لها. كذلك اسم ** النور ** أعطاهُ معظم المفسرين معنى الهادي، ومع جمال هذا المعنى إلا إنه لا يفي الكلمة حقها. أخيراً لا بد من الإشارة إلى أنه بالرغم من جمال هذه الأسماء التي يتميز بها الله عن سواه، إلا أنها لا تذكر في القرآن إلا ثمانية مرات أي بنسبة هامشية جداً تبلغ 64،0%، أي أقل من 1% من أسماء الله الحسنى في الإسلام.

خلاصة: تحتل ثلاثة أسماء لله عند المسلمين نسبة 75،81% من أسماء الله الحسنى، وهي أسماء الرحمان والعليم والحكيم، وبذلك تشكل هذه الأسماء خلاصة العقيدة الإسلامية حول شخص الله . والرحمة هي إحسان أو شفقة قد ينعم بها الله على المسلمين. والعلم يذكر المسلم بأن الله يعرف كل شيء عنه، وبالتالي فهو مراقب ولا مجال له من الهروب أو التملص من شريعة الله، والحكيم يبين سلطة الله على الكون وعلى حياة المسلم بالتحديد، وهكذا يعيش المسلم ضمن هذا المثلث الإلهي أملا في رحمة الله الذي يعلم حتى ما يفكر به هذا المسلم، ومدركاً أن الله الحكيم هو سيد ورب ومدير شئون حياته، وهكذا فلا رجاء له إلا بالتسليم لهذا الإله الكلي العلم والحكمة، والذي منه يرجو الرحمة والنجاة.

أحد خدام الرب

الصفحة
  • عدد الزيارات: 35429