هل إنباء المستقبل فى القرآن نبوءة من علم الغيب؟
هل إنباء المستقبل فى القرآن نبوءة من علم الغيب ؟
لقد جمع أهل ( اعجلز القرآن ) على أن الإخبار بالغيوب – و هو ما يسمى النبوءات حصرا – هو أحد وجوه الاعجاز الثلاثة فى القرآن ، كما قال الباقلانى : " أحدها يتضمن الاخبار عن الغيوب ، و ذلك مما لا يقدر عليه البشر و لا سبيل لهم إليه . فمن ذلك : 1 ) ما وعد الله تعالى نبيه عليه السلام أنه سيظهر دينه على الأديان ، بقوله عز و جل : ( هو الذى أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون ) ، ففعل ذلك ...
2 ) و قال اله عز و جل : ( قل للذين كفروا : ستغلبون و تحشرون الى جهنم و بئس المهاد ) فصدق فيه . 3 ) و قال فى أهل بدر : ( و اذ يعدكم الله إحدى الطائفتين انها لكم ) ووفى لهم بما وعد " .
و أضاف الباقلانى فصلا آخر " فى شرح ما بينا من وجوه الاعجاز " . فأما الفصل الذى بدأنا به من الاخبار عن الغيوب و الصدق و الإصابة فى ذلك كله ، فهو كقوله : 1 ) " قل للمخلفين من الأعراب : ستدعون الى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون " فأغزاهم أبو بكر و عمر رضى الله عنهما الى قتال العرب و الفرس و الروم . 2 ) و كقوله : " آلم . غلبت الروم فى أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين " و راهن أبو بكر الصديق رضى الله عنه فى ذلك . و صدق الله وعده . 3 ) و كقوله فى قصة أهل بدر : " سيهزم الجمع و يولون الدبر " . 4 ) و كقوله : " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق : لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم و مقصرين لا تخافون " . 5 ) و كقوله : " و اذ يعدكم الله احدى الطائفتين أنها لكم " . 6 ) و كقوله : " وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض ، كما استخلف الذين من قبلهم ، و ليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم ، و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا " و صدق الله تعالى وعده فى ذلك . 7 ) و قال فى قصة المتخلفين عنه فى غزوته : " لن تخرجوا معى أبدا ، و لن تقاتلوا معى عدوا " فحق ذلك كله و صدق و لم يخرج من المخالفين الذين خوطبوا بذلك معه أحد . 8 ) و كقوله : " قل : تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم ، و أنفسنا و أنفسكم ، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ، فامتنعوا عن المباهلة ، و لو أجابوا إليها اضطرمت عليهم الأودية نارا ، على ما ذكر فى الخبر . 9 ) و كقوله : " قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ، إن كنتم صادقين . و لن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم " . و لو تمنوه لوقع بهم . فهذا و ما أشبه " .
نستغرب ان يجعل الباقلانى و أمثاله تحدى نصارى نجران بالمباهلة ، من أنباء الغيب ، و تحدى يهود المدينة بتمنى الموت ، من النبوءة الغيبية . انهما عمل ظاهر حاضر .
فهناك ، على زعم الباقلانى ثمانى نبوءات غيبية فى القرآن .
- عدد الزيارات: 19104