هل إنباء المستقبل فى القرآن نبوءة من علم الغيب؟ - الوعيد بهلاك كفار مكة
خامسا : الوعيد بهلاك كفار مكة
هذا نصه : " قل للذين كفروا : ستغلبون و تحشرون الى جهنم ، و بئس المهاد ! قد كان لكم آية فى فئتين التقتا ، فئة تقاتل فى سبيل الله ، و أخرى كافرة ، يرونهم مثليهم رأى العين . و الله يؤيد بنصره من يشاء . إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار " ( آل عمران 12 – 13 ) .
هذا وعيد بهلاك كفار مكة ، فهل فى ظروف الحال ، أم فى تحقيقه ، ما يجعله نبوءة غيبية ؟
الوعيد من بعد نصر بدر الذى تذكره سورة ( الأنفال ) . و القرآن يعطى على صحة الوعيد برهانا " العبرة " بنصر بدر . فليس الهلاك المذكور هو موقعة بدر ، انما هو بنصه القاطع حشر كفار مكة فى جهنم . و هذا لا يقدر أن يتحققه المسلمون على الأرض ، فليس فيه معنى التحدى بالاعجاز ، ليكون نبوءة غيبية . و العبرة بنصر بدر أسقطتها هزيمة أحد من بعدها .
ووعيد كفار مكة بجهنم سقط بإسلام أهل مكة . و النبوءة الغيبية لكى تكون كذلك ، يجب أن تقترن بالتحقيق . جاء فى التوراة عن صحة النبوءة الغيبية : " فإن تكلم النبى باسم الله ، و لم يتم كلامه ، و لم يقع ، فذلك الكلام لم يتكلم به الله " ( التثنية 18 : 22 ) . و نبأ لا يتم ، و يعترض ما يمنع تحقيقه ، لا يكون نبوءة غيبية ، انما هو وعيد من باب الترهيب ، لا من باب علم الغيب .
- عدد الزيارات: 19098