Skip to main content

هل إنباء المستقبل فى القرآن نبوءة من علم الغيب؟ - تهديد المتخلفين عن غزوة تبوك

الصفحة 8 من 9: تهديد المتخلفين عن غزوة تبوك

سابعا : تهديد المتخلفين عن غزوة تبوك
يرون نبوءة غيبية فى قوله : " فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ... فإن رجعك الله الى طائفة منهم ، فاستأذنوك للخروج ، فقل : لن تخرجوا معى أبدا ، و لن تقاتلوا معى عدوا ، إنكم رضيتم بالقعود أول مرة ، فاقعدوا مع الخالفين " أى المتخلفين عن الغزو ( التوبة 81 و 83 ) . قال الباقلانى : " فحق ذلك كله و صدق ، و لم يخرج من المخالفين الذين خوطبوا بذلك معه أحد " .
لكن فات الباقلانى و أمثاله أن الرسول نفسه لم يخرج الى غزوة البتة بعد تبوك ، فهى آخر غزوات النبى ، انتقل بعدها الى الرفيق الأعلى . هذا الواقع ينقض معنى النبوءة
الغيبية فى الآية ، و يدل على ان محمدا لم يكن يرى فيها كشفا للغيب ، يجهل معه موته القريب . إن النبأ لا يكون نبوءة إلا متى اقترن بالتحقيق ، و هنا يحول موت النبى دون التحقيق .
و النبوءة الغيبية لا تكون مشروطة . و هنا النبوءة مشروطة برجوعه سالما من غزوة تبوك : " فإن رجعك الله الى طائفة منهم " ( 83 ) . و هذا الشرط يرفع معنى النبوءة فى الآية . فلو أمهل الله محمدا فغرا بعد تبوك ، فذلك تنفيذ أمر عسكرى ، لا تحقيق نبإ غيبى . و هذا أيضا لم يحصل . إن النبأ الغيبى تحقيقه محتوم ، و غير مشروط .
قل : انها أوامر عسكرية ، قد تقتضى الظروف تبديلها ، فليس فيها من نبوءات غيبية ، كما يتوهمون .

قصة الروم
الصفحة
  • عدد الزيارات: 18103