Skip to main content

الإيضاحات المختصة بهذا السر الإلهي - يستحيل إدراك الله كوحدة محضة مطلقة بلا صفات

الصفحة 3 من 5: يستحيل إدراك الله كوحدة محضة مطلقة بلا صفات

يعتقد عقلاء المسلمين كما يعتقد المسيحيون أنه يستحيل إدراك الله كوحدة محضة مطلقة بلا صفات والصفات السامية الكثيرة التي ينسبونها لله تفيد تعدد هذه الصفات فيه وفي هذا يتفق المسلمون والمسيحيون معاً كما أن جميعهم متفقون على وحدة ذاته تعالى ونسلم أيضاً أن تعدد صفات الله لا يغير أبداً في وحدته. فإن سلمنا بتعدد صفاته لم نستبعد هذا التعليم الذي نحن بصدده أن نؤمن بوجود ثلاثة أقانيم في الوحدة الإلهية. قال بعض الفلاسفة في اعتقاداتهم المختصة بوحدة الذات الإلهية أن لا صفات لله وبذلك ينكرون صفات الله الحسنى كمعرفة نفسه وإرادته وقوته لإعلان ذاته.
وهذا التجديف هو نتيجة التمسك الشديد بتعليم الوحدة الإلهية ذات التعليم الذي منع المسلمين من قبول تعليم الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس.
ظن البعض أن ديناً من الديانات الوثنية يقول أنه يمكن للإنسان بإرشاد عقله أن يدرك وجود ثلاثة أقانيم في الوحدة الإلهية فقال البعض أن هذه حجة راهنة على حقيقة الثالوث. أما أعداء المسيحية فقالوا أنه برهان على أن تعليم الثالوث مأخوذ من أصل وثني وأخيراً أظهر بعض الباحثين أن بعض التعاليم المشابهة لتعليم التوراة ذكرت في الكتب الوثنية وبعد البحث والتنقيب ظهر أن كثيراً من الديانات قد اعتقدت في ثلاثة آلهة هي غالباً أب وأم وابن ولكن الكتاب المقدس يعلمنا أن الله واحد لا إلا هو وأن هذا الإله كائن في ثلاثة أقانيم هم الآب والابن والروح القدس.
ولكي تظهر حقيقة ما ذكرناه يحسن بنا أن نشير باختصار إلى ديانة الهنود. قالت أوبينكهات التي يُقال أنها ترجمة الأوبانشاد السنسكرتية أن الفيدا (أي الأشعار الهندية المقدسة) تصرح بوجود إله واحد وأن هذا الإله أعلن نفسه للعالم في ثلاثة آلهة هي إله برهما ووشنو وسيفا وأن برهما هو أصل هذه الآلهة وخالق جميع الأشياء ووشنو هو حافظ كيانها، أما سيفا فهو مخربها ولكن حقيقة هذا الكتاب أنه أُلف لأجل داراشوكوه Dara Shekuh أحد أمراء الإسلام ابن الامبراطور شاه جاهان Shah Jahan سنة 1656 م أو 1067 هـ. وأما دعواهم بأن هذا الكتاب ترجمة الأوبانشاد هو كذب محض والحقيقة التي لا مراء فيها أنه كتب لكي يظهر للإسلام اعتقادات الهندوس وهو ظاهر من العبارات الإسلامية المدونة في هذا الكتاب والنتيجة أن التعاليم التي حواها هذا الكتاب لا هي ترجمة الأوباناشاد ولا ترجمة فيدا بل هي عبارة عن تعاليم حديثة جداً قامت بين بعض قبائل الهنود وكان الفيدا في ذلك الحين يصرح بوجود ثلاثة وثلاثين إلهاً على أقل تقدير وذلك علاوة على بعض الآلاهات أما الديانة التي قامت فيهم بعد هذا الزمن كانت تعلم عن ثلاثة آلهة مستقلة تمام الاستقلال هي برهما ووشنو وسيفا. وكان كل من هذه الآلهة يمثل آلهة كثيرة العدد لبعضها صفات الشر تصحبها زوجة واحدة على الأقل ومجموع هذه الآلهة يُسمى Trimurti (أو الإله المثلث) وهذا الاسم لم يوجد إلا في السنسكريتية المتأخرة ويقال أنه يوجد في جزيرة اليفانتا Elephantaقرب بمباي هيكل Cave Temple فيه تمثال عظيم له ثلاثة رؤوس ويُظن أن هذه الصورة تمثل هذا الإله المثلث Trimurti ولكن يقول بعضهم أن هذه الصورة تمثل الإله سيفا الذي له ثلاثة رؤوس وهذه الثلاثة آلهة مركبة في بعضها لاعتقاد فلاسفة الهند أن كل الأشياء واحد فقط وكان أساس دينهم حلول الله في كل شيء (أي وحدة الكائنات) وهذا يناقض الإيمان بالله الواحد.

ظن البعض أنه من الممكن استخراج تعليم من ديانة قدماء المصريين يشابه تعليم الثالوث
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11929