Skip to main content

شهادة الحواريين - أن رسل المسيح (الحواريين) ينسبون إليه صفات إلهية لا ينسبوها لغيره من الناس

الصفحة 2 من 7: أن رسل المسيح (الحواريين) ينسبون إليه صفات إلهية لا ينسبوها لغيره من الناس

(1) أن رسل المسيح (الحواريين) ينسبون إليه صفات إلهية لا ينسبوها لغيره من الناس. ففي إنجيل يوحنا قال البشير أن كلمة الله كان في البدء مع أبيه "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله" (يوحنا 1: 1و2). وفي (1يوحنا 1: 1-3) قال الرسول "الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فإن الحياة قد أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه ونخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح."
فواضح أن هذه الآيات تشتمل على ألقاب إلهية نسبت إلى يسوع المسيح وتبرهن لنا النقطة المهمة التي نحن بصددها الآن.
يقول أيضاً إنجيل يوحنا أن المسيح فيه حياة فقد قيل في ص1 عدد 4 "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس" وقد شهد بطرس على أن المسيح هو المخلص الوحيد لبني آدم فقال في أعمال 4: 12 "وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص."
يشهد كثيرون من الرسل أن المسيح عرف أفكار الناس ولا ينكر أحد أن هذه الصفة إلهية ولا يمكن أن تُنسب إلا لله عارف القلوب ولقد قال سليمان الملك في صلاته عند تدشين هيكل الله في أورشليم "لأنك وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر" ملوك الأول 8 عد39 ويقول الله في نبوة أرميا "أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى" (أرميا 17: 10) وقال بطرس في (أعمال 15: 8) "والله العارف القلوب شهد لهم" ويعني بذلك أنه بإعطاء الروح القدس للأمم المتجددين شهد الله لإخلاصهم وإيمانهم وكان الله يعلم ذلك يقيناً. وإنجيل متى إصحاح 9 يعلمنا أن اليهود فكروا في قلوبهم أن المسيح مُجدف لقوله للمفلوج الذي شفاه "ثق يا بني مغفورة لك خطاياك" ويقول الكتاب أيضاً "فعلم يسوع أفكارهم" وقد عرف أيضاً أفكار الإنسان المريض حيث أدرك أن المقصود ليس هو شفاء الجسد ولكن غفران خطيته وفي موضع آخر لما شفى المسيح المجنون والأعمى والأخرس وسمع الفريسيون بذلك أذاعوا بين الشعب أن "هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين فعلم يسوع أفكارهم" متى 12: 25 وقال لهم "كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب" وهنا يظهر جلياً صفة من صفات المسيح الإلهية.
كذلك نقرأ في إنجيل (يوحنا ص1: 45-51) لما كان نثنائيل مقبلاً نحو المسيح عرف طباعه قبل أن يقترب منه وقال عنه لتلاميذه "هوذا إسرائيلي حقاً لا غش فيه" فتعجب نثنائيل وقال له "من أين تعرفني" فأجاب المسيح وقال له "قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك" وكان هذا الكلام مشبعاً بالمعاني فقد كانت عادة الأتقياء من اليهود أن يذهبوا تحت شجرة التين ليتعبدوا لله بانفراد فكأن المسيح يقول لنثنائيل:
أن موضوع صلاتك كان خصوصياً ولم يكن معك أحد إلا الله إلا أن ذلك معلوم تمام العلم للرب يسوع.
فقال نثنائيل بعد ذلك "يا معلم أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل" معترفاً به أنه المسيا المنتظر ولا غرو فإن معرفة المسيح لأفكاره وصلاة نثنائيل لله كانا سبباً في إيمانه بألوهية المسيح فقبل المسيح احترام نثنائيل له وصادق على إيمانه بقوله "هل آمنت لأني قلت لك أني رأيتك تحت التينة، سوف ترى أعظم من هذا".
ونقرأ أيضاً في إنجيل يوحنا أنه قبل أن يصلب المسيح بقليل قال له تلاميذه "الآن نعلم أنك عالم بكل شيء ولست تحتاج أن يسألك أحد، بهذا نؤمن أنك من الله خرجت." وقد شهدوا بذلك بعد أن سمعوا ما قاله المسيح جواباً على ما كانوا يفكرون به في قلوبهم واقتنعوا أنه عارف بما في القلوب وأنه جاء من الله. وشهد بطرس أيضاً بعد قيامة المسيح وهو من تلاميذه الأولين بقوله "يا رب أنت تعلم كل شيء أنت تعرف أني أحبك" (يوحنا 21: 17) وقد أيد المسيح هذه الأقوال بعد صعوده فقال "أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب" (رؤيا 2: 23).

شهد الرسل (الحواريون) أيضاً أنه كان للمسيح سلطة إلهية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16349