شهادة الحواريين - شهادة بولس الرسول
(1) يعلمنا أولاً عن وحدة وعظمة الله بقوله في 1تيموثاوس 1: 17 "وملك الدهور الذي لا يفنى ولا يُرى الإله الحكيم وحده له الكرامة والمجد إلى دهر الدهور آمين" وأيضاً في 1تيموثاوس 6: 15و16 "المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدنى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه" وهذه الآيات جاءت مطابقة تمام المطابقة لما جاء في التوراة والإنجيل.
(2) أن بولس الرسول يوافق جميع الرسل في تعليم ناسوت يسوع المسيح ولاهوته الكاملين فقد قال أن المسيح وإن كان إنساناً فهو بلا عيب "إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2كورنثوس 5: 20-21) وقيل أيضاً في الرسالة للعبرانيين (4: 14-16) "فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالإقرار لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مُجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه" وقال أيضاً عن ناسوت المسيح "أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة" (غلاطية 4: 4) وقال عنه أنه من جهة الجسد صار من نسل داود "عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا" (رومية 1: 3و4).
وقال بولس الرسول عن صلبه أيضاً "لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وإذا وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فيلبي 2: 7و8) ولا حاجة بنا أن نذكر القارئ الكريم أن قصة صلب المسيح وردت بغاية الإيضاح في الإنجيل الطاهر وتكلم بولس في كثير من الآيات عن قيامة المسيح نقتصر على القليل منها- قال في (رومية 8: 34) "المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً الذي هو أيضاً عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا" وقال أيضاً في (رومية 14: 9) "لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الأحياء والأموات" وقال في (كورنثوس الأولى 15: 20-22) "ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضاً قيامة الأموات لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" وقال في موضع آخر عن المسيح "الذي هو البداءة بكر من الأموات" (كولوسي 1: 18). ويعني بذلك أن المسيح أول من قام من الأموات بجسد خالد وبلا فساد ولا يتسنى لأحد من الأموات الحصول على ذلك إلا يوم القيامة. يعلمنا بولس الرسول أيضاً أن الجميع يخلصون بواسطة كفارة المسيح كما قال في (رومية 4: 24و25) "بل من أجلنا نحن (المسيحيين) أيضاً الذين سيحسب لنا الذين نؤمن بمن أقام يسوع ربنا من الأموات الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا". وفي (إصحاح 5: 1و6-11) "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح… لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار فإنه بالجهد يموت أحد لأجل بار ربما لأجل الصالح يجسر أحد أن يموت ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته وليس ذلك فقط بل نفتخر أيضاً بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المصالحة" ثم قال في عدد 17و19 من هذا الإصحاح) "لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد فبالأولى كثيراً الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح… لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارً." وقال أيضاً في (1تيموثاوس 2: 5-6) "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" وإذ كان بولس الرسول يبشر في أثينا قال عن يوم الدينونة الأخير أنه معطى للمسيح "لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات" (أعمال 17: 31) وقال أيضاً "لأنه لابد أننا جمعياً نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً." (2كورنثوس 5: 10) واعترف بولس بقيامة يسوع المسيح من الأموات بقوله في (أفسس 1: 20-22) "أجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضاً وأخضع كل شئ تحت قدميه" ولكي يحكم المسيح جميع الأشياء بالعدل في الأرض والسماء يجب أن لا يكون له كل القوة فقط بل كل الحكمة أيضاً. إن بولس الرسول يعلمنا أن المسيح له ذلك إذ قال عنه أنه "سر الله الآب والمسيح المذخر فيه كل كنوز الحكمة والعلم" (كولوسي 2: 2و3) وهذه الحكمة وهذا العلم لن يفارقاه قط لأن "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عبرانيين 13: 8).
إن كثيراً من هذه الآيات تثبت أن يسوع المسيح كان إنساناً ليس بحسب الظاهر فقط ولكن بالحقيقة أيضاً وهي أيضاً تثبت في نفس الوقت أنه كان أعظم من إنسان وأن كثيراً من الصفات الإلهية منسوبة إليه. فالله دون سواه غير متغير عارف بالغيوب حاكم وقاضي الكل وقد رأينا أن كل هذه الصفات للمسيح أيضاً كما سبق ذكره. وبولس الرسول لم يكن الوحيد الذي ذكر هذه الحقائق ولكن جميع الرسل الأولين نهجوا على هذا المنوال تماماً وقد بينها المسيح نفسه. وفي نفس الآيات التي قدمناها لإثبات ناسوت المسيح نرى إثباتاً صريحاً لألوهيته أيضاً والآن نتقدم لنثبت أن بولس الرسول قد أعطى المسيح لقب "ابن الله" و "الرب" و "الله" كما أعطاه إياها غيره من الرسل وهنا نجد أيضاً أن الجميع متفقون تمام الاتفاق في التعاليم المعلنة لهم بواسطة الروح القدس.
- عدد الزيارات: 16757