Skip to main content

شهادة الحواريين - ثالثاً أن لقب الله وابن الله قد أعطاه له الحواريون

الصفحة 4 من 7: ثالثاً أن لقب الله وابن الله قد أعطاه له الحواريون

(3) ثالثاً أن لقب الله وابن الله قد أعطاه له الحواريون فكتب بطرس الرسول في بطرس الثانية 1: 1-2 قائلاً "سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله إلى الذين نالوا معنا إيماناً ثميناً مساوياً لنا ببر إلهنا والمخلص يسوع المسيح لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا" وقال يوحنا الرسول في إنجيله 1: 1 "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله." وكتب أيضاً قائلاً "شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح… إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (يوحنا الأولى 1: 3-7). وقال أيضاً "من هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب والابن" (يوحنا الأولى 2: 22) وقال أيضاً في آخر رسالته (5: 5و13و20) "من هو الذي يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله… كتبت هذا إليكم أنت المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله… ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية." بل أننا نقرأ ما هو أوضح من ذلك في رؤيا ص1: 8 إذ يقول "أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء." إن الحرفين الأول والأخير من حروف الهجاء يُستعملان للبداية والنهاية والكلمتان "والذي يأتي" إنما تشيران إلى المسيح لأنه وعد أن يأتي ثانياً الذي هو الأول والآخر وهو الله طبعاً لأن ذلك ما لا يستطيعه أحد ولو كان أعظم الملائكة. وتأييداً لذلك نأتي بأقوال الله في نبوة أشعياء إذ قال "أنا الرب الأول ومع الآخرين أنا هو" أشعياء 41: 4.
إن كلمة الكائن إنما تشير عما قاله الله في الخروج عن اسمه أنه "أهيه" وهي الكلمة العبرانية التي تترجم للعربية "بالرب" وفي هذه العبارة السالفة الذكر قد أعطي المسيح لقبين "الرب والكائن" ولزيادة الإيضاح قد أُعطي المسيح لقباً آخر وهو "القادر على كل شيء."
لو تأملنا بإمعان فقط في هذه الآيات بغض النظر عن جميع الآيات الأخر التي تظهر صريحاً الصفات والألقاب الإلهية المنسوبة لربنا يسوع المسيح لرأينا أن الروح القدس الذي وعد به المسيح لتلاميذه أعاد لهم ذكرى ما كانوا يسمعونه منه وقدرهم أن يبشروا الآخرين بما أمرهم أن يبشروا به ولو اهتم القارئ الكريم وراجع الآيات التي قالها عنه تلاميذه والآيات التي قالها المسيح عن نفسه وقارن بين هذه وتلك ورأى أنه لا يوجد لقب واحد أعطاه له تلاميذه إلا وكان المسيح طلبه لنفسه أولاً ورأى أيضاً أن شهاداتهم له لم يشهد بها واحد أو اثنان منهم فقط ولكن شهد بها كل من بقيت رسائله في أيدينا ولم يختلف واحد عن الآخر في شيء قط- حقاً أن تعليم ألوهية المسيح لم يظهره الرسل إلا بعد صعوده إلى السماء وقد نما هذا التعليم فيهم تدريجياً على مر الزمن ومما لا ريب فيه أنهم لم يفهموا ذات ومقام ربهم ومعلمهم إلا بعد صعوده إلى السماء كما بينا ذلك قبلاً ومع ذلك اتفق الجميع أن المسيح علمهم أنه والله واحد وقد جاء هذا التعليم بصريح القول في البشائر الأربعة وفي أعمال الرسل وفي سفر الرؤيا كما في رسائل رسل المسيح الأولين.
إن العهد الجديد مشحون برسائل بولس الرسول الكثيرة عدا الرسالة إلى العبرانيين التي إما أن يكون كتبها بولس بنفسه أو أحد تلاميذه ممن تلقوا التعليم من فمه وماذا تقول هذه الرسائل الكثيرة عن ألوهية المسيح؟ هل تعاليمها مغايرة لتعاليم تلاميذه الأولين؟ لقد جئنا بشهادة بولس الرسول آخر الكل أولاً لأن بولس صار مسيحياً بعد صعود المسيح (أعمال 9: 21). وثانياً لأن إخواننا المسلمين يتحاملون عليه ولا يؤمنون أنه رسول ولكن هذا خطأ فاحش فقد دُعي بولس رسولاً بحق وأرسله الرب يسوع كباقي الحواريين وأما كلمة رسول أو "حواري" فمعناها إنسان مُرسل والأخيرة تطلق على الذين أرسلهم المسيح للكرازة باسمه والسلطة الممنوحة للمسيح في إرساله الرسل لم تقف عند حدها بعد صعوده فيحق لبولس إذاً أن يُلقب نفسه برسول يسوع المسيح وقد اتفق على ذلك جميع المسيحيين على اختلاف مذاهبهم فنأتي الآن ببيان ما قاله في شهاداته عن الرب يسوع المسيح.

شهادة بولس الرسول
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16305