النساء والحياة الزوجية - الشريعة الإسلامية لا تُعطي أهمية لعمر المرأة
لذلك فإن الشريعة الإسلامية لا تُعطي أهمية لعمر المرأة ونضوجها الجسدي والعقلي والعاطفي عند الزواج. إن كل ما في الأمر هو أن تكون المرأة قادرة على احتمال الرجل عندما ينكحها. لذلك يفتي علماء المسلمين بأنه يمكن تزويج الفتاة حتى لرجل شيخ يكبرها بعشرات السنوات، كما تزوج محمد من عائشة وعمرها لم يتجاوز التاسعة إن لم يكن أقل من ذلك، أُسوة بالرسول "الكريم".
في الواقع إن ما كانت تتمتع به المرأة في الجاهلية من حقوق في الحياة الزوجية بما في ذلك العملية الجنيسية يفوق ما تتمتع به المرأة في الإسلام. يُذكر أنه كان هناك أنواع مختلفة من الزواج في الجاهلية، حتى أن المرأة كان يحق لها أن تتزوج من أكثر من رجل واحد، وبذلك ساوت الجاهلية بين الرجل والمرأة حيث أن التعددية لم تقتصر على الرجال فقط. ويذكر الحديث أنواع الزواج في الجاهلية: "حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب عن يونس حدثنا أحمد بن صالح عن عنبسة حدثنا يونس إبن شهاب قال: أخبرني عروة إبن الزبير أن عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن النكاح (الزواج) في الجاهلية كان على أربعة أنحاء (أنواع): فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته (أمته) أو إبنته فيُصدقها ثم يُنكحها. ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها (عادتها): أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه. ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها (ضاجعها) زوجها إن أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع. ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومرّ ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت، فهو إبنك يا فلان، تُسمي من أحبت باسمه، فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمنع به الرجل. ونكاح رابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها، وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعو لهم القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتّاط به ودعي إبنه لا يمتنع من ذلك. فلما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدَمَ نكاح الجاهلية كله، إلا نكاح الناس اليوم." (البخاري ج 6 ص 456و457). لم نقصد هنا تأييد الإباحية الجاهلية في الزواج. وإنما أردنا أن نُبين كيف كانت المرأة تتمتع بالحرية الجنسية حتى في الحياة الزوجية أكثر مما تتمتع به المرأة في الإسلام. على أي حال، وعلى الرغم من أن محمدا أبطل زواج الجاهلية الإباحي فإنه قد اخترع زواجا آخر لا يقل إباحية عن زواج الجاهلية، وسنذكره في حينه، فصبرا يا عزيزي القارئ.
- عدد الزيارات: 57822