Skip to main content

النساء والحياة الزوجية - أنواع النساء اللواتي تم تحليلهن لمحمد

الصفحة 6 من 7: أنواع النساء اللواتي تم تحليلهن لمحمد

1- الزوجات اللواتي اختارهن وتم قرانه عليهن بعقد شرعي وقدّم لهن المهر اللازم (ما عدا زينب التي سنذكر قصتها لاحقاً). وقد سُمِح لمحمد الزواج من النساء بدون حد. وهكذا نَقض الآيات السابقة ما ورد عن تحديد النساء بأربع كما ذكرنا سابقا، وسنرى كيف استغل محمد هذه الاباحة وتجاوز التحديد. وكما ذكرنا سابقا لقد سن رب محمد شريعتين: شريعة لمحمد مع أنه اعترف بأنه كان كباقي البشر وشريعة لبقية المسلمين.
2- الجواري أو الإماء (السراري): وهن النساء اللواتي اشتراهن محمد من ماله أو تم إهداؤهن إليه مثل مارية القبطية، أو اللواتي أسرهن في حروبه وغزواته فاستعبدهن واستحل فروجهن (يا عيب الشوم) مثل ريحانة بنت شمعون القُرضيّة والتي رفضت أن تؤمن بدين محمد وتصير واحدة من زوجاته المحصنات.
3- الواهبات أنفسهن: وهن النساء اللواتي ارتجين خير الآخرة، فوهبن أنفسهن مجانا لمحمد مثل هؤلاء كان لمحمد حق الدخول عليهن دون عقد نكاح أو مهر. كما كان له الحق في ابقائهن عنده أو اطلاق سبيلهن. ومثل هذا السلوك في أي شريعة أخرى غير شريعة محمد يعتبر زنى بكل معنى الكلمة.
لقد أثارت هذه الإباحية غيرة عائشة الزوجة الطفلة المدللة وحفيظتها على رب محمد كما في الحديث: "حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام: حدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: "ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك…" قلت: ما أرى إلا أن ربك يسارع في هواك." (البخاري ج 6 ص 323 مكرر، رواه مسلم أيضا). إذا كانت عائشة "أم المؤمنين" قد قالت هذا، فماذا نقول نحن والدليل بين أيدينا؟ ألم يسارع حقاً رب محمد في هواه (يا للشؤم)؟ لم يقتصر الاستنكار من الواهبات أنفسهن لمحمد على عائشة فقط. بل أن بنت أنس بن مالك قد فعلت ما فعلته عائشة ووبخها أبوها على ذلك كما في الحديث التالي: "حدثنا مُسدد حدثنا مرجوم سمعت ثابتا: أنه سمع أنس رضي الله عنه يقول: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها فقالت: هل لك حاجة في؟ فقالت ابنته (ابنة أنس): ما أقل حياءها، فقال: هي خير منك، عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسها" (البخاري ج 7 ص 131، رواه مسلم أيضا). ونحن نقول مع إبنة أنس ما أقل حياءها‍ ونعتب على رب محمد كما عتبت عائشة لهذه الإباحة، ونعتب على محمد لقبوله هذه الإباحة. ولكن ما الحيلة وماذا ينفع العتب.
علاوة على ما سبق ذكره، يجد الدارس لسيرة محمد أنه كان مولعا بمعاشرة النساء ولا يطيق فراقهن حتى في الغزو والحرب. ويبدو أنه كان خبيرا بشؤون النساء من معاشرة واحتلام وحيض. لقد جمع محمد في بيته بعد موت خديجة الكثير من النساء وكان ينكحهن ويعاشرهن أي وقت شاء بالليل أو بالنهار وكان يقسم الليالي بينهن. ويذكر معظم علماء المسلمين أن محمدا قد تزوج على الأقل ثلاث عشرة امرأة ما عدا الجواري. والبعض يزيد على ذلك. ويقال أن محمدا كان يحتفظ على الأقل بتسع من النساء الأحياء في وقت واحد.
كان لمحمد نظرة جيدة في النساء فلا يخفى عليه الجمال الأنثوي في طفلة مثل عائشة أو امرأة مثل صفية حُيَي أو جويرية بنت الحارث. وكان أحيانا إذا أعجبته امرأة مسبية وقعت لرجل غيره بعد أن يراها يستعمل سلطانه "النبوي" للحصول على هذه المرأة من صاحبها كما حدث مع كل من جويرية وصفية السالفتي الذكر. وسنخص قصة صفية بالذكر لاحقا. في السطور التالية سوف نعرض قصصاً ثلاثاً من زوجات محمد المشهورات وذلك لاستنارة القارئ واطلاعه على ولع محمد وخبرته بجمال النساء. إن من أغرب هذه القصص وأصعبها إدراكا على عقل القارئ هي قصة زواج محمد من عائشة. لقد صار هذا الزواج كما قلنا سابقا أساسا لزواج طفلات قاصرات من شيوخ كهول في سُنَّة محمد. كان محمد في الواحدة والخمسين من عمره على الأقل عندما كتب كتابه على عائشة وهي طفلة لا يزيد عمرها عن ست سنوات ثم عاشرها معاشرة الأزواج ومارس الجنس معها وهي في التاسعة من عمرها. وعندها كان محمد في الرابعة والخمسين من عمره على الأقل وذلك بشهادة عائشة نفسها في أكثر من موضع كما جاء في الرواية: "حدثني فَروة بن أبي الغراء، حدثنا علي بن مُسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج، فوعِكتُ (مرضتُ) فتمزّق شعري فوفَى جميمه (نما وكثر) فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي. فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريدُ بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج (ألهت) حتى سكن بعض نفسي. ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت فلم يَرُعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضُحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنوات." (البخاري ج 4 ص 632، مكرر، رواه مسلم أيضا). وأسفا على أم تسلم ابنتها الطفلة، إذ تأخذها من بين صويحباتها وتسلمها لرجل شيخ ، نبي أو لا نبي ، كما تسلم الشاة للجزار.
لقد حاول أبو بكر والد عائشة أن يثني محمد عن رغبته في إبنته الطفلة ولكن دون جدوى كما يبدو من الحديث: "حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن يزيد عن عراك عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عائشة إلى أبي بكر، فقال له أبو بكر: إنما أنا أخوك. فقال محمد: "أنت أخي في دين الله وكتابه وهي لي حلال." (البخاري ج 6 ص 442). من هو ذاك الإله وأي دين يحلل لمحمد طفلة في السادسة من عمرها؟ هذا وقد برر محمد فعلته هذه واقترانه بالطفلة عائشة بأن ربه كشفها له في الحلم وأعلن له أنها زوجته كما في الحديث: "حدثنا معلى حدثنا وهيب عن هشام بن عُروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "أريتك في المنام مرتين: أرى أنك في سُرقة (ملاية) من حرير ويقول هذه امرأتك فإذا هي أنت" فأقول: "إن يكُ هذا من الله يُمضيه". (البخاري ج 4 ص 632، مكرر، رواه مسلم أيضا). هل يمكن أن يُصدق إنسان ممتلك لقواه العقلية أن الله الحقيقي القدوس يقول لمحمد عن طفلة عمرها ست سنوات: "هذه امرأتك"؟
يبدو أن هذا الزواج غير المتجانس والمجحف والذي لا يقبله مجتمع من المجتمعات يسبب للمسلمين إحراجا يحاولون التخلص منه بطرق مختلفة. يحاول البعض التملص من الموضوع كليا ومهاجمة الشخص الذي يطرح الموضوع واتهامه بالكذب كما حدث معي شخصيا في حواري مع بعض الأصدقاء المسلمين. والبعض الآخر يحاول جاهدا المبالغة في عمر عائشة بالإدعاء أنها كانت في الثالثة عشرة عندما تزوجها محمد ودخل بها. ولكن هذا مخالف للصحيحين وللسيرة. وحتى إن سلّمنا جدلا أنها كانت في الثالثة عشرة فإنها ما تزال في سن الطفولة وزواجها من رجل في الرابعة والخمسين من عمره زواج ممجوج على أي حال. أما غالبية المسلمين بما فيهم من علماء وكتّاب فيدعون أن عائشة وهي في ذلك العمر ما بين السادسة والتاسعة كانت امرأة ناضجة. والبنات بشكل عام كن ينضجن في سن مُبكر في تلك الأيام. جوابنا على هذا الإدعاء الفارغ هو أنه ليس له سند تاريخي أو أدبي. كما أن الواقع يثبت العكس. وإذا صدقنا حديث الإفك فإنه السبب الرئيسي لما حدث هو صغر حجم عائشة وخفة وزنها حتى أن حملة الهودج لما حملوا الهودج عند رحيل جيش محمد بينما كانت عائشة غائبة عن الجيش حملوه ولم يشعروا أن الهودج كان فارغا. كذلك نستنتج من حديث عائشة أنها كانت طفلة تلعب مع غيرها من البنات ألعاب الأطفال. وتأييدا لذلك فإن محمدا بعد أن أخذها ودخل بها كان يأتي إليها بالطفلات من البنات في مثل عمرها حتى تلعب وتتسلى معهن كما في الحديث: "حدثنا يحيى بن يحي، أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تلعب بالبنات (العرائس) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يهربن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسربهن (يعيدهن) إلي." (مسلم ج 15 ص 204، رواه البخاري أيضا).
عزيزي القارئ , أليس في هذا الحديث برهانا كافيا على أن عائشة كانت طفلة غير ناضجة وهي في بيت محمد، وأنه كان ينكح طفلة في بيته؟ إن ما فعله محمد لم يفعله غيره ولا حتى في الجاهلية. لو أن محمدا فعل ما فعل في أي مجتمع متحضر في عصرنا الحاضر لعاقبه القانون عقابا صارما لمدة أقلها عشرين سنة تحت الأشغل الشاقة في السجن. لقد سلب محمد عائشة من طفولتها إلى الأبد وحرّمها من شبابها ما بقي من عمرها، حيث مات عنها وتركها أرملة وفرض عليها الحجاب الأبدي وعدم مس غيره من الرجال وهي في أول شبابها، في الثامنة عشرة من عمرها.
وبعد عائشة فإلى المرأة الثانية التي كانت تنافس عائشة في الجمال وفي المكانة في قلب محمد وفراشه، إلى زينب بنت جحش والتي لا تقل قصتها غرابة عن قصة عائشة، والتي أبطل رب محمد حكم التبني في الإسلام بسببها.
يذكر إبن هشام في السيرة (ج 1 ص 230) أن زيدا بن حارثة كان عبدا لخديجة. وعندما تزوج محمد خديجة أهدت له عبدها زيدا، ثم أعتق محمد زيدا وتبناه وصار زيد يُعرف بأنه زيد بن محمد. زوّج محمد زيدا من زينب بنت جحش وكانت امرأة ذات جمال بينما كان زيد عبد أسود. ويبدو أن زيدا طلق زينب تحت ضغوطات والده محمد، لأن محمد والد زيد وقع في حب زينب، ولكنه خشيَ من الزواج منها خوفا من مذمة العرب له، لأن مثل هذا يخالف الشرائع المتعارف عليها. وكان الحل الوحيد لمحمد هو أن يأتيه وحي من ربه يُبيح له الزواج من زينب. ولكن هذه الإباحة لا يمكن أن تتم إلا إذا تم إبطال التبني أولا. فماذا فعل رب محمد؟ وكما قالت عائشة، لقد سارع رب محمد في تلبية أشواق "نبيه" فأرسل له "الوحي" الذي أبطل التبني وأباح له تحقيق رغبته من زينب. وهكذا أبطلت شريعة محمد التبني في الإسلام كما جاء في القرآن "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيئ عليما" (الأحزاب: 40). بهذه الآية ألغى القرآن تبني محمد لزيد مُفسحا له المجال لنكاح مطلقته. تلى ذلك تحريم شامل للتبني كما جاء في القرآن "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللاتي تظاهرون (تحرمون على أنفسكم) وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلك ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يُهدي السبيل. أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا أباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم (عبيدكم) وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمّدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما." (الأحزاب: 4 و5). وزاد محمد على ما سبق مؤكدا على أن من ادعى لغير أبيه حُرم من الجنة كما الحديث: "حدثني عمر الناقد، حدثنا هشيم بن مُشير، أخبرنا خالد عن أبي عُثمان قال: لما أدّعي زياد (زياد بن أبيه)، لقيتُ أبا بكرة فقلت له ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول سمع أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه فالجنة عليه حرام." (مسلم ج 3 ص 54).
السؤال الذي لا بد من طرحه هنا هو: لماذا لم يبطل رب محمد تبنيه لزيد من البداية ، قبل زواج زيد من زينب وطلاقها منه ، ثم وقوع محمد في غرامها؟ على أي حال فإن بإبطال التبني زال المانع الشرعي لتحقيق محمد لرغبته في زينب، وسارع ربه في هواه وأوحى إليه أن لا يخفي غرامه في زينب ويكشفه على الملأ ويحقق رغبته التي كتبها في صدره. جاء الأمر لمحمد من ربه: "وإن تقول للذي أنعم الله وأنعمت عليه امسك عليك زوجك واتقي الله وتُخفي في نفسك ما الله مُبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيدا منها وطرا (أخذ حاجته منها واكتفى) زوجنكها (زوجناها لك) لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إن قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا." (الأحزاب: 37).
وهكذا حسب إبن كثير أن دخول محمد على زينب "بغير إذن" "إذ أن الله" أوحى إليه أن يدخل عليها بلا ولي ولا عقد ولا مهر ولا شهود من البشر. وبذلك كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: "زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات." (إبن كثير ج 3 ص 98). هكذا الزواج وإلا بلا! زواج بلا ولي ولا شهود! أليس هذا أقرب إلى الزنى من الزواج؟ في أي شريعة أخرى غير شريعة محمد يعتبر هذا بلا شك زنى صريحا. أم هل يا ترى يحق لمحمد ما لا يحق لغيره مع أنه بشر ككل بشر بحسب إقراره ؟
القصة الثالثة في مسلسل أعراس محمد هي قصة زواجه من صفيّة بنت حُيي. جاء في الحديث بهذا الشأن: "حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية قال: حدثنا عبد العزير بن صُهيب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس (الفجر)، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب بن طلحة وأنا رديف (خلف) طلحة، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وإن رُكبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم. ثم حُسِر (انكشف) الإزال عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم. فلما دخل القرية قال: "الله أكبر خَربت خيبر إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحُ المنذرين" قالها ثلاثا. قال وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا: محمد والخميس (الجيش)! قال: فأصبناها غنوة (بالقوة) فجُمع السبي. فجاء دَحيّة فقال: يا نبي الله اعطني جارية من السبي قال (محمد): "اذهب فخذ جارية" فأخذ صفية بنت حيي. فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أعطيت دحيّة صفية بن حُيي سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك. قال (محمد) "ادعوه بها". فجاء بها. فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خذ جارية من السبي غيرها". قال: فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها." (البخاري ج 1 ص 122، رواه مسلم أيضا). ويضيف إبن هشام إلى ما سبق: "قال إبن إسحق: ولما أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية بخيبر أو ببعض الطريق، وكانت التي جَمّلتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومشطتها وأصلحت من أمرها أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك. فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم في قُبّة له، وبات أبو أيوب خالد بن زيد أخو بني النجار متوشحا سيفه يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُطيف بالقبة، حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأى مكانه قال: "مالك يا أبا أيوب؟" قال: يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة وقد كانت امرأة قد قتلتَ أباها وزوجها وقومها وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك." (إبن هشام ج 3 ص 219).
بحق السماء، هل هذه هي أخلاق الأنبياء؟ محمد يغزو خيبر فيقتل رجالها ويستولي على أموالها ويستحل نساءها! ومن بين المسبيات سيدة في قومها يأخذها رجل من أصحاب محمد، ولكن عندما ذُكرت لمحمد سارع باستدعاء صاحبه، وعندما رأى صفية التي قتل زوجها وأباها وقع محمد في هواها ورغب فيها. فأمر صاحبها بتركها وأخذها لنفسه وعرّس بها على أرض المعركة ودماء زوجها وأبيها لا تزال تلطخ ديه ولم تجفّ بعد. هل يرضى رب محمد بهذه الأعمال البربرية؟ أين الشهامة؟ أين الكرامة؟ أين النخوة؟ أين المروءة؟ أين الرحمة؟ أي عاقل يقرأ قصة زواج محمد من صفية إلا ويرى فيها الطغيان والقتل والاغتصاب والبربرية المتوحشة.
هذه ثلاث قصص مختلفة تبين جوانب مختلفة من طبيعة محمد وشخصيته. هناك نساء أخريات في حياة محمد وله معهن قصص، ومن أراد أن يعلم أكثر فليرجع إلى كتب الحديث والسيرة ففيها ما يروي غليل من يحب الاستطلاع ويبحث عن الحقائق والوقائع.
وبعد أن ذكرنا القصص السابقة الذكر نتأمل الآن في معاشرة محمد للنساء. يستنتج القارئ من كتب الحديث والسيرة أن محمدا كان مغرما جدا بالنساء، وكان يصرف الوقت الكثير في معاشرة نسائه والتمتع بهن. يبدو أنه على الرغم من كثرة زوجات محمد وجواريه فإن غريزته الجنسية لم تعرف الشبع. لم يكن محمد يكتفي بنكاح امرأة واحدة بل كان يضاجع كل نسائه في آن واحد كما ذكر الحديث: "حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه (يضاجعهن) في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنّ إحدى عشرة. قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ (أي هل كان باستطاعته مضاجعة إحدى عشرة امرأة في ساعة واحدة؟). قال: منا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين (أي ثلاثين رجل). وقال سعيد عن قتادة عن أنس حدثهم تسعُ نسوة." (البخاري ج 1 ص 89، مكرر). يبدو أن محمدا كان يفعل هذا بطريقة خاصة قبل الإحرام للحج، حيث كان يتمتع بنسائه جملة واحدة كما روت عائشة: "حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، لحدثنا خالد يعني إبن الحارث، حدثنا شُعبة عن إبراهيم بن محمد المنتشر قال: سمعت أبي يحدث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنتُ أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطوف (يضاجع) على نسائه ثم يُصبح مُحرما." (مسلم ج 8 ص 102). وهكذا الحج لا يطيب إلا بعد ليلة مع النساء. حجا مبرورا! لقد وهب الله أنبياءه القديسين مواهب عظيمة تمثلت بالمعجزات والعجائب التي تُمجد الله وتخدم شعبه، ولكن إله محمد بلا شك وهب لمحمد موهبة عظيمة لا مثيل لها. لقد وهبه ربه قوة ثلاثين رجل في النكاح! واوْ !
لم يكن محمد يطيق فراق النساء حتى في أوقات الغزو والقتال. كان محمد كلما خرج لغزو أو حرب يصطحب معه واحدة أو أكثر من نسائه بعد أن يجري القرعة بينهن. هناك أحاديث كثيرة في هذا الشأن نختار منها واحدا كمثال: "حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا عبد الله بن عمر النميري، حدثنا يونس قال: سمعت الزّهري قال: سمعت عُروة بن الزبير وسعيد بن المُسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة كل حدثني طائفة (شيئا) من الحديث قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرَعَ (ضرب القرعة) بين نسائه فأيهن يخرج سهمها خرج بها النبي صلى الله عليه وسلم. فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم بعدما أنزل الحجاب." (البخاري ج 3 ص 300).
على الرغم من كثرة نساء محمد وجواريه وأنه لم يمنعه أي مانع من مضاجعتهن، فإنه كان إذا اشتهى واحدة من نسائه وكانت حائضالم يمنعها الحيض من محمد مخالفا بذلك حكم ربه في القرآن والذي ينهي المسلمين عن معاشرة الحائض من نسائهم وعدم الاقتراب منهن كما في سورة البقرة آية 222. ولكن يبدو أن رب محمد كان يحلل له ما لا يحل لغيره. هناك أكثر من حديث في ذكر معاشرة محمد للنساء الحائضات، بحيث كان يأمر المرأة الحائض أن تغطي فرجها ويقضي شهوته الجنسية من باقي جسدها. يقول الراوي: "حدثنا إسماعيل بن خليل قال: أخبرنا علي بن مُسهر قال: أخبرنا إسحق – هو الشيباني – عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُباشرها (يضاجعها) أمرها أن تتزر من فور حيضتها (تغطي فرجها) ثم يباشرها. قالت: وأيكم بملك إربَه (يحصل على شهوته) كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه؟ (البخاري ج 1 ص 98، رواه مسلم أيضا). ألهذا الحد وصلت الشهوة الجنسية بمحمد؟ أيعاشر امرأة حائضا وعنده الكثير غيرها من الزوجات والجواري؟ أين النزاهة؟ أين العفة؟ أهذا من أخلاق الأنبياء العظام؟ هل يمكن أن يكونم هذا التصرف تصرف شخص يقال عنه أنه خاتم الأنبياء والمرسلين وأشرف خلق الله؟
بالإضافة إلى مضاجعة نسائه الحائضات وغير الحائضات هناك أحاديث تُروى عن محمد أنه كان يضاجع الجواري أيضا. ومن المعروف أن المرأة الوحيدة التي أنجبت ولدا لمحمد بعد خديجة هي جاريته مارية القبطية والتي تُدعى أم إبراهيم، نسبة لإبنها إبراهيم والذي توفي في طفولته. يبدو أن هذا الأمر سبب الاضطراب في بيت محمد وأثار بعض نسائه وخاصة عائشة التي أمسكت زوجها ونبيها ينكح جاريته على فراشها، مما دعا محمدا أن يحرم تلك الجارية على نفسه. ولكن ربه أسرع في هواه مرة أخرى. فأمر الله أن لا يصغي لزوجاته، وهددهن بالطلاق وتزويج محمد بنساء أفضل منهن كما في الحديث: "روى النسائي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة (جارية) يطؤها (ينكحها) فلم تزل به عائشة تبتغي وحفصة حتى حرمها فأنزل الله عز وجل "يا أيها النبي لمَ تحرم ما أحل الله لك تبغي مرضات أزواجك و اللغ غفور رحيم. قد فرض الله لكم تحلّة أيمانكم والله العلي الحكيم… عسى ربه (رب محمد) إن طلقكن أن يُبدله أزواجا خير منكن مسلمات قانتات (طائعات) تائبات سائحات (صائمات) ثيبات (سبق زواجهن) وأبكارا عذارى" (التحريم: 1-5). وروى "إبن جرير عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب (نكح) أم إبراهيم (مارية القبطية) في بيت بعض نسائه، فقالت: أي رسول الله، في بيتي وعلى فراشي؟ فجعلها عليه حراما، فقالت: أي رسول الله كيف يُحرّم عليك الحلال؟ فحلف لها بالله أن لا يُصيبها. فأنزل الله تعالى "يا أيها النبي... إلى آخر الآيات" (ابن كثير ج 3 ص 519). حقا لقد صدقت عائشة عندما قالت: "أرى أن ربك يسارع في هواك".
على الرغم من توفر النساء لمحمد من زوجات وجواري ، ينكح منهن من يشاء متى شاء. إلا أن ذلك لم يمنعه من النظر إلى النساء الغريبات واشتهائهن، فيسرع إلى إحدى نسائه لإطفاء نار شهوته الجنسية بمضاجعتها، ثم يأمر أتباعه من المسلمين أن يفعلوا كما فعل نبيهم ويسيروا حسب سنّته كما جاء في الحديث: "حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى أمرأته زينب وهي تمعس منيئه (تدبغ جلدا) لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تُقبل في صورة شيطان وتُدبر في صورة شيطان، فإذا أبصرَ أحدكم امرأة فليأت (يجامع) أهله (زوجته) فإن ذلك يردّ ما في نفسه." (مسلم ج 9 ص 177). عجبا! أين العفاف والفضيلة؟ إذا كان محمد ذلك النبي والرسول العظيم وآخر الأنبياء والمرسلين وأشرف خلق الله ألم يكن باستطاعته ضبط نفسه والسيطرة على شهوته الجنسية؟ ثم كيف يظلم المرأة ويدعي أنها تقبل وتدبر في صورة شيطان؟ ما ذنب المرأة إذا كان رجل مثل محمد لا يستطيع السيطرة على شهوته الجنسية؟ العِلّة هنا في الرجل وليس في المرأة.
من إنجازات محمد اختراع نوع جديد من الزواج والذي هو في رأينا ليس إلا تحليل البغاء وإضفاء صفة الشرعية عليه، حيث أن الرجل ينكح المرأة إلى أجل مقابل أجر متفق عليه وتنتهي العلاقة بعد انتهاء الأجل. ورد في الحديث: "حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير الهمداني، حدثنا أبو وكيع وإبن بشر عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت عبد الله يقول: كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء فقلت: ألا نستخصي (نخصي أنفسنا). فنهانا عن ذلك. ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل، ثم قرأه عبد الله "يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (مسلم ج 9 ص 182، رواه البخاري أيضا). يدعى هذا النوع من الزواج بزواج المُتعة، وهناك أحاديث وفتاوي كثيرة في هذا الشأن، كما أن هناك جدلا فيما إذا كان زواج المتعة ساري المفعول حتى الآن أم لا. كذلك هناك أحاديث كثيرة تُشير إلى أن عمر بن الخطاب هو الذي وضع حدا لما يسمى بزواج المتعة. إن هذا ليس زواجا وإنما بغاء شرّعه محمد وأيده ربه في ذلك.
من نوادر محمد النسائية النادرة التالية والتي تُبين خبرة محمد بشؤون النساء : "حدثنا عمرو بن محمد الناقد وابن أبي عمر جميعا عن ابن عُيينة، قال عَمرو: حدثنا سفيان بن عُيينة عن منصور بن صفية عن أمه عائشة قالت: سألت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم كيف تغتسل من حيضها؟ قال: فذكرت أنه علمها كيف تغتسل ثم تأخذ فرصة (بعضا) من مسك فتطهر بها. قال: "تطهري بها سبحان الله واستتر". وأشار لنا سفيان نب عُيينة بيده على وجهه. قال: قالت عائشة، واجتذبتها إلي وعرفت ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: تتبعي بها أثر الدم." (مسلم ج 4 ص 13). يا هل ترى كيف علّم محمد المرأة أن تغتسل من حيضها؟ هل يحتاج الاغتسال من الحيض طريقة خاصة لا يعرفها أحد غير محمد؟
بعد كل ما سبق وقلناه عن محمد والنساء نختتم بالقول بأن محمدا بقي يستمتع بنسائه حتى الرمق الأخير من حياته. جاء في كتاب السيرة قال إبن إسحق: "وحدثني يعقوب بن عتبة عن محمد بن مُسلم الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع (المقابر)، فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي. وأنا أقول وارأساه، فقال: "بل أنا والله يا عائشة وارأساه". ثم قالت: ثم قال: "وما ضيرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك؟" قالت: قلتُ: والله كأنني بك لو قد فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست (ضاجعت) فيه ببعض نسائك. قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنام به (ازداد) وجعه وهو يدور على نسائه حتى استعز به (غلبه) وهو في بيت ميمونة، فدعا نساءه فاستأذنهن في أن يُمرّض في بيتي فأذن له." (إبن هشام ج 4 ص 213).
السؤال المحير الذي يبقى عالقا في الذهن هو: لماذا لم ينجب محمد أولادا وبناتا من أحد من نسائه الكثيرات سوى الجارية مارية القبطية بعد زوجته الأولى خديجة؟ هل صحيح أنه عاش لمحمد من خديجة البنات فقط وهن: فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم؟ هل صحيح أن أولاده من خديجة القاسم والطاهر والطيب وإبنه إبراهيم من مارية القبطية قد ماتوا جميعا في سن الطفولة، ودون أن يُعرف السبب؟ هل أنجب محمد أولادا وبناتا آخرين من نسائه وجواريه الكثيرات؟ أم هل أصاب العقم محمدا بعد خديجة؟ وإذا كان محمد قد أصيب بالعقم بعد خديجة كيف أنجب إبنه إبراهيم من مارية القبطية؟ هذه أسئلة مُحيرة لا جواب لها. ولعل العالم يعرف يوما أسرارها. بهذا ننهي مقالتنا عن محمد والإسلام والنساء وننتقل إلى المسيحية.

النساء والحياة الزوجية في تعليم المسيح والإنجيل
الصفحة
  • عدد الزيارات: 52455